الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

والدة الأسير أحمد.. 12 عاما من الإعتقال بصورة واحدة

نشر بتاريخ: 17/04/2014 ( آخر تحديث: 17/04/2014 الساعة: 10:43 )
سلفيت- معا - تزينت بأناقة لباسها التي إكتملت بثوبها الفلسطيني وبالكوفيىة التي تتدلى على صدرها... وبملامح وجهها المغمور بالحزن والسعادة إستقبلتنا ...إلتقطت صورته ليخبرنا بريق الأمل الذي في عيونها أن ظلم السجان لا يدوم مهما طال.. لا تريد والدة الاسير "احمد سليم" من مدينه سلفيت إظهار لوعة فراقه عنها، لتصرخ بصبر وعزيمة "إصبر فلا بد للقيد أن ينكسر".

جلست مقابلنا بإبتسامة وهي تحتضن صورته،وما تخفيه عن ابنها عند كل زيارة لم تسطع إخفاءه أمامنا، فسرعان ما تحولت إبتسامتها الى إرتعاشة باهتة، تتأرجح بين الحسرة ولوعة الفراق تحت وطأة أنين قلب الام الذي غرسه الاحتلال، لتبدأ حديثها بحرقة شديدة عن ابنها الاسير احمد قائلة":أشتاق لأحمد كثيرا، لم تذهب صورته عن مخيلتي، أتذكره في كل شيء وفي كل مكان ولكن لم أجده الا خلف القضبان، فلولا الامل لما واصلت حياتي كما هي، فحرمان الاحتلال من احمد منذ عام 2001 كسرني وجعل من قلبي نارا مشتعلة لا تنطفيء أبدا، صمتت وأحتضنت صورته الى صدرها بقوة وكأنها تحاول إطفاء حرقة ولوعة فراقه عنها.

أغمضت عينها وأخذت نفسا عميقا لتستجمع قواها، لتواصل حديثها ":في يوم إعتقاله كنا في أواخر شهر رمضان، وكالعادة كان يخرج بعد الفطور للسهر مع أصدقاءه، وفي الليلة السوداء إلتقى بأصدقاءه في الساحة العامة للسهر،ليفاجئهم مجموعة من القوات الاسرائيلية الخاصة وقاموا بإطلاق النارعليهم ليتم إصابته بعدة إصابات بحوضه وقدميه ،وبنبرة صوتها الحزين تكمل:سمعنا اطلاق النار ولم نكن نعرف أن أحمد وأصدقاءه هم المستهدفين، دقائق لينتشر الخبر بإصابتهم وإعتقالهم، وما أصعبها من لحظات بكينا وصرخنا ولكن ..".

أنهمرت الدموع من مقلتيها فلا يسمع الا صوت دقات قلبها التي تئن متألمة ليخرج الصوت ضعيفا لتكمل قائلة":تم نقل احمد الى سجن اسرائيلي بعد ان إعتقلوه لعلاجه وإستخراج الرصاص من جسده ليتم علاجه بوضع "بلاتين وسياخ" في قدمه وحوضه،وبعدها ليكون الحكم عليه بمؤبدين و25 عاما، أمضى 12 عاما داخل القضبان، وعمره الان 32 عاما،" إختلطت دموعها بإبتسامة لتقول ":لم أحتضن أحمد الا مرة واحدة منذ 12 عاما عند التصوير معه فما أجملها من لحظات ,والتي لم أنساها لغاية الآن، رائحته ما زالت في مخيلتي وصوت أنفاسه ما زالت تحتضن أنفاسي، وما أجمله من إحساس،لا اريد تركه، أبعدونا حراس السجن عن بعضنا بالقوة، صمتت وكأنها تتذكر تلك اللحظات".

وبشهقة عادت لتتابع عن معاناتهم مع الاحتلال قائلة":لم يقف الحال عند إعتقال وحرماننا من احمد، ليتم هدم منزلنا بعد إعتقاله بثلاثة أيام، فقاموا الجنود بإقتحام المنزل وعاثوا فيه فسادا، اخرجونا بالقوة لينسفوه رأسا على عقب، لتكون الغصة والألم في قلوبنا، فلم يحتمل والد احمد ما حدث لنا ليأتيه القدر ليفارق الحياة دون رؤيتة ووداعه."

وبدون توجيه سؤال لها أشارت على لباسها قائلة ":اتدرين لماذا ارتدي هذا الثوب الفلسطيني المطرز لأن احمد يستشعر قوته من خلال ارتداءه، وكل زيارة أرتديه ليستمد قوته منه، أحاول أن أكون قوية عند زيارته فأمسك دموعي الى ان انتهي من زيارته التي تكون لدقائق معدودة بعد يوم شاق، والتفنن في إهانتنا من قبل جنود الاحتلال والسجانين، علاوة على ذلك التفتيش العاري الذي نتعرض له كل فترة من قبل المجندات بحجج واهيه، بالرغم من إحتججانا ولكن لا حياة لمن تنادي، فإذا كان القاضي هو الجلاد لمن نشتكي غير لله".

بالرغم من كل هذا فإن والدة الاسير احمد لا تنفكّ عن ترديد كلمات الحمد والرضى بما كُتب لهم من ألم ومعاناة بسبب اعتقال وتغييبه عنهم لتتابع قائلة":بالرغم من حجم الضريبة التي دفعها احمد وجميع الأسرى في سبيل الوطن الا اننا سنبقى صامدين وأنّ الله يمنّ علينا بالصبر، ويبقى الامل برؤية أبناءنا خلف القضبان مهما طال الزمان، وتنهي حديثها قائلة": أطالب الرئيس محمود عباس ووزير الاسرى عيسى قراقع والمسؤولين بإعطاء قضية الاسرى أهمية وان تكون على سلم الالويات، وعدم إهمالها، ولا نريد خطب وفعاليات ومهرجانات التي تكون مخجلة في كثير منها، نريد وقفة جديه تليق بالأسرى وبمعاناتهم، ويبقى أمل والدة الأسير احمد بإحتضانه مرة أخرى معلقا، ليبقى السؤال هل ستحظى بقدرإحتضانة مرة أخرى خلف القضبان..!!؟؟