الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجاح التحكيم في كرة السلة

نشر بتاريخ: 19/04/2014 ( آخر تحديث: 19/04/2014 الساعة: 17:39 )
اعدادا : كريم عدلي شاهين
ان قانون كرة السلة من اصعب قوانين الالعاب الرياضية وتحكمه قواعد واضحة ومنظمة يطبقها الحكام وكذلك يطبقون روح القانون في بعض الحالات ولكن ليست بطريقة تؤثر سلبا على سير ونتيجة المباراة وتضع فريق بوضع الافضلية على حساب الفريق الاخر. فكرة السلة لعبة المواقف الصعبة والسريعة وخاصة في المباريات التنافسية التي يمكن ان تنقلب نتيجتها بأي وقت فلا يمكن التنبؤ بنتيجتها وحتى لو كان الفارق النقطي كبيرا.

يجب على الحكم الالمام بالقانون والفهم والقدرة على تطبيقه في جميع الاوضاع والاليات الصحيحة خاصة في تغطية المساحات في الملعب والتمركز في المواقع الصحيحة ويجب ان يكون التفاهم والتعاون والاتصال بين الحكام انفسهم ومعرفة كل حكم صلاحياته الاساس والجوهر. بغض النظر عن ظروف واوضاع ونوعية المباراة واللاعبين فان اطلاق الحكام صافراتهم في المباراة يجب ان تكون دقيقة وثابتة ولا يتجاهلون اطلاق اية صافرة وبالتساوي على الفريقين وفي جميع الاوقات خلال المباراة والا فالحكم سيفقد مصداقيته من قبل الجميع.

يجب على الحكم تطوير المهارات العقلية التي تدرس في الدورات المتخصصة واختبارات صممها متخصصين في التحكيم وذلك لكي يتخذ القرارات المناسبة ويدير المباراة بفعالية ويتعامل بدقة ونزاهة مع الجميع ولكي يتجنب الاخطاء التي تؤثر على ىسير المباراة ونتيجتها. التركيز هو الاساس في اتخاذ القرارات في مباراة سريعة وهي ليست مهارة فطرية ولكنها بحاجة للعمل والتحسين، فالحكم يجب ان يراقب الحالة ويحللها ويقرر فعلا اذا حدثت ام لا ويقرر اطلاق صافرته ام لا، يجب على الحكم عند تحكيم اية مباراة وفي اية ظروف سواء كانت مباراة تنافسية او غير تنافسية ان يزيد من تحديه واهتمامه والعمل على جعل الامور طبيعية.

ان الخلافات بين الحكام واللاعبين والمدربين خلال المباراة يجب حلها وليس تجنبها ، ففي معظم المباريات توجد اوقات عصيبة يجب التعامل معها. وحسب دراسة الحكم "كارل يونجبراند" احد افضل الحكام فان اساءة التفسير لاستجابة اللاعب من قبل الحكم تكون في كثير من الحالات هي السبب الرئيسي في الاختلاف. وحسب قوله ان معظم اللاعبين صادقين بنسبة تفوق 90 % بردود افعالهم وتصريحاتهم خلال المباراة، من هنا يجب على الحكم ان يكون قادرا على تحليل هذه الاختلاف، ففي معظم الحالات تكون نابعة من نقص في المعلومات او من سوء الفهم، ومن اجل حل المشكلة يجب تحديد اسباب هذا الاختلاف. وقد تبين ان العوامل التالية هي الاهم بالنسبة للحكم: عدم رفع الصوت والتكلم بعداونية، تجنب حركات الجسم المبالغ بها، التحدث بايجابية وبادب، احترام الغير. فاكثر الكلمات جاذبية وهي عوامل نجاح الحكم تكمن في: اذا سمحت، شكرا، عذرا، هل يمكنك.

ان قاعدة خطأ السلوك غير الرياضي لا يجوز ان تحكمه اية ظروف سواء الفارق النقطي او نوعية او مستوى المباراة لان الاحتكاك الخشن الزائد والمقصود بغرض الايذاء يمكن ان يؤدي الى اصابة اللاعب اصابة بالغة ومزمنة، من هنا لا يجوز وضع اية اعتبارات في هذه القاعدة، فالحكم يجب ان يفسر اخطاء السلوك غير الرياضي بثبات طوال المباراة ويحكم فقط على الفعل. المشكلة الرئيسية ليس في ما يحصل في نهاية المباراة ولكن ما حدث خلال المباراة، فالكثير من الحكام لا يطبقون اخطاء السلوك غير الرياضي بشكل صحيح عندما تحدث في الشوط الاول وهنا اساسا تكمن المشكلة ويقع الحكم في مأزق في بعض اوقات المباراة او في نهايتها.
فالمادة 36 بند 1-3 توضح بصراحة اعتبارات الحكم على خطأ السلوك غير الرياضي من غيره، فاذا لم يقم اللاعب باي جهد للعب الكرة وحدث الاحتكاك يكون الخطا سلوك غير رياضي، واذا تسبب اللاعب باحتكاك خشن اثناء بذله مجهود للعب كرة يكون سلوك غير رياضي،. واذا تسبب اللاعب المدافع باحتكاك مع المنافس من الخلف او من الجنب في محاولة لوقف الهجوم السريع ولا يوجد منافس بين اللاعب المهاجم وسلة المنافس، يجب أن يحتسب خطأ سلوك غير رياضي، اما اذا ارتكب اللاعب خطأ اثناء قيامه بجهد صادق فان ذلك لا يعتبر خطأ سلوك غير رياضي. على اساس ما ذكر سابقا في القاعدة والتفسير يجب ان يكون واضحا ما هو الخطأ العادي وخطأ السلوك غير الرياضي ويجب ان يعاقب كما هو. يجب معرفة القانون وروح القانون ولكن استعمال اللاعب احتكاك خشن زائد يجب ان يتم معاقبته فورا وبدون تردد وخوف بخطأ سلوك غير رياضي، فمن المستحسن ان يخطأ الحكم باحتساب الخطأ العادي على انه خطأ سلوك غير رياضي بدلا من ان يخطأ باحتساب خطأ السلوك غير الرياضي على انه خطأ عادي.

اخيرا الحكم الجيد ليس مصعوما عن الاخطاء وعند حدوثها يجب ان لا يتردد، فالخطأ اذا كان قابل للتصحيح فيتم تصحيحه ولكن اذا لم يكن قابل للتصحيح فالمباراة يجب ان تسير بطريقة عادية. فالهدف هو التحكيم بافضل طريقة وقدرة ممكنة، ومن المستحيل اتخاذ قرارات ترضي جميع الاطراف ولكن الامانة والنزاهة والثقة بالنفس والتعامل بطريقة مهذبة والتسلح بمعرفة القانون هي اسس النجاح في التحكيم.
المراقب الفني للمباراة ينحصر عمله بالاشراف على عمل حكام الطاولة و مساعدة حكام الساحة أثناء المباراة لذلك من شأنه أن يكون احكماً دولياً واكثر علما من حكام الساحة بقانون السلة ليكون قادرعلى تقييم عملهم و ارسال تقريره المفصل عن ما يقدموه بالمباراة إلى الجهة المنظمة للبطولة وما يجري في المباراة من ظروف كعدم الأهلية وتصرفات غير لائقة صادرة من الجمهور . فالمراقب ليس له أي سلطة لاتخاذ القرار خلال المباراة فلا صلاحية له أن يتجاوز أي قرار اتخذه الحكم أثناء المباراة ولكن يمكن استشارته وطلب المساعدة منه اذا طلب الحكم الاول ذلك.

اعداد
عن الاتحاد الدولي بكرة السلة
كريم عدلي شاهين
نابلس