جولة الدوري
نشر بتاريخ: 03/04/2014 ( آخر تحديث: 03/04/2014 الساعة: 18:02 )
بقلم: خليل الرواشده
ينتظر الشارع الرياضي بشغف جولة الأسبوع الأخير من دوري الاحتراف الجزئي، الجولة التي يغلفها الغموض لما تخدع إليه من حسابات مفتوحة أخذت طابع للحديث لم يسيطر عليه احد، جولة أبقت المنافسة حتى الرمق الأخير بانتظار صافرة نهاية الموسم وليس الجولة، وتلك دلالة على أن هذا الدوري اخذ حيز فاق من سبقه وحتى الأعلى منه مستوى، جولة الحسم التي تفرز بطاقات الصعود في هذا الدوري.
جولة قادمة تعتبر جولة الدوري الذي لم يفرز سوى بطاقة هبوط وحيدة كانت من نصيب نادي جنين، وبقي صراع البطاقة الثانية يحوم حول الثلاثي المشترك بحظوظ متفاوتة بيت امر، الأنصار المقدسي وبيت لقيا، والاحتمالات مفتوحة وواردة في نفس الوقت، الأصعب مربع الذهب الذي عاش بين جدرانه السمران والفرسان، الليوث والمارد الدوراوي، تبادلوا الصدارة والوصافة لكن لم يغادر احد حتى بعد ختام هذا الدوري، لم يتوج حتى الجولة أي منهم، ولا يزال الأمل يرافق مسيرة الأندية الأربعة بالحسم في الجولة الأخيرة.
لا خاسر بين أندية المربع الذهبي، فهي مكسب وكنز يجب أن يقدر ويصان، لديها خامات وافق واسع وقاعدة جماهيرية تعزز الاحتراف وترفع من شأن دورينا في المواسم المقبلة، كما لديها إمكانية التماشي بسلاسة مع أجندة الاحتراف الكلي بدلالة ما أفرزته على الميدان من عطاء يجسد تواجدها، المركز الكرمي، يطا، دورا والسموع أسماء كبيرة وظاهرة تستحق الدراسة وتؤكد صعودها منذ انتظام الدوري الفلسطيني بالإصرار على التواجد بين الكبار لأنهم كبار بأدائهم وجماهيرهم التي تبرق رسالة قوية مفعمة بالحيوية للموسم القادم.
بالأمس انفض دوري الاحتراف الكلي بأبهى صورة، توج خلاله واد النيص بطلا باستحقاق وحل الغزلان في الوصافة بجدارة، وما دفعنا للحديث النهاية الطيبة التي آل إليها الدوري، افرز المحبة والتآخي ليجعلنا نتكاتف من اجل نهاية مثالية لجولة الدوري القادمة توازي من سبقها.
علينا جميعا أن نقف من اجل جولة قادمة صعبة، ستفرز معالم الدوري، والأنظار في هذه الجولة تنحصر في مواجهة هي بحد ذاتها تستحق أن يطلق عليها جولة الدوري، وهذه المواجهة تجمع قطبي الجنوب فرسان يطا والماد الدوراوي، وتحمل في ثناياها مصير الأندية والعلامة الفارقة في رسم خارطة الصعود.
هذه الجولة من خلالها نستطيع أن نثبت بصرف النظر عما تؤول إليه نتيجة المباراة أن الرياضة الفلسطينية تستحق أن تظهر بصورة مثالية دائما، نعبر عن روح المنافسة بعيدا عن أي أجواء تعكر صفوة الانتماء والأخوة التي نعيشها، يجب أن تعكس تحد واضح لكل الأطياف التي تقف في وجه تطور رياضتنا، فالجولة ليست سوى مباراة ستنتهي، وتعود الحياة إلى طبيعتها، وتشرق شمس اليوم التالي لنلتقي في عملنا وشوارعنا ومؤسساتنا، علينا أن نكون على وعي تام وإدراك أن أي من هذه الأندية يمثل الكل والجميع مكسب، يجب أن نبتعد عن أي شعارات مدغوثة أو أجندة شخصية، ونشجع بروح رياضية حتى النهاية، والاهم النهاية التي يجب أيضا أن تنتهي أخوية تجسد الروح والانتماء للنفس والوطن والرياضة الفلسطينية، وفي النهاية لا خاسر بين الأشقاء وكلنا يطا ودورا والسموع المركز وأي منهم هو بالتأكد كما أسلفت مكسب للرياضة الفلسطينية في المواسم القادمة.