التغير المناخي وصل.. ارتفاع مخيف في درجات الحرارة يدمر الزراعة ويحطم شبكة الكهرباء ويشعل الحرائق وينشر الامراض
نشر بتاريخ: 02/07/2007 ( آخر تحديث: 02/07/2007 الساعة: 13:01 )
بيت لحم- تقرير معا- "اصابات كبيرة في مجال الزراعة وانهيار التيار الكهربائي عندما يصل للبلاد موجة حرارة غير مسبوقة سببها اختلاف المناخ العالمي, ما يستدعي الحكومات اعلان الاستعدادات الطارئة اللازمة". هذا ما يرد الان على مواقع الراصدين الجويين الاسرائيليين.
وفي حين انتبهت معظم حكومات العالم الى ارتفاع حرارة الارض وتأثيراتها على حياة السكان، لا تزال حكومات منطقة الشرق الاوسط - بما فيها اسرائيل - لا تأخذ الامر على محمل الجدية اللازمة ولا تدرك الخطر القائم جراء ذلك.
الا ان وزارة البيئة الاسرائيلية انتبهت للامر ورفعت لحكومتها رسالة تدعو الى وضع خطة طوارئ تليق بحجم التهديد.
ومن بين ما ورد في الرسالة الطارئة - ازمة نقص مياه الشرب، حيث ينقص المنطقة مصادر مياه الشرب الكافية ما سيجعل نقص المياه خطيرا ويعتقد الخبراء الاسرائيليون ان اسرائيل ستعاني الامرين من نفاد مخزون المياه وان سحب المياه اكثر واكثر من جوف الارض سيزيد الامر خطورة على المدى الاستراتيجي.
ويقول الخبراء الاسرائيليون ان وصول معدل درجات الحرارة في القدس وباقي المدن الى اعلى من 30 درجة مئوية سيجعل رجال الاطفاء يقفون ليل نهار على رجليهم من كثرة اندلاع الحرائق.
وبحسب نفس الخبراء فان المناخ بشكل عام سيصبح اكثر خطورة وتطرف ( لن يبقى معتدلا ) ويصبح حاراً جافاً طوال فترة الصيف وسيؤدي ذلك الى قلة هطول الامطار ونقص المياه واصابة الزراعة بشكل خطير، وسيعاني المزارعون من انخفاض حاد في ارباحهم.
وسيؤدي ارتفاع الحرارة ايضا الى المس بالصحة العامة للسكان تماما مثلما حدث في الولايات المتحدة واروروبا في السنوات الاخيرة وهو ما سيهدد حياة كبار السن والمرضى بخطر الموت وسيؤثر مباشرة على قدرة انتاج الكهرباء ويتنتشر الامراض بشكل اسرع وأقوى بواسطة الحشرات التي تترعرع في ظروف الحرارة شديدة الاتفاع. كما ان ثقب الاوزون سيؤثر على جودة التنفس عند السكان بشكل واضح ومباشر.
من ناحية اخرى ستتأثر الشواطئ بشكل كبير، وبعد ان سجلت شواطئ المتوسط ارتفاعا بعدة ميلمترات في السنوات الاخيرة من المتوقع انخفاض منسوب البحر لاحقا. وسوف تفقد الشواطئ رحابتها ومستوى جودتها وسوف يفقد سكان بعض الشواطئ مثل نتانيا الكثير من مقومات حياتهم الراهنة.
اما سكان ايلات فسوف يعانون الامرين من ارتفاع درجات الحرارة وستتعرض منازلهم لموجة الحر، وخصوصا نسبة تركيز الفحم الطبيعي ومثلها البيوت البلاستيكية ومزارع تربية الكائنات الحية. كما ستختفي بعض المخلوقات البحرية على الشواطئ.
ضحية اخرى للموجة التي بدأت قبل اسبوعين - ولم تنته - هي الاشجار حيث ستندلع مئات الحرائق في الاحراش وستفقد البلاد غابات واشجار ونباتات كثيرة.
العالم المختص في وزارة البيئة الاسرائيلية الدكتور يشعياهو بار اور نقل توصيات مهمة حول هذا الموضوع لحكومته، وأوصى ان يتم اتخاذ قرارات فورية فيها "من اجل مواجهة تغير المناخ الذي اصاب المنطقة " وطالب بفتح باب التحقيق العلمي والبحث للرد على تغير المناخ".
وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عيزرا رد على ذلك بالقول: "ان دولة اسرائيل تستطيع ان تتحول الى مركز علمي للبحث والتطوير حول امر التغير الحراري في المنطقة بل وفي العالم كله ايضا. وان اسرائيل تعمل ولديها القدرة الاكاديمية اللازمة لمواصلة البحث العلمي ولم ينكر ان الامر قد يصل الى حد تخصيص جلسة من جلسات الحكومة لاتخاذ القرارات بشانه.