نشر بتاريخ: 05/04/2014 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 00:08 )
بيت لحم- تقرير معا -
احمد تنوح - في هذه الفترة من كل عام تبدأ الرحلة الموسمية الاولى للطيور المهاجرة التي تعبر في اسراب سماء فلسطين، قاطعة مسافات طويلة عبر قمم الجبال وأطراف السواحل، من القارة الافريقية السمراء متجهة إلى القارة العجوز "أوروبا".
ونتيجة لموقع فلسطين الجغرافي المتوسط بين القارات باتت جسر عبور للطيور المهاجرة، فتشاهد اسراب الطيور المهاجرة في هذه الفترة خلال "الهجرة الربيعية"، حيث تواجه خطرا كبيرا يهددها.
وفي هذا الجانب، حذر مدير جمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الاطرش خلال حديثه لـ معا من خطر محدق يهدد الطيور المهاجرة في فلسطين على المستوى العالمي، والمتمثل بالاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية في المحاصيل الزراعية ما يتسبب بتلوث غذاء الطيور وتسممها.
وأضاف أن الاستيطان الاسرائيلي وجدار الضم والتوسع يشكلا خطرا واضحا على مسار هجرة الطيور من خلال تدميرهما لمواطنها الطبيعية وقد تمثل ذلك في قطع أشجار الغابات والبناء الاستيطاني في المحميات الطبيعية وقمم الجبال، وتجريف الاراضي لصالح الطرق الالتفافية.
ولفت الاطرش إلى أن اعدادا كبيرة من الطيور المهاجرة تعرضت للتسمم من قبل إسرائيل، مبيناً أن اسرائيل وضعت رؤوس دجاج مسمومة للقضاء على الثعالب في منطقة الجولان المحتل، الامر الذي ادى الى قتل العديد من الطيور الجارحة بعد أن تغذت عليها.
يشار إلى أن الطيور المهاجرة تعبر مسارات محددة في فلسطين تتمثل بخط الاغوار "وادي الاردن"، السفوح الشرقية لقمم سلسلة جبال القدس، ومنطقة السهل الساحلي.
وتطرق الاطرش في حديثه لـ معا إلى أهمية الطيور المهاجرة للبئية الفلسطينية، حيث أوضح أن هذه الطيور وخاصة الجارحة تساعد على التخلص من الجيف، وتقضي على يرقات الحشرات التي تضر بالمحاصيل الزراعية، وتسهم في تلقيح النباتات.
وحول مراقبة هجرة الطيور، قال الاطرش إن فلسطين من أفضل الاماكن في العالم لمراقبة هجرة الطيور وذلك بسبب موقعها الجغرافي المتميز، حيث يتم العمل مؤخرا على تعزيز مفاهيم السياحة الطبيعية وأهمية مراقبة هجرة الطيور وتجنب صيدها.
وتشاهد الطيور المهاجرة في فلسطين مرتين من كل عام خلال رحلة الربيع التي تبدأ من تاريخ 15-2 إلى 15- 4، وفي رحلة الخريف التي تبدأ في 15-8 وتنتهي في 15- 11، يهاجر خلالها نحو 500 مليون طير.
وتستعين الطيور المحلقة في هجرتها بالتيارات الهوائية الدافئة الصاعدة والمناسبة للتحليق، حيث تقطع خلال رحلتها مسافات تتراوح بين 1000- 2000 كم في النهار الواحد.
وتهاجر الطيور للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام وأيضا للتزاوج والتوالد، ولا تنتظر الطيور بالطبع قلة الطعام حتى تطير وإلا فإنها لن تستطيع أن تقطع مثل هذه المسافات بدون الطاقة اللازمة، فهي تعمل على تخزين الدهون التي تستخدمها كطاقة لرحلة السفر.