الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 05/04/2014 ( آخر تحديث: 05/04/2014 الساعة: 17:09 )
بقلم : صادق الخضور
كما توقعنا، فازت الفرق الثلاثة المتنافسة على البقاء، وبنتائج لافتة، وفي النهاية، ودّع أبناء بيت لقيا الدوري، وهي رسالة لكل الفرق بأن تأمين البقاء لن ينجح إذا ما اقتصرت محاولات البقاء على المراحل الخمسة الأخيرة، فعلى الفرق التي يقتصر طموحها على البقاء عمل كل ما يمكن لجعل مرحلة الذهاب ضمانة البقاء، لكن للأسف فإن الكثير من الفرق تعتبر المرحلة بأكملها جس نبض، وكل التمنيات لفريقي بيت لقيا ونادي جنين بسرعة العودة للمحترفين جزئي.

الصراع على الصعود... ومباريات الجولة الأخيرة
فعلها أبناء دورا.. ونجحوا في إعادة الأمور للمربّع الأول، وقدّم اليطاطوة مباراة قوية لكن الفريق الذي تصدّر وبجدارة لم يفلح في تحقيق التعادل الكفيل بالصعود دون انتظار.

دورا.. بعمل إداري وحشد جماهيري وبلاعب من طينة الكبار هو ماهر حمامدة نجح في تحقيق المطلوب، واستعادة الأمل من أوسع أبوابه، ونجح اللاعبون في تقديم مردود حقق التوازن بين الأداء والروح، في حين أصاب سعي يطا للتعادل الفريق في مقتل، وهو ما يتطلب من الأندية الاهتمام بالإعداد النفسي، وهنا أتساءل: كم فريقا في دورينا لديه مرشد للاعبين يكمل دور الجهاز الفني؟ والإجابة : ولا فريق.

السموع حقق الانتصار، وعاد من جنين بثلاث نقاط أبقت على طموحه، في حين حقق المركز الكرمي فوزا واضحا على مركز جنين دون أن يشفع ذلك للفريق الذي قدّم موسما استثنائيا لم يعكّر صفوه سوى خطأ إداري في مباراة السموع، والثقة الزائدة في مباراة بيت لقيا.

كان ما كان.. ومن يتابع تعليقات الناس على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي- حتى من غير الرياضيين- يلمس المطالبات والأمل بأن يكون هناك صعود لأربعة فرق، وبعد ما أفرزه الدوري وتحديدا الجولة الأخيرة، فإن هذا الاهتمام الكبير من المتابعين، والتقارب بين الفرق يرفع أي حرج حال كان هناك قرار بصعود الفرق الأربعة، فقد كشفت النتائج عن وجود مستويات لهذه الفرق تؤهلها للمرور للمحترفين، أملا في أن ينعكس ذلك إيجابا على مستوى الدوري.

صعود أربعة فرق، ولم لا؟ قد يتذّرع البعض بقوانين وأنظمة، ولكنها في النهاية قابلة للتعديل، وعند إصدار أي حكم يخالف المعهود، فوجود حيثيات وقرائن يعزز التعديل في الأنظمة.

إن التقدير للمستوى الذي قدّمه فرسان يطا، ومحاربو دورا، ومبدعو السموع، وعمالقة المركز، يستحق أن يكون هذا الموسم الاستثنائي جديرا بتعامل استثنائي، وهو ما قد يكون حافزا للفرق كلها لتكرر هذا النمط التنافسي في المواسم المقبلة.
جولة أخيرة لم تكن الأخيرة، ونهاية أفسحت المجال لبداية من جديد، ومعطيات فاقت التوقعات، ومفاجآت، كلها أمور تدعو لإعادة النظر في القرار القاضي باقتصار الصعود على فريقين.

قبل أسبوع، ناشدت جماهير المركز الكرمي اللواء الرجوب بإعادة النظر في تخسير الفريق، ولسنا مع إثارة هذا الموضوع من جديد، ففي النهاية الخطأ الإداري خطأ، وبالتالي لا جدال في موضع واضح وضوح الشمس، لكن تاريخ المركز، ووفاء جماهيره، والمردود الذي قدمّه المركز في هذا الموسم يستحق المطالبة بأن يكون المركز بمعيّة يطا ودورا والسموع في المحترفين.

مبارك يطا ودورا والسموع ... وكل التوفيق للفرق جميعها في المرحلة المقبلة أيّا كان السيناريو، وإذا كانت لعبارة" لكل مجتهد نصيب" أن تنطبق على سياق ما، فليس أجدر من السياق الذي أحاط برباعي القمة في المحترفين جزئي هذا الموسم، ويكفي للتدليل على ذلك ما حظيت به مباراة دورا ويطا من اهتمام إعلامي وحضور جماهيري فاق التوقعات، وجعل دوري المحترفين الجزئي في فلسطين متفوقا على مثيلاته في الدول العربية شكلا ومضمونا.
وما دام الحديث عن مباراة دورا ويطا.. فإن الإشادة بالحكم الرائع إبراهيم الغروف وطاقمه تبدو من الأمور الواجب استحضارها، فعدول هذا الحكم عن التحكيم وعودته للميدان هذا الدوري، وقيادته مباراة الموسم-إن جاز التعبير- باقتدار تؤكد أن الخبرة عامل حسم للحكام كما هي للاعبين وللمدربين.

مبارك شباب رفح
فعلها أبناء رفح، ونجح الشباب الرفحي في الفوز بلقب دوري جوال في غزة، بعد موسم كروي شهد حدّة في التنافس، وعاد إبو جزر إيهاب ليزهو بلقب الدوري في غزة بعد أن توشّح به مع هلال القدس في دوري المحترفين قبل موسمين.
مبارك للشباب الرفحي العودة لمسار، وتحقيق اللقب الغالي وسط تنافس حامي الوطيس مع أكثر من فريق، ولا زال الفريق الرفحي الآخر الخدمات طامحا في لقب الكأس، فهل يكون هذا الموسم رفحيّا بامتياز؟

ومع فوز الشباب ..بانتظار لقاء قمة يجمع المتوجيّن باللقب في الضفة وغزة: الترجي وشباب رفح، لنكون مع لقاء طال انتظاره.

بالتوفيق للمنتخب...الفدائي: طموحي، ودلالة انتمائي
بطولة التحدّي: فرصة تاريخية لن تتكرر، هذه هي الحقيقة التي يجب إدراكها من الجميع، واللاعبون والجهاز الفنّي والاتحاد والجماهير، كلهم مطالبون بإسناد استثانئي لمشاركة المنتخب المنتظرة، وهو إسناد يجب ألا يقتصر على المطالبة بمباريات ودية بل يجب أن يشمل التحضيرات الجديّة.
نطالب المنتخب بالإعداد والاستعداد ونتغاضى عن قلة الإمكانيات!! هذا هو حال الكثيرين منّا.

وليست هناك مبالغة في أن بإمكان الجماهير تنظيم حملة لمطالبة الشركات الكبرى والبنوك برعاية خاصة بالمنتخب، وهذا ليس منّة بل واجب، كما أن تنظيم يوم إعلامي مفتوح لجمع التبرعات وتوفير الرعاية لمنتخباتنا الوطنية كلها وفي طليعتها الفدائي خلال شهر نيسان على فضائية فلسطين وفضائية معا، والصحف المحلية الرئيسة ومحطات الإذاعة المحلية والمواقع الالكترونية، وتجنيد أكبر حشد ممكن من الناس، ودعوة الشركات، وتخصيص الصحف صفحة إعلانية للشركات على مدار أسبوع يخصص ريعها للمنتخب سيكون مما سيقدّم لبرنامج الإعداد مزيدا من الاهتمام، وأدعو وكالة معا التي عودتّنا على البقاء في طليعةو المشهد لقيادة هذا الجهد، آملا أن تحظى الدعوة باهتمام مجلس إدارة الوكالة ورئاسة التحرير، والتحرير الرياضي، فالمنتخب كما الوكالة يجسدّان طموح الكل الفسطيني.

معسكر داخلي مكثف يتسّم الجدية والتدريبات المكثفة ورفع منسوب اللياقة، وتدريبات شاقة، ومباريات مع منتخبات المحافظات، فكرة قد تبدو منطقية، فالتجانس المفترض بين اللاعبين وتجريب المنضمين حديثا للمنتخب لن يتأتى فقط من خلال التدريبات.
كل التوفيق للفدائي في المرحلة الأهم من تاريخ كرتنا الفلسطينية، فقد هرمنا، وجاء الوقت ليقطف الاتحاد بقيادة اللواء الرجوب، وجماهيرنا الفلسطينية عامّة ثمرة الجهد النوعي المتواصل.