المؤسسات والفعاليّات المسيحيّة في القدس ترفض إجراءات سلطات الاحتلال
نشر بتاريخ: 07/04/2014 ( آخر تحديث: 07/04/2014 الساعة: 12:53 )
القدس- معا- تداعت مساء يوم أمس المؤسسات والفعاليات المسيحية بكافة أبنائها في مدينة القدس المحتلة لاجتماعٍ طارئ بهدف تدارس الموقف إزاء التطورات الخطيرة في تبعاتها، والمتمثلة بالاصرار على منع المؤمنين المسيحيين من الوصول إلى أماكن العبادة في المدينة المُحتلة.
وقد هدف الاجتماع لإطلاق حملة محلية ودوليّة واسعة تُندّد بالإجراءات العنصريّة التي تفرضها سلطات الاحتلال ممثلة بالشرطة الاسرائيلية في هذا الوقت مِن كل عام، حيث يتم تقييد حركة المصلين بموسم أعياد الفصح المجيد، ووضع الحواجزوإغلاق مداخل البلدة القديمة في القدس وأزقتها وشوارعها، مانعين بذلك المؤمنين من الوصول إلى طريق الآلام ومداخل كنيسة القيامة المقدسة، إضافةً الى حرمانهم من دخول الكنيسة وحتى ت الساحات المحيطة. إنّ هذه الإجراءات الجائرة، والتي تتعدى - وبشكل صارخ - على حرية العبادة هي تمييز عنصري واضح بحق المسيحيين عامة والفلسطينيين بشكل خاص، حيث تسعى سلطات الاحتلال من خلال فرضها لهذه الاجراءات الى خلق واقع جديد، مُخالفةً التقاليد المُتبعة منذ قرون. خصوصاً وأنّ هذه الإجراءات تزداد حدتها وتطاولها العام بعد العام. حيث تحرم مسيحي فلسطين من تأدية شعائرهم وواجباتهم الدينية، أو حتى التجمع لِمشاركة عائلاتهم وأصدقائهم في عيد القيامة المجيدة. علماً أن هذه الاجراءات بدأت منذ العام 2005، وهذا التشديد غير مبرر ولا يتعلق بسلامة المصلين وإنما بسياسية التمييز.
وقد أكّد الحضور أن مسألة التنسيق مع سلطات الاحتلال للوصول إلى الكنائس هو أمر مرفوض بالمُطلق، حيث أثبت فشله في السنوات السابقة. وأن هذه الإجراءات التي وضعها الاحتلال تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وهي حُريّة العبادة، إضافة إلى خرقها للشرعية الدوليّة ولحقوق الإنسان التي تؤكّد على عدم جواز سلطات الاحتلال في أن تفرض وقائع جديدة في المناطق المحتلة.
كما أكّدت المؤسسات والفعاليّات أنّ الاحتفالات القيامة المجيدة في البلدة القديمة وكنائسها هي إرث حضاري فلسطيني بامتياز، وموروث ثقافي لا يُمكن التنازل عنه، حيث تعود جذور هذا الموروث الديني إلى مئات السنين، ولم تجرؤ أي من السلطات المتعاقبة على تقيدها أو فرض شروط لكيفيّة إقامتها.
كما أضاف المجتمعون إلى أن السياسات التي تفرضها سلطات الاحتلال في هذه المدينة المقدسة، والتي تمنع جميع المصلين الفلسطينيين من مسيحيين ومُسلمين من الوصول إلى الأماكن الدينيّة، تهدف إلى تفريغ المدينة من سكّانها الأصليين الفلسطينييّن. وإن فرض الحواجز وتعميم التعليمات الجائرة والتي تنص على منع الدخول الى البلدة القديمة وما يرافقها من قمع المصلين واستخدام العُنف ضدهم والاعتقال بحق المصلين هو سياسية خطيرة الأبعاد ,يستنكرها الجميع ويشجبها.
كما تم توجيه المناشدة لكافة المؤمنين بضرورة الحضور إلى البلدة القديمة والتوجه إلى كنسية القيامة لممارسة شعائرهم الدينيّة بحرية تامة، رغماً عن التحديات التي يفرضها الاحتلال من أجل المحافظة على إرثنا الديني في مدينة القدس. ومن أجل حماية حقوقنا والمحافظة عليها.