الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماراثون فلسطين تظاهرة رياضية بأبعاد وطنية

نشر بتاريخ: 15/04/2014 ( آخر تحديث: 15/04/2014 الساعة: 21:17 )
بقلم : أسامة فلفل

وسط أجواء الطبيعة الساحرة والخلابة ,الأجواء الجميلة التي تعبق بالحبة والتسامح في قلب مدينة مهد المسيح عليه السلام في مدينة بيت لحم الصامدة انطلق ماراثون فلسطين الدولي بنسخته الثانية والذي ينظمه المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية بالتعاون مع مؤسسة الحق في الحركة الدانمركية وبرعاية مجموعة حمودة الاستشارية ومؤسسة التعاون, حيث انطلق العداءون بحماسية وروح رياضية عالية ليتنافسوا على المراكز الأولى وسط طوفان بشري غير مسبوق وبمشاركة 3500 مشارك ومشاركة يمثلون 38 دولة.

الحدث التاريخي هز المشاعر وغير المفاهيم وحطم النظريات وعكس قوة الإرادة والعزيمة والمهنية العالية على إصابة النجاح وفضح ممارسات الاحتلال وإجراءاته القمعية بحق الرياضة والرياضيين.

كانت الانطلاقة بمثابة انطلاق مكوك الفضاء الرياضي الفلسطيني بسرعة البرق مخترقا كل طبقات الكرة الأرضية لتتلقفه محطات رصد الأقمار الصناعية العالمية وتبث الانطلاقة الناجحة والدقة العالية في التخطيط والتنظيم الذي أبهر كل من شاهد هذا الحدث النوعي بكل فعالياته.

إن زيادة عدد المشاركة في ماراثون فلسطين الدولي بنسخته الثانية كان علامة فارقة حيث تحطمت الأرقام بشهود وشواهد الحدث الذي دوى صداه في أرجاء المعمورة, فمشاركة 38 دولة يعني الكثير ويعكس حجم النجاح والإقبال على المشاركة التي ارتفعت نسبتها بصورة ملموسة هذا العام.

لاشك أن نجاح ماراثون فلسطين لهذا العام هو بمثابة حافز على السير قدما في تكثيف استضافة البطولات والمسابقات على الأرض الفلسطينية وهذا بكل تأكيد يعزز من قدراتنا وإمكانياتنا الرياضية ويعكس صورة مشرقة عن شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية التي تخوض اليوم معركة الاستقلال بدعم ومناصرة كل أحرار العالم.

اليوم بكل اعتزاز وتقدير نفخر بمؤسساتنا وشركاتنا الوطنية الراعية للماراثون حيث كانوا ودون أدنى شك أحد عناصر النجاح وساهموا في عبور هذا الحدث التاريخي عبر بوابة الوطن (فلسطين) وحتما سيسطر التاريخ هذا الدعم لهذه القطاعات الوطنية التي لبت النداء وانصهرت في بوتقة العمل والعطاء.

إن هذا التطور الايجابي في منظومة العمل لماراثون فلسطين عكس حجم الكفاءة والقدرة العالية على التخطيط والإعداد وحسن الإدارة وبلوغ وإصابة وملامسة الأهداف وتحقيق الطموحات والانتصار للوطن فلسطين والمنظومة الرياضية.

لاشك أن ماراثون فلسطين كان حدثا رياضيا استثنائيا حيث الحجم الواسع للمشاركة أعطى انطباعا عالميا على أن هذا الحدث لابد أن يكون ضمن المسابقات المركزية الهامة على الروزنامة الدولية.

إن 11 أبريل أصبح يوما وطنيا ورياضيا بامتياز بعد أن حقق الأهداف الوطنية والرياضية حيث حجم المشاركة العالمية عكس بجلاء قوة وإرادة ربان السفينة والمنظومة الرياضية بكل مكوناتها وأركانها والإصرار على التمسك بالثوابت الوطنية وحق العودة وبالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.

النجاح الباهر للحدث التاريخي أبرز بوضوح عظمة الجانب التنظيمي والجوانب الفنية التي أنجزها الخبراء بمهنية واحتراف فاق كل التوقعات فتلاحم كل اللجان العاملة مع الصحافة والإعلام المقروء والمسموع والمرئي والالكتروني ورجال الأمن والشرطة الذين انتشروا بشكل رائع على امتداد مسافات السباقات وعملوا على توفير الأجواء الملائمة للمتسابقين وتأمين خط سيرهم في الطرقات.

حقيقية لقد نجح ربان السفينة عبر ماراثون فلسطين الدولي في توطين اسم القدس وتأصيله في نفوس المشاركين ونجح في تحويل هذا الحدث التاريخي إلى نجاحا سياسيا ورياضيا ووطنيا بامتياز وأظهر للعالم عظمة وقدرة وقوة إرادة الإنسان الفلسطيني والإمكانيات والطاقات الكامنة التي يمتلكها وأبرز بوضوح حالة الرقي والنهضة التي يعيشها الوطن رغم التحديات والمعيقات من قبل الاحتلال وأعطى هذا الحدث بعدا إقليميا ودوليا وأوصل رسالة هذا الشعب بوضوح (لقد حان الوقت لرحيل الاحتلال وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال).