الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأوقاف والصليب الأحمر ينظمان يوماً دراسياً حول حماية الرعاية الصحية

نشر بتاريخ: 15/04/2014 ( آخر تحديث: 15/04/2014 الساعة: 16:01 )
غزة- معا - نظمت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة المقالة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة يوماً دراسياً بعنوان "حماية الرعاية الصحية في ضوء القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية" في فندق الموفنبيك على شاطئ بحر غزة، بحضور وزير الأوقاف بالمقالة إسماعيل رضوان ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين السيد جاك دو ميو ومدير البعثة في غزة السيد كريستيان كاردون ومستشار وزير الأوقاف د. وليد عويضة ومدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بالأوقاف د. يوسف فرحات إلى جانب نخبة من العلماء والدعاة وممثلين عن اللجنة الدولية.

وفي كلمته أوضح رضوان أن عقد هذه الفعالية يأتي للتأكيد على المبادئ الأخلاقية السمحة والمهام الصحية وحقوق الإنسان التي رعاها الإسلام , وانسجاماً مع رسالة الوزارة بنشر ثقافة التسامح والرحمة والمحبة والتعاون بين أفراد المجتمع. مؤكدًا أن وزارته منفتحة على المجتمع، وهي على استعداد للتعاون مع كل مؤسساته وأفراده من أجل خدمة الإنسان الفلسطيني.

وبين وزير الأوقاف أن الإسلام يُقيم علاقته مع الآخرين ابتداء على أساس السلام، وإذا اضطر للحرب، فإنه يراعي القواعد الأخلاقية، وميثاق الأخوة الإنسانية حتى في معاملته لأعدائه، لأن الإنسانية تُعلي من قدر الإنسان وتمنع كل ما يؤدي إلى امتهانه أو إذلاله أو الانتقاص من حريته أو انتهاك حرماته أو عقيدته

وأكد د. رضوان حرص الإسلام على منح ضحايا النزاعات المسلحة (من جرحى ، ومرضى ، وقتلى ، وغرقى ، وأسرى ، ومدنيين ) الحماية والاحترام والمعاملة الإنسانية الكريمة ، علاوة على حماية الأعيان والممتلكات المدنية, مشيراً إلى أن الإسلام وضع قيوداً بشأن طرائق ووسائل القتال، بحيث لا تتعدى الضرورة العسكرية، ذلك أن الحرب في الإسلام، ليست مباحة كقاعدة عامة ولكنها تُباح للضرورة

وقال : "كما وضع الإسلام ضوابط لحمل السلاح وذلك حفاظاً على أرواح المدنيين, ما يُظهر مدى التوافق بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية بخصوص حماية الرعاية الصحية بكل أشكالها", وأضاف: "وينطلق الإسلام في نظرته للرعاية الصحية من النظرة إلى حياة الإنسان بوصفها أغلى ما يملك, وأثناء النزاعات المسلحة أو الحروب تقع لا محالة الكثير من الإصابات في صفوف المدنيين فضلاً عن العسكريين ، وهنا تتجلى عظمة الإسلام وإنسانيته ، حيث يحترم الكرامة الإنسانية أثناء الحرب والسيوف متشابكة".

وأشار إلى أن الإسلام قدَّس حق الحياة وحماها بالتربية والتوجيه ، وبالتشريع والقضاء وبكل المؤيدات النفسية والفكرية والاجتماعية، واعتبر الحياة هبة من الله لا يجوز لأحد أن يسلبها غيره. منوهًا إلى أن حياة الفرد في قيمتها تكاد تتساوى مع حياة النوع البشري واستمراره.

وتابع :" لم يُشرع القتال في الإسلام إلا من أجل الدفاع عن النفس ورد العدوان. وحرَّم الإسلام القتال طلبًا للمغانم، أو بدافع من التعصب القومي أو العرقي, وفي الإسلام قيود على ممارسة أعمال الحرب، فيحرم قتل غير المحاربين من النساء والأطفال وكبار السن والمنقطعين للعبادة، ويمنع قتل من يقومون بالعمل بعيدًا عن ساحة القتال، كالزراع، أو المهام الطبية ما داموا لا يشتركون في القتال".

وفيما تعرض له شعبنا الفلسطيني من مجازر أوضح رضوان أن العدو الصهيوني قتل أكثر من 1500 من أبناء شعبنا خلال حربي الفرقان وحجارة السجيل وأصاب أكثر من 5000 جريح، لافتاً إلى أن العدو دمر أكثر من 40.000 وحدة سكنية وحرق الأطفال ودمر المساجد والمستشفيات والجامعات, داعياً إلى ضرورة ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

وفي نهاية كلمته قدم وزير الأوقاف شكره وتقديره إلى الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بالوزارة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم الدراسي.

بدوره أوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن هذا اللقاء يأتي للمشاركة بالآراء في هذا اليوم الدراسي والتوافق على دراسة عدة مواضيع أبرزها الحفاظ على المرضى والجرحى ومقدمي الخدمات الطبية, مؤكدًا أن اليوم الدراسي سيلقى النجاح الكبير إذا ما ترجمت توصياته على أرض الواقع, مثمناً في الوقت ذاته التزام الحكومة الفلسطينية في غزة باحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني.

وأشار دو ميو إلى أن هناك أهدافاً محددة للجنة الدولية للصليب الأحمر أهمها محاولة حماية القوانين التي لابد من احترامها أثناء النزاعات, منوهًا إلى أن هناك بعض القوانين موجودة كقراءة فقط ولا تُحترم كتنفيذ, مشددًا على دور العلماء والخطباء وصناع القرار في تعزيز هذه الثقافة وتفعيلها وتغطية الجوانب الإنسانية فيها.

واستعرض جاك عدد من الأمثلة كأفغانستان التي تموت فيها امرأة من كل امرأتين عند الولادة لعدم وجود تطور ملحوظ في الجانب الطبي وعدم وصول الرعاية الطبية الكاملة لهن، وأوضح أنهم في باكستان واجهوا مشكلة في قيام بعض الفصائل المسلحة باستخدام سيارات الإسعاف في تنفيذ العمليات العسكرية، ما يؤدي لعدم احترام العمل الصحي فيها, لافتاً إلى اللجنة تواصلت مع بعض الجماعات دون تلقي أي تجاوب في هذا الجانب. لكن، التوجه للدعاة والوعاظ ترك أثراً كبيراً في تغيير هذه السلوكيات.

وحول الوضع بسوريا أكد دو ميو أن الأجواء معقدة جدا، مبينًا أن هناك جماعات سياسية ومسلحة تمنع المرضى والمصابين من الحصول على حقهم الطبيعي في الرعاية الصحية، مؤكدًا على ضرورة التمتع بالمسؤولية الجماعية لتحقيق الأمن والأمان للجميع، مشددًا على التزام الصليب الأحمر بدوره ومهمته إزاء هذا الجانب خاصة مع أهل غزة.

وقدم دو ميو شكره وتقديره لوزارة الأوقاف ممثلة بوزيرها د. إسماعيل رضوان والدعاة والعلماء على دورهم في تعزيز ثقافة القوانين الدولية ومساهمتهم الفاعلة في إنجاح هذا اليوم الدراسي.

وقد تضمن اليوم الدراسي خمس أوراق عمل حيث استعرض المسئول الإعلامي باللجنة الدولية للصليب الأحمر يوسف اليازجي ورقة بعنوان "حماية الرعاية الصحية وفق القانون الدولي الإنساني" وقدم مدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد ورقة عمل تتحدث عن "حماية الرعاية الصحية وفق الشريعة الإسلامية"، وبين رئيس جهاز الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. بشار مراد التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية في الميدان، واستعرض د. محمد الكاشف مدير عام التعاون الدولي بوزارة الصحة التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية في المرافق الطبية، وقدم الناطق باسم وزارة الداخلية إسلام شهوان ورقة عمل بعنوان دور وزارة الداخلية في حماية الرعاية الصحية.

وأوصى المشاركون في اليوم الدراسي بـضرورة العمل على إزالة العقبات التي تحول دون وصول المرضى إلى المستشفيات في الداخل والخارج، وتوفير العلاج غير المتوفر, مؤكدين على ضرورة تبني اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقامة مستشفيات في القطاع لا سيما المناطق الحدودية ونقاط التماس مع العدو.

ودعا المشاركون إلى ضرورة تكثيف عقد المؤتمرات وورش العمل والأيام الدراسية التي تبين دور الشريعة والقانون في حماية الإنسان وتعزيز ثقافة احترام ومساعدة الطواقم الطبية، إلى جانب سن قوانين تشريعية من خلال المجلس التشريعي الفلسطيني تنص على احترام القانون الدولي بما يتعلق بحماية المهام الطبية وتجريم المخالفين، مطالبين بقيام الخطباء والدعاة بدورهم الريادي في توعية الجمهور بأهمية دور الطواقم الطبية.

بالإضافة إلى إعداد لجنة تخصصية ثلاثية من الداخلية والصحة والمؤسسات الدولية لوضع مسودة تفاهم أو قرارات تنظم وتحدد طبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية والمهام الصحية، والتأكيد على وزارة الداخلية في نشر النظام أثناء نقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات.