العلمي لـ معا: الإعلام الإسرائيلي يستهدف رجال الأعمال المقدسيين
نشر بتاريخ: 17/04/2014 ( آخر تحديث: 17/04/2014 الساعة: 16:27 )
بيت لحم- معا - اتهم رجل الأعمال الفلسطيني هاني العلمي وسائل الإعلام الإسرائيلية بشن حرب ممنهجة ضد رجال الاعمال والشخصيات الاعتبارية المقدسية، وبالذات الذين يبحثون عن فرص لإعادة الحياة التجارية, ودعم الصمود والجدوى الاقتصادية لمنطقة وأهالي القدس الشريف والذي يمثل لهذه الشخصيات منبع لعائلاتهم، ويرون فيها مستقبلا وأهمية لعاصمتهم الفلسطينية والتي تتعرض حاليا لاشد حملات التهويد والتجريد الفكري والتجاري.
وفي حديث لـ معا اعتبر العلمي المدير التنفيذي لشركة كول نت أن المقابلة التي نشرها موقع "تايمز أوف إسرائيل" الاخباري محاولة لاستهداف سمعته لا سيما بعد نجاحه بشراء احدى اكبر الشركات الإسرائيلية في مجال تطوير معدات الإنترنت اللاسلكية بهدف تحويلها لشركة فلسطينية ونقل خطوط انتاجها لمناطق دولة فلسطين وبالتالي تنمية القدرات الفلسطينية للتنافس في الأسواق العالمية.
وقال العلمي إنه يحاول تكوين حاضنة لتطوير قطاع البرمجة في القدس أولا لاستغلال القدرات الفلسطينية الجامعية الموجودة حاليا في منطقة القدس وغير المستغلة، وثانيا لفتح فرص عمل جديدة للأجيال القادمة عن طريق استحداث عقود مباشرة مع شركات عالمية تعمل في قطاع الإنترنت والبرمجة وتتعاقد حاليا مع شركات اسرائيلية.
ويرى العلمي ان فرص عمل متطورة كهذه ممكن جدا ان تحث العامل الفلسطيني على تطوير نفسه واستغلال قدراته والنظام الجامعي المتطور في فلسطين وبالتالي إيجاد بديل له عن العمل في المستوطنات والتي يرى العلمي انها العقبة الأكبر في تحقيق حلمنا بقيام دولتنا الفلسطينية مع الحفاظ على عاصمتها القدس الشريف.
وبشأن حقيقة ما نشره الموقع الاسرائيلي، أوضح العلمي انه في احد المؤتمرات التي حضرها مع الشركات العالمية بهدف تحقيق حلمه بتطوير هذا القطاع في القدس وفلسطين والتي حضرها عدة رجال أعمال فلسطينيين يعملون بنفس القطاع تم استدراج العلمي للقاء صحفي مع احدى وسائل الاعلام الإسرائيلية ومع ان هذا اللقاء لم يستغرق بضع دقائق ولكن تم تحويل هذه المقابلة عند نشرها لموضوع سياسي بحت يتهم به العلمي بانه يتآمر مع الإسرائيليين ومن الواضح أن ناشر المقالة عمل جاهدا على تأويل وتقويل الجمل والمعاني بشكل مناف ومغاير للحقائق بهدف افشال مشروعه الوطني وإبطال آثاره الإيجابية على المجتمع الفلسطيني المقدسي.
واعتبر "أن هذه المقالة كانت ثمن صموده في القدس وان أي اتفاقيات تجارية لتطوير القدرات البشرية المقدسية الفلسطينية بهذا القطاع حتى لو كانت عن طريق تواجد هذه الشركات العالمية في إسرائيل وهنا نتكلم عن شركات مثل Google وCisco فهذا يأتي من منطلق استغلال القدرات الإسرائيلية المتطورة جدا على صعيد عالمي بهذا القطاع واستخدامه لتطوير المهارات المقدسية الفلسطينية وبالناتج التوجه للأسواق العالمية مباشرة لتسويق المنتجات الرقمية الوطنية الفلسطينية، ولكن وللأسف الشديد وحسب المتوقع قامت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية بتحريف أقوالي وأخذها خارج إطارها المهني الوطني والتجاري بهدف إجهاض رؤيتي لتنمية القدرات البشرية المقدسية الفلسطينية."
واضاف العلمي "نعم أنا متحمس جدا لبناء التطوير التكنولوجي في قدسنا الحبيب ودعم مهندسينا فهذا واجب وطني شريف ومسؤولية نحملها على اعتاقنا كمرابطي بيت المقدس الحبيب."
يشار إلى أن وكالة معا كانت قد نشرت في وقت سابق ترجمة للأقوال التي نشرها الموقع الإسرئيلي "تايم أوف إسرائيل"، هذا نصها:
نشر الموقع الاخباري الإسرائيلي "تايمز أوف إسرائيل" مقابلة مع رجل الأعمال الفلسطيني هاني العلمي، جاء فيها أن بعض رجال الأعمال الفلسطينيين يعتقدون أن التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والفلسطينيين يصب في مصلحة السلام في المنطقة، ومن بين هؤلاء رجل الأعمال هاني العلمي.
ويقول العلمي للموقع إن التعاون الاقتصادي هو الطريق المؤدي إلى السلام في المنطقة، مضيفا أن كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على المستوى السياسي سيتهم الآخر بإفشال جهود السلام. "لا يوجد أصحاب رؤيا لدى الجانبين (على الصعيد السياسي)، أما من الناحية الاقتصادية فليس هناك ما يمنع من التعاون بين الجانبين، وهذا من شأنه أن يعود بتالفائدة على الفلسطينيين والإسرائيليين" على حد قول هاني العلمي.
وحاول الموقع الإخباري الإسرائيلي أن يربط بين أقوال رجل الأعمال الفلسطيني وبين موقف وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي اليميني نفتالي بينيت، الذي يؤيد ضم مناطق "ج" من الضفة الغربية والتي يعيش فيها معظم المستوطنين لإسرائيل، ومنح الفلسطينيين في باقي مناطق الضفة الغربية حكما ذاتيا بقيادة السلطة الفلسطينية.
ينص البرنامج الداخلي لحزب البيت اليهودي على أن تستثمر إسرائيل أموالا طائلة في الضفة الغربية لترسيخ التعايش بما في ذلك بناء الطرق السريعة والبنى التحتية والمناطق الصناعية، إضافة إلى تطوير المشاريع الريادية وخصوصا في قطاع التكنولوجيا.
رجل الأعمال هاني العلمي، حسب التقرير، لا يكترث لمعظم مواقف زعيم البيت اليهودي، لكنه متحمس لفكرة التطور التكنولوجي والتعاون الاقتصادي. "لإي هذه النقطة أنا أتفق معه"، هكذا يقول العلمي ويقصد نفتالي بينيت.
يذكر ان العلمي صاحب شركة "كول نت" لتزويد خدمات الإنترنت كان في العام الماضي قد اشترى شركة اتصالات إسرائيلية Alvarion بمبلغ 10,5 مليون دولار بعد أن كانت على وشك أن تعلن إفلاسها. كما أن العلمي لا يتردد في بناء شراكات عديدة مع شركات إسرائيلية أمثال Radwinو Radcomو RadVision و Ceragon.
التشارك مع شركات إسرائيلية ومع إسرائيليين بالنسبة للعلمي مسألة طبيعية، وهو يعرف كل الشخصيات البارزة في إسرائيل على صعيد التكنولوجيا بما فيهم غول التكنولوجيا يوسي فاردي، والعلمي يعرف تل أبيب ويشعر فيها كأنه في رام الله. ويحمل، على حد تعبير التقرير الإسرائيلي، مشاعر خاصة بالنسبة للقدس وخصوصا الشرقية والتي يقول إنه يمكن أن يكون فيها أعمال ناشطة ستعود بالفائدة على كل من في المدينة سواء كانوا إسرائيليين أم فلسطينيين، عربا أم يهودا.
ويقول العلمي عن القدس: "لقد كرست البلدية الكثير من المال والجهد لبناء مركز تكنولوجي يحمل اسم القدس، لكن هذا يكاد يكون حكرا على القدس الغربية، أما في القدس الشرقية فمن الصعب الحصول على المساعدة اللازمة." ويضيف أن العرب في القدس هم سكان إسرائيليون ويستطيعون التنقل في أي مكان في المدينة، وأن بعضهم في محاولة لتجريب مظاهر التكنولوجيا الحديثة المنتشرة في أرجاء القدس ومعظمها بدعم من البلدية لتشجيع الطلاب الإسرائيليين والنساء المتدينات على البدء بمشاريعهم التكنولوجية الخاصة.
ويضيف العلمي أن المقدسيين الفلسطينيين يعودون إلى بيوتهم في نهاية المطاف ليواجهوا الفجوة الثقافية الواسعة. ويلفت إلى "شعور المقدسيين الفلسطينيين بالخجل وعدم الراحة خلال عملهم مع زملائهم الإسرائيليين" رغم أنهم قد تلقوا تعليما في معاهد مثل التخنيون وجامعة بن غوريون.
ويضيف العلمي: "لا يملك أي رجل أعمال مبتدئ ما يكفي من المال لدفع الإيجار الباهظ الذي يطلبه أصحاب المباني مقابل مساحة صغيرة في بناية" فيستعيضون عن إقامة مشاريعهم الخاصة بأن يحصلوا على وظيفة في رام الله في إحدى شركات الهايتك التي تعمل هناك منذ بضع سنين والكثير منها تربطها شراكة مع شركات متعددة القومية أمثال سيسكو ومايكروسوفت. والوظيفة في رام الله ليست كالوظيفة المشابهة في تل أبيب رغم أن العديد من الوظائف في مجال الهايتك تتطلب مهارات أقل بكثير من تلك التي يمتلكها خريجو معهد التخنيون" على حد قول هاني العلمي.
ويضيف أن العديد من شركات التكنولوجيا تستخدم أسلوب مدينة بنغالور الهندية في معالجة البيانات ويقصد هنا أنها تستخدم أساليب قديمة "ناهيك عن الصعوبات التي يواجهها الموظف في التنقل ما بين القدس ورام الله مرورا بمعبر قلنديا الذي يمثل عقبة رئيسية. كما أن هناك عدد كبير من أصحاب الشهادات يعملون في مجالات أقل من مستواهم التعليمي ومن يرغب بوظيفة ملائمة لتخصصه وقدراته عليه أن يبحث عنها خارج البلاد.
ويمضي العلمي للقول بأن العدالة مفقودة في القدس. يقول: "كلانا يرى القدس بطريقة مختلفة، ولدينا الحق في ذلك – فيستطيع الإسرائيليون أن ينظروا إليها على أنها عاصمتهم وكذلك يستطيع الفلسطينيون غير أن هذا لا علاقة له بموضوع توفير الفرص لجميع السكان. إذا كنتم تقولون إن المدينة كتلة واحدة موحدة فبالتالي من واجبكم أن تعاملوا السكان بالتساوي وتمنحوهم فرصا متكافئة،" هكذا يقول هاني العلمي مضيفا أنه اجتمع برئيس بلدية القدس نير بركات وقال له بالحرف الواحد: "إذا كنا مدينة واحدة، فقدموا لنا المساعدة، وإلاّ دعونا وشأننا." وأشار العلمي أن بركات فهم الرسالة وأن هناك عددا من البرامج يجري بلورتها وأن العديد منها بمشاركة شركات إسرائيلية وأخرى عالمية وبدعم من البلدية.
يقول العلمي إنه "كلما تحسنت أوضاع الفلسطينيين تحسنت أوضاع الإسرائيليين" موضحا أن استقرار الاقتصاد الفلسطيني يعتبر مصلحة إسرائيلية بامتياز بغض النظر عن السياسة. فالمكسب الوحيد الذي يمكن الحصول عليه في حال عدم تحسين الاقتصاد الفلسطيني هو "زيادة أعداد الضجرين المحبطين الذين يبحثون عن عمل ينفسون من خلاله عن حالة الإحباط . أما حين يتوفر للإنسان بيت وعمل ويلتزم بسداد رهن أو تسديد أقساط سيارة فسيدرك على الفور أهمية الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
ويذكر العلمي مثال سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق، الذي استقال العام الفائت. وروج فياض للمؤسسات الخاصة، والتعليم، والفرص الاقتصادية للفلسطينيين، وكان للتعديلات التي اجراها كان لها تأثير عميق على حياة الفلسطينيين، وعلى الاقل له نفس ثأثير الجهود الامنية ، حسبما الاسرائيلية على الاستقرار النسبي الذي حظت به اسرائيل في الضفة الغربية في اخر عدة سنوات حسبما قال العلمي. ويمتد الهدوء الى ابعد من رام الله، ووصل الى مناطق ذات وجود قوي لحماس واحزاب اسلامية اخرى كنابلس. "بالنسبة للفلسطينيين، رام الله كتل ابيب، ويأتي عمال التكنولوجيا من كل مكان ويعودا الى ديارهم حاملين رسالة التقدم الاقتصادي "
يدرك العلمي ان افكاره تتناقض مع تلك التي يملكها المجموعات المتطرفة والتي يفضل بعضها ان يرى الفلسطينيين في حالة " صراع دائمة بدلاً من ان يبنوا حياتهم دون دولة فلسطينية مستقلة . ويذكر ان تعديلات فياض وازدياد حجم الطبقة المتوسطة في فلسطين لم يقضي على رغبتهم في تحقيق الذات. " بالرغم من ان الاوضاع افضل بكثير اقتصادياً مما كانوا عليهم، الا ان اهتمام الناس في السياسة في المنطقة لم يقل"، اضاف العلمي.
الكثير من هذه المواقف المتطرفة يدعمها جماعات اجنبية، وبعضها على شكل مؤسسات غير ربحية تعمل تحت اطار السلطة الفلسطينية. وشدد العلمي التركيز على "اجنبية" هذه المجموعات قائلاً " ان خططهم ليست دائماً خططنا. لقد تم التوجه لي من قبل حكومات لكي ادعم افكار لمشاريع يؤمنوا بشكل كبير فيها، ولكن هذا في اعتقادي لن يساعد الفلسطينيين، لذا اخبرهم بأدب ولكن بحزم شكراً، ولكن سأرفض".
ويعتقد العلمي أن اسرائيل تمتلك اهتمامات وخطط في مجال التكنولوجيا تتماشى بشكل قريب مع اهتمامات الفلسطينيين. " انا اؤيد بشدة الاسرائيليين الذين يروا بأن المنطقة تمتلك قدرات تكنولوجيا كبيرة" قال العلمي " ان الفلسطينيين يحتاجوا المساعدة، واسرائيل تملك الامكانيات لتقديمها، والكثيرين في اسرائيل اخبروني انهم يريدوا ألمساعدة
الكثير من المسئولين التقنيين الاسرائيليين يعملوا من قبل على مشاريع من اجل رفع مستوى الثقافة والريادة التكنولوجيا بين الفلسطينيين. جمعيهم يعملوا " تحت الرادار" لكي يتفادوا السمعة السيئة، او اسواء من ذلك، تدمير العلاقات الهشة التي عانى الكثيرين لبنائها في مجال التكنولوجيا ومن بينهم العلمي. " واضاف العلمي " انها مسألة وقت، لقد قطعنا مسافة كبيرة منذ بدئنا ولدينا مسافة اخرى لنقطعها، ولكن فكرة التعاون التكنولوجي هي ما نرغبه جميعنا وستتحقق في نهاية المطاف".
احدى هذه المجموعات هي "حملة مقاطعة اسرائيل" BDS والتي تروج لمقاطعة المنتجات المصنوعة في مستوطنات الضفة الغربية ، وحتى في اسرائيل في بعض الاحيان. وكونه مناصر للتعاون الاسرائيلي من اجل مساعدة الفلسطينيين اقتصادياً، العلمي يدعم شركات ك "صودا ستريم"، والتي استهدفتها مؤخرا حملة مقاطعة اسرائيل. وتدعي شركة "صودا ستريم" انها تدفع اكثر، وتقدم فوائد اكبر لموظفيها من أي مكان أخر، وهو ما يتفق معه العملي.
ولكن المشكلة هو موقع "صودا ستريم"، وهو ما يمتلك العلمي حل له. حيث قال " انا لا ارى صودا ستريم كقوى استعمارية تستغل الفلسطينيين. لقد ذهب لمصنعهم، وليست لدي مشكلة مع سياساتهم" كما لا يتعرض على كون ملاك الشركة اسرائليين ويفيدوا دولتهم منها حيث اضاف ان "هذا هو المغزى من الاستثمار".
ولكن ما الحاجة لأن يكون المصنع في معاليه أدوميم إذا كان معظم العاملين فيه من الفلسطينيين؟ لماذا لا يوضع في مناطق السلطة الفلسطينية؟ إنني أتعهد أنه لو كانت لديهم النية لاستطاعوا أن يجدوا في يوم واحد حكومة أجنبية لتبني لهم مصنعا في أريحا مجانا، على حد قول العلمي. سف ينظر إليهم على أنهم أبطال بدل أن يكونوا كالماعز، وسوف يتلقون المديح على تنميتهم للاقتصاد الفلسطيني. وقد يستطيعون حتى أن يبيعوا منتجهم في الدول العربية ويوسعوا أسواقهم. هاهم حاليا يحضرون معظم عمالهم بحافلات من أريحا فلماذا بدلا من ذلك لا يبنون المصنع في المكان الذي يعيش فيه العمال؟ أنا أتعهد أنهم لو فعلوا ذلك سيحلون مشاكلهم.
وستتوجه وكالة معا الى رجل الأعمال العلمي لأخذ وجهة نظره في ما اورده الموقع الإسرائيلي على لسانه ونشر تفاصل الرد في وقت لاحق.