الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تنظيم مؤتمر "الإرشاد النفسي في فلسطين: واقعه وآفاقه المستقبلية"

نشر بتاريخ: 16/04/2014 ( آخر تحديث: 16/04/2014 الساعة: 17:22 )
رام الله - معا- أوصى المشاركون في مؤتمر علمي نظمته كلية التربية في جامعة القدس المفتوحة بالتعاون مع الإدارة العامة للإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي، بعنوان: "الإرشاد النفسي والتربوي في فلسطين: واقعه وآفاقه المستقبلية"، بتطوير التجارب الناجحة في مجال الإرشاد التربوي المدرسي وتعميمها على المدارس كافة.

ودعا المشاركون في المؤتمر، الذي عقد تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور علي زيدان أبو زهري ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور يونس عمرو، إلى تفريغ مرشد تربوي في كل مدرسة وتوفير مراكز إرشاد في المدارس التي لا يوجد بها مرشدون تربويون، بحيث يخصص مرشد تربوي لكل (300) طالب وطالبة في المدرسة.

وعقد المؤتمر بمشاركة فاعلة لقادة العمل الإرشادي ومؤسساته والمرشدين التربويين ومشرفي الإرشاد ورؤساء أقسام الإرشاد في مديريات التربية والتعليم، وثلة من الباحثين والمهتمين بالعمل الإرشادي في أرجاء الوطن، ونواب رئيس الجامعة ومساعديه، ومدراء الفروع التعليمية، ومدراء الفروع والدوائر والمراكز وعمداء الكليات وموظفي الجامعة، حيث انتظمت فعالياته بالتوازي بين المحافظات الشمالية والجنوبية أمس الأربعاء، في قاعة البست إيسترن في البيرة، وفرع الجامعة في غزة.

وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز الثقافة والاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة وأولياء الأمور والعاملين في الحقل التربوي تجاه الإرشاد التربوي والنفسي وأهميته، وتحديد أدوار المرشد التربوي المدرسي بوضوح، والالتزام بهذه الأدوار، وعدم تكليفهم بأي أعمال لا علاقة لها بأدوارهم ومسؤولياتهم، وتطوير التجارب الناجحة في مجال الإرشاد التربوي المدرسي وتعميمها على المدارس كافة، وإنشاء مركز لإنتاج الوسائط التربوية والتعليمية المتعددة، من أجل توظيفها في خدمة العملية التعليمية والإرشادية.

وطالب المشاركون في المؤتمر بالتنسيق بين التعليم العالي والجامعات المحلية، بهدف تطوير برامج متخصصة على مستوى الدبلوم والبكالوريوس في مجال الإرشاد النفسي والتربوي، وتضمينها مقررات عديدة ومتنوعة تركز على الإرشاد التربوي المدرسي ومرتبطة ببرامج تدريب عملي وميداني، تؤهل الخريج للحصول على إجازة للعمل كمرشد تربوي مدرسي، كما طالبوا بتطوير برامج التدريب، وتضمينها في الخطط الهادفة إلى تطوير مهارات المرشدين العاملين، وتقويم مخرجات هذه الدورات والبرامج المنفذة مع المرشدين، لتحويلها إلى سياسات متبناة من قبل الوزارة.

وشدد المشاركون على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة وبرمجياتها في العمل الإرشادي بكل أشكاله وعملياته، وتوظيف الإرشاد الديني في خدمة العملية الإرشادية وطرائق الإرشاد في مؤسسات التعليم المدرسية والتعليم العالي لإثرائها وزيادة فاعليتها، والاهتمام بتطوير خدمات الإرشاد النفسي والتربوي في مؤسسات التعليم العالي كافة، من خلال إنشاء مراكز متخصصة ضمن خدمات شؤون الطلبة في هذه المؤسسات إذا لم تكن متوافرة، وتنظيم ورشات عمل وندوات للطلبة والعاملين وأصحاب القرار في مؤسسات التعليم العالي لتوضيح أهمية تقديم خدمات الإرشاد النفسي والتربوي للطلبة، ومن خلال مركز الإرشاد المقترح.

وقال أ. د. علي زيدان أبو زهري وزير التربية والتعليم العالي، في حفل الافتتاح، إن تنظيم هذا المؤتمر النوعي والمتخصص والذي يمس مستقبل النشء من أبنائنا وبناتنا الطلبة، يعكس مدى حرص وجدية القائمين عليه، ومدى إدراكهم للبعد الإرشادي والنفسي ودوره في العملية التعليمية التعلمية.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم العالي أمام قضية غاية في الأهمية وهي تحقيق خدمات نفسية وتربوية لأبنائنا الطلبة، للوصول بهم إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية وتحقيق الذات؛ ليكون مواطناً فاعلاً ومنتجاً قادراً على تلبية حاجاته وفق حاجات مجتمعه.

وأوضح أن وزارة التربية والتعليم العالي تبنت العديد من المشاريع والبرامج الإرشادية والنفسية لتحقيق ذلك من خلال تفعيل سياسة الحد من العنف في المدارس، ونهج الوساطة الطلابية لحل الأزمات، ونهج التوجيه المهني، والمدرسة صديقة للطفل، وحماية الأطفال من الاعتداءات والتحرشات الجنسية، والصحة الإنجابية صديقة للشباب، والاستخدام الآمن للانترنت.

وقال إنه في الحياة العامة يمكن ان نلمس الحاجة المتزايدة للإرشاد النفسي والتربوي من خلال زيادة إقبال الأهالي على طلب المساعدة النفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية من المرشدين التربويين في المدارس والتي بلغت قرابة 10720 لقاء جماعياً وفردياً مع 10100 ولي أمر.

وأكد أبو زهري أهمية التعاون المشترك مع جامعة القدس المفتوحة والذي سيسهم في تسليط الضوء على واقع الإرشاد التربوي والنفسي من أجل إلقاء النظر من خلال بعض الدراسات والبحوث على واقع الخدمات النفسية الإرشادية في فلسطين والدول المجاورة، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجه الإرشاد النفسي التربوي في فلسطين، وإبراز الجوانب الايجابية لتوظيف الإرشاد النفسي والتربوي في خدمة الفرد والمجتمع، والتعرف على واقع الإرشاد النفسي بين التنظير والممارسة العملية.

وقال أبو زهري إنه رغم الصعوبات المالية التي تواجهها وزارة التربية والتعليم العالي إلا أنها تعمل على توفير مرشد تربوي مؤهل في كل مدرسة.

من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو، إن الجامعة ووزارة التربية تعقدان هذه الفعالية المهمة في أداء شعبنا في قطاع الإرشاد النفسي والتربوي وهو قطاع مهم لمجتمعنا، إذ دأبت الجامعة ألا تقتصر في دورها على الأداء الأكاديمي بل تقدم الخدمة الاجتماعية لأبناء شعبنا، وهذا المؤتمر يعتبر من أهم النشاطات التي تقوم بها الجامعة خدمة لمجتمعنا الفلسطيني.

وأضاف أن الإرشاد النفسي والتربوي يعتبر من أهم الممارسات التي يجب أن يسعى لتحقيقها شعبنا الفلسطيني وبخاصة النشئ الصغير والشباب، فنحن نقاوم احتلالا بغيضا يمارس أبشع وأقسى ممارسات القمع والترهيب ضد أبناء شعبنا ليس في المدارس فحسب وإنما ضد المقاومة الشعبية السلمية التي يقوم بها شعبنا للحصول على حقوقه كاملة من هذا الاحتلال.

وأوضح أ. د. عمرو، أننا بحاجة إلى إرشاد نفسي متخصص في فلسطين للتغلب على جرائم الاحتلال التي تستهدف طلبتنا وأبناء مجتمعنا، وبعض الآفات الاجتماعية المنتشرة في مجتمعنا والتي بحاجة إلى معالجة نفسية.

ولفت إلى أن ما يواجهه شعبنا في هذه المرحلة يحتم علينا العمل على توفير إرشاد لكل من يحتاجه، معربا عن أمله بأن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تساعد المسؤولين في تطوير هذا الجانب من التربية.

وألقى الدكتور محمد شاهين عميد شؤون الطلبة ورئيس اللجنة التحضيرية كلمة اللجنة، فذكر أن فكرة هذا المؤتمر نابعة من الأهمية والاهتمام الكبير الذي بدأت توليهما التربية الحديثة لخدمات الإرشاد النفسي والتربوي باعتبارها عملية مكملة للعملية التربوية، على اعتبار أن عملية الإرشاد عملية متواصلة في جميع مراحل العمر، ومن أجل الوقوف على مواطن القوة والضعف في تجربة الإرشاد التربوي في فلسطين، والتي مضى على انطلاقها أكثر من سبعة عشر عاماً، والإسهام في تطويرها وتحديثها في ضوء النظريات والاتجاهات الحديثة في الإرشاد التربوي.

وشكر الدكتور شاهين في ختام كلمة كل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر والوصول به إلى غاياته في الارتقاء بالعمل الإرشادي ومكونات العملية الإرشادية وآليات تنفيذها، وصولاً إلى مهنة هذه الخدمة التربوية كأساس لإرساء قاعدة العمل الإرشادي في فلسطين.

أبرز جلسات المؤتمر...

وعقب حفل الافتتاح الذي تولى عرافته الأستاذ إياد اشتية رئيس قسم متابعة الخريجين في عمادة شؤون الطلبة، انطلقت جلسات المؤتمر لمعالجة محاوره الستة.

وعُرض فيه سبعة عشر بحثاً من الجامعات الفلسطينية والعربية ومراكز البحث العلمي، اختيرت من أصل 60 بحثاً وصلت إلى اللجنة العلمية.

وناقش الباحثون والمشاركون فيها العديد من المواضيع المتعلقة بالعمل الإرشادي في فلسطين، وخلصوا من خلال أبحاثهم والتجارب الميدانية.