الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حارس بوابة بيت لحم الغربية في العناية المكثفة ووزارة الصحة متهمة

نشر بتاريخ: 09/04/2014 ( آخر تحديث: 09/04/2014 الساعة: 22:12 )
بيت لحم - تقرير معا - لفيف من سكان محافظة بيت لحم ينتظرون أمام غرفة الطوارئ في مستشفى الجمعية العربية بمدينة بيت جالا ،للاطمئنان على حالة المواطن عمر حجاجلة 48 عاما، من قرية الولجة والمتواجد في غرفة العناية المكثفة لخطورة وضعه الصحي.

خصوصية المواطن حجاجلة لأهالي بيت لحم تكمن في كونه مواطن بسيط ،شكل نموذجا وطنيا في التصدي والتحدي للاحتلال الإسرائيلي ،الذي حاول الاستيلاء على "6 دونمات " أرضه المحاذية لحدود عام 1967.

أكثر من مسؤول فلسطيني زار منزل المواطن حجاجلة واسمعه خطابات كثيرة وأطلق عليه ألقاب عديدة كان أحبها إلى قلبه " حارس البوابة الغربية لبيت لحم".
|274279*صورة تحويلة المريض المختفية|
ونتيجة مقاومة حجاجلة وعدم خضوعه للتهديد من جانب والابتزاز من جانب أخر ،تقدمت له جهات إسرائيلية حكومية وغير حكومية بعروض مالية ضخمة للتنازل عن قطعة ارض ،وحتى تأجيرها ووصل الأمر لعروض بالشراكة في مشروع استثماري بامتيازات خاصة ومميزة له .

وأمام إصراره ورفضه لم يكن أمام الاحتلال مفر من تغير مسار الجدار وعمل نفق خاص يوصل لمنزله بعد توجهه لجهات حقوقية وقانونية .|274286*النفق|

والخصوصية الاخرى للمواطن حجاجلة تكمن بكونه مناضل فلسطيني امضى في زنازين الاحتلال سبعة أعوام بتهمة المقاومة .

أسرة وأصدقاء حجاجلة قالوا لمعا "إنهم يسعون منذ اشهر لتوفير علاج له نتيجة إصابته بمرض صعب في المفاصل دخل على أثره مستشفى المقاصد دون ان يكون هنالك تشخيص دقيق لحالته ليتم تحويله لمستشفى "هداسا عين كارم" التي كتبت له ضرورة حاجته لعلاج وتحذير من تفاقم وضعه صحي .

تقرير مستشفى "هداسا "على ما يبدو لم يكن كافي لإقناع الجهات صاحبة العلاقة بضرورة حصوله على تحويلة لاستكمال العلاج حتى تدهورت حالته ودخل في غيبوبة ويتنفس من خلال الأوكسجين وهو بين يدي الله .
|274282*تقرير هداسا|
عبد الفتاح عدوي صديقه المقرب والمتابع لحالته قال لمعا "انه تابع الحالة منذ شهور وانه ذهب لمستشفى بيت جالا "الحسين" عند مسؤول قسم التحويلات دكتور إياد ديرية والذي كتب تقرير كامل عن حالة حجاجلة أوصى فيه بضرورة حصوله على تحويلة لمستشفى " هداسا" لعدم توفر علاج له بالمستشفيات الفلسطينية . ويضيف عدوي "تابعنا مع قسم التحويلات في رام الله وكان الرد ان الكتاب لم يصل وبيت لحم تؤكد انها بعثت وبعد بحث مضني تبين لنا ان التحويلة يجب ان تذهب للخليل لمستشفى "عالية" ومن هنالك تذهب الى رام الله ورغم مرور اسابيع منذ 20/3/2014 الى حد اليوم لم يظهر كتاب التحويلة والى احد يعرف اين استقر او اين اختفى " وقد حمل عدوي واسرة حجاجلة وزارة الصحة المسؤولية عن حيات ابنهم متهمين الوزارة بالقصور والاهمال .وبين حانا ومانا ضاعت الحانا" كما قال عدوي."
|274285*صورة منزل حجاجلة في الولجة|

مسؤول قسم التحويلات في وزارة الصحة الدكتور أسامة النجار وفي رد على أسئلة "معا" مساء اليوم يؤكد انه لم يشاهد كتاب التحويلة ولم يصله وأضاف ان الوزارة لم تقصر مع الحجاجلة وأنها لم تعلم بموضوعه سوى اليوم من خلال رئيس نادي الأسير بمحافظة بيت لحم عبد الفتاح اخليل ورئيس نادي الأسير بالخليل امجد النجار وان الوزارة قامت على الفور بتوفير اللازم والتنسيق مع مستشفى "هداسا" في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 لاستقباله في حالة توفر سرير. ونفى النجار أي قصور من قبل وزارته اتجاه المواطن حجاجلة .

وفي اتصال لمعا مع الطبيب المتابع لحالته الصحية في مستشفى الجمعية العربية د.غسان حماد وصف لنا الوضع الصحي لمرض حجاجلة كما يلي ( لديه ضعف في عضلات القلب وسوائل على الرئتين مع التهاب حاد في الرئتين ونقص حاد في الأوكسجين مما أدى لوضعه تحت التنفس الاصطناعي وأشار د.حماد ان ضعف عضلات القلب يؤدي بالعادة الى هبوط حاد في ضغط الدم ).

قد تكون قصة المواطن حجاجلة مؤشر خطير لإجراءات وزارة الصحة الجديدة فيما يتعلق بالتحويلات الطبية والتي تحمل بيروقراطية معيقة وفق وصف ورواية أصدقاء وأسرة المواطن خجاجلة مما قد يؤدي بحياة بعض المواطنين ويضع الوزارة أمام مساءلة قانونية وأخلاقية ووطنية .

حتى اعداد هذا التقرير لا يزال عمر حجاجلة في غرفة الانعاش بمستشفى الجمعية العربية في بيت جالا .