شح المياه في ام سلمونة تخطى العبء المادي الى الاجتماعي
نشر بتاريخ: 20/04/2014 ( آخر تحديث: 20/04/2014 الساعة: 15:02 )
بيت لحم - معا - تعاني قرية أم سلمونة الى الجنوب من بيت لحم شحاً كبيراً في المياه، وهو ما دعا الكثير من أهاليها الى الإعتماد بشكل دائمٍ تقريباً على شراء هذه المياه من قرى مجاورة أو من أصحاب "شاحنات نقل المياه"، وهي ما يثقل كاهلهم بإضطرارهم الى دفع مبالغ مالية باهظة، وفي المقابل قد لا تكون جودة المياه عالية.
نور طقاطقة مثلاً إضطر مجبراً لا مخيراً على تحديد نسله هو وكثير من أهالي القرية لشح المياه، وأبو إسلام أمسك خرطوم المياه ورقص ودبك به عندما أوصل له المياه بعد إنقطاعها لعشرة أشهر، وهذه نماذج قليلة لقصص كثيرة في أم سلمونة.
يقول رامي طقاطقة أحد أعضاء المجلس القروي في البلدة أن مشكلة المياه هي مشكلة قديمة ودائمة التجدد فهي ليست فصلية كمعظم القرى المحيطة بالقرية بل هي تكاد تكون في فصول العام كاملة، مع عدم القدرة على إيجاد حلول جدية للمشكلة، ويشرح طقاطقة أساس المشكلة بكون أم سلمونة تتزود بالمياه من منطقة "التقوع" وهي أحدى قرى بيت لحم الغنية بالمياه، ولكن الخط الذي يغذي أم سلمونه تتغذى من خلاله ثلاث قرى أخرى و هي " خلة الحداد، مراح معلا و جورة الشمعة" تسبقها جميعا على حصصها من المياه، و ما يتبقى في الخط من المياه يصل الى أم سلمونة، و بالتالي عند وصولها لأم سلمونة تكون ضعيفة جداً.
ويضيف طقاطقة أن شح المياه يزداد مرارة على أهالي ام سلمونة في فصل الصيف مع الزيادة في إستهلاك المياه من الأهالي خصوصا وأن الإحتلال بشركته المختصة في المياه " ميكروت " يحـّول مسار المياه الى المستوطنات القريبة من القرية و بالتالي قطعها على ام سلمونة.
و تكثر المشاكل في القرية نتيجة شح المياه هذا فيتابع طقاطقة قوله بأن غالبية سكان القرية يعملون في الفلاحة و زراعة الأرض، و البيوت البلاستيكية، و لكن تستطيعون اليوم التجول في القرية فترون أن غالبية الأهالي عاطلين عن العمل، و عليه فإن مشاكل أخرى كثيرة ترتبت على إنقطاعهم عن عملهم و عن إنقطاع منتوجهم الزراعي، و من بقي منهم يزرع هذه الأيام أؤكد لكم أنهم يخسرون الكثير بدفعهم ثمن " تنكات" المياه و بالتالي فإن ربحهم يكاد لا يضاهي ما صرفوه من ثمن للمياه، و في الجهة المقابلة هناك عائلات كثيرة لا تسطيع أن تدفع المئة و عشرين شيقلاً ثمناً لهذا "التنك" الذي لا يحمل سوى 4-5 كوب مياه لا تكفي أسبوعاً واحداً على الأقل.
و يكمل بأن المشـاكل لم تتوقف على الجانب المادي المالي، بل تخطت ذلك لتطال الجانب الإجتماعي، فالمجلس القروي تعرض لكثير من الإتهامات التي حمتله بشكل كامل إنقطاع المياه المتكرر في القرية، ولم يقف المجلس مكتوف الأيدي، بل عمل على مشروع تجديد شبكات المياه داخل القرية، حيث كان غالب الظن لدينا أنها تؤثر في عدم وصول المياه لمناطق كثيرة في أم سلمونة، و تم تجديدها بشكل كامل و تقسيم القرية لثلاث مناطق أي أن تفتح المياه على كل منطقة يومين لا على كامل القرية، ولكن المفاجئة كانت صادمة لنا أن هذا المشروع قد تسبب بمشاكل أكثر للمجلس، فبعض المناطق عندما يأتي دورها من المياه تكون مقطوعة من المصدر، و عليه زادت الأمور تعقيداً أمام المجلس، و زادت من صعوبة إيجاد الحلول لهذه المشكلة، و يضيف طقاطقة بأنه و على الرغم من توجه المجلس لحل أخير بتركيبه مضخة مياه على الخط المغذي للقرية، أمر الإحتلال المجلس بنزعه من مكانه بعد أيام فقط على تركيبه.
و عن توجههم للجهات المسؤولة، قال رامي بأن المجلس القروي توجه لكل الجهات التي لها علاقة ومسؤولية في الشق المائي في فلسطين، فمن رئيس سلطة المياه شداد عتيلي الى خليل الغبيشي مسؤل دائرة المياه، الى محافظة بيت لحم، فلم يفوت المجلس أي فرصة لطرح المشكلة لهذه الجهات، دون تلقي ولو رد إيجابي واحد منهم جميعاً رغم طول مدة المشكلة.
وطرح طقاطقة الحلول التي يسعى المجلس لتوفيرها لحل هذه الأزمة الكبيرة، وأولها توفير الدعم اللازم لبناء أبار منزلية، حيث تبلغ تكاليف البئر الواحد ما يقارب الـ5,000 دينار، بالإضافة الى الأبار الزراعية، و طالب أيضاً بفريق فني مختص لنقل نقطة المياه التي تغذي أم سلمونة الى منطقة منخفضة لكي تتجمع بها المياه بشكل أسرع و أكبر أيضاً، مبرراً ذلك بأن النقطة الحالية تأتي على جبل مقابل للقرية لا يسمح بوصول المياه بالشكل المطلوب.
اعد هذا التقرير : مالك صبيح ضمن مشروع الاعلام الريفي الذي تنفذه شبكة معا الاعلامية .