الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلوان تستحضر ماضيها الكروي العريق

نشر بتاريخ: 14/04/2014 ( آخر تحديث: 14/04/2014 الساعة: 20:47 )
الخليل – خالد القواسمي

عند الحديث عن الكرة الفلسطينية وتاريخها وعراقتها واصالتها لا يمكن تجاوز اصحاب الزي المقدس المتوشح بالوان العلم الفلسطيني صاحب الصولات والجولات سلوان المقدسي هذا النادي العريق بعراقة قدسنا كم آلمنا ابتعاده عن دوري الاضواء وكم نحن سعداء اليوم بعودته ونيله بطاقة الصعود لمصاف دوري المحترفين الجزئي مما يعطينا الامل بمشاهدته بين اقرانه في دوري الكبار لما له من طعم ومذاق خاص يستطيب لكل رياضي ويتلذذ بفنونه الكروية .

حضوره وعودته مفرحة للقدس بشيبها وشبابها بنسائها وفتيانها وفتياتها ولأنصاره المتيمين بعشقه وبزيه الغالي كيف لا وهو احد القلاع الحصينة الصامدة على ثغور أقصانا وقيامتنا وتاريخنا وحضارتنا لم يكن مستغربا عودته انما الغرابة تكمن في ابتعاده طيلة تلك الفترة واكتفاءه بلعب دور الفريق المسالم والمهادن مكتفيا باللعب فقط دون بلوغ الهدف وملامسة المركز المرموق الذي يليق بسمعته وتاريخه.

بكل تأكيد الحضور السلوني في دوري المحترفين الجزئي سيشكل مصدر قوة للدوري اذا ما افلح القائمين على مقدراته بالتناغم واعادة صياغة كينونته من جديد وفق تخطيط مدروس مبني على توفير احتياجات الفريق البشرية والمادية فلا شك بان الصعود بهؤلاء الفرسان الابطال وعودتهم للمنافسة من جديد يشكل نصف الطريق فقد بذل كل منهم كافة طاقاته وامكانياته لكن لا يجب على ادارة سلوان الارتكان فقط على هذه الكوكبة الخيرة من اللاعبين الذين يستحقون الاشادة ولا يمكن تناسي هؤلاء النجوم الذين صعدوا بالفريق هذا الموسم لكن الصعود لدوري المحترفين بحاجة الى التعزيز فكل مرحلة لها وقعها ولها رؤيتها المختلفة عن سابقتها .

سلوان قالت كلمتها هذا الموسم وافلحت في نيل بطاقة الصعود ويقتضي الامر من قيادته ومشجعيه وعشاقه ومؤازريه التفكير مليا في الاستحقاقات المقبلة فليبدأ التخطيط منذ الآن ووضع اللبنات الاولى للفريق والبحث عن مكامن الضعف وترميمها وتعزيز مكامن القوة ورفع مكانتها كي لا يتجرع الفريق كأس المرارة ويعاد المشهد التراجيدي للظهور مرة أخرى .

نعم كان المشهد في استاد اريحا مهيبا ذلك الذي كان عليه الجمهور السلواني ليلة الظفر ببطاقة الصعود وكأن الجماهير الغفيرة حين حضرت جموعا وفرادى متوجهة صوب مدينة القمر أرادت ان ترسل اشعتها وخيوطها الذهبية المنبثقة من بريق قبة الصخره لتقول ها نحن قادمون وستسطع شمسنا من جديد ولن يثنينا ما نحن فيه من مآسي وجراح واستيطان وتهويد عن ممارسة حياتنا وتحقيق انجازات وهذا برهان ودليل على صلب ارادتنا وموقفنا ودفاعنا عن قدسنا بشتى السبل والوسائل الحضارية وممارسة الرياضة هي احدى وسائلنا ولن يستطيع من يحاول اغتصاب الارض ويقلع الاشجار ويقتل الانسان من وقف المسيرة فالصورة البنورامية السلوانية حاضرة في كل ابعادها فمن شاهد اللاعبين يدرك تماما بان عينيه تشاهد وترى كتيبة حرب كروية تتمتع بالمهارة والعطاء المبهر والروح الوثابة والعزيمة القوية وحقا الجمهور السلواني كان العلامة الفارقة في المشهد وشكل حالة شاعرية استثنائية واستحضرت سلوان ما ضيها الكروي.

فهنيئا لسلوان ادارة وجهاز فني ولاعبين وجمهور ومحبين بما تحقق وهنيئا للكرة الفلسطينية وبقيادتها الرياضية متمثلة باللواء جبريل الرجوب على كل ما انجز من بطولات وفق رزنامة دقيقة تنم عن تحطيط سليم وتنفيذ دقيق فهنيئا لفلسطين ولرياضتها ورياضييها وانديتها وفرقها وكل مكوناتها الرياضية بكم .