قرية "حزب الله" في الجولان تحدث ثورة في تدريبات الجيش الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 20/04/2014 ( آخر تحديث: 22/04/2014 الساعة: 10:13 )
بيت لحم- معا - يخطط الجيش الإسرائيلي عموما والقوات البرية خصوصا لإحداث ثورة كبيرة في مجال التدريبات العسكرية عبر تخلص الجيش من نماذج الكارتون القديمة التي كان يستخدمها لتدريب جنوده على إطلاق النار والاستعاضة عنها بدمى كبيرة يلعب بعضها خلال التدريب دور المدنيين الأبرياء وذلك جزء بسيط من قرية لبنانية ضخمه أقامها الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل لتدريب عناصره على القتال البري بما في ذلك قوات الاحتياط كشف موقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني اليوم " الأحد " بعض تفاصيل هذا المشروع التدريبي الذي وصفه بالضخم والثورة في مجال تدريب قوات المشاة تحديدا.
|276158|
ويضم المشروع التدريبي الضخم قرية لبنانية ضخمة أقيمت بالجولان السوري المحتل ستستخدم لتدريب قوات المشاة الذين سيستخدمون اعيرة نارية حية حديثة لخوض معارك بالأسلحة النارية تتضمن معارك يتخللها إطلاق نار متبادل بواسطة منظومة ليزرية حديثة ومتطورة .
|276154|
وتبدو الخطة التدريبية الجديدة وكأنها موجهة للجبهة الشمالية تدمج تكتيكات قتالية متطورة لاحتلال مواقع وتحصينات الجيش السوري بما يعني تحقيق التوافق والتناغم بين قوات المشاة والمدرعات والهندسة التي ستشارك جميعها بمناورات قتالية برية واسعة في حال اندلعت حرب لبنان الثالثة.
وتهدف الخطة التدريبية الجديدة إلى اطلاع الجنود العاديين في الكتائب والسرايا الذين سيشكلون الكتلة القتالية الرئيسية والحاسمة في أي حرب قادمة سواء في لبنان او سوريا على أنواع وماهية المخاطر التي تنتظرهم في الميدان .
واكبر أجزاء الخطة او المنشاة التدريبية الجديدة الجزء المتعلق بالقوات البرية الذي وصفه الموقع الالكتروني بالجزء الفخم وهو عبارة عن قرية لبنانية تتكون من 300 مبنى منها مباني سكنية تستخدم لإطلاق الصواريخ ومساجد وقيادات تحكم وسيطرة تابعة لحزب الله ومباني عامة وطبوغرافيا قاسية تتضمن وجود مجاري مياه وجداول مياه وسط القرية واجمات من النباتات الكثيفة ومزارع محيطة بالقرية وطرق جبلية وأودية حادة قد تشكل تحديا للقوات التي في طريقها لاحتلال القرية .
|276156|
وأقام الجيش الإسرائيلي منشاة تدريبية مماثلة قبل أكثر من 10 سنوات حيث أقامت قاعدة " بتساليم " في المنطقة الجنوبية قرية تدريبية تشبه احد أحياء مدينة غزة .
وتقع المنشاة التدريبية الجديد والتي ستكلف عشرات ملايين الشواقل وستحمل اسم " منشاة شنير" وذلك على اسم جدول للمياه يمر بقربها في المنطقة الواصلة بن إصبع الجليل وشمال هضبة الجولان قريبا من موقع " نمرود" الذي استخدم لتجسيد موقع " قلعة الشقيف" أثناء تصوير فيلم " بوفور" .
وسيقيم الجيش الإسرائيلي تحت " القرية" الجديدة شبكة من الأنفاق تستخدم لتدريب الجنود على القتال تحت الأرض تماما كما يجري تدريبهم على احتلال تلة او موقع فوق الأرض او احتلال مبنى معين تحصن بداخله مقاتلين من حزب الله .
واستندت فكرة اقامة شبكة الأنفاق تحت القرية إلى مفهوم يقول بان التهديدات تحت أرضية التي تواجه الجيش الإسرائيلي تمتد على مساحة عشرات القرى الشيعية في جنوب لبنان حيث يتربص الموت القادم من هذه الأنفاق بالجنود الإسرائيليين في حال شنوا الحرب على لبنان.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي بان جميع الجنود أو غالبية الذين سيشاركون في الحرب القادمة على لبنان سيجدون أنفسهم أمام تهديد أنفاق الموت وليس فقط جنود وحدة " يهلوم "الهندسية والمختصون بحروب تحت الأرض .
|276157|
ومن المتوقع الانتهاء من العمل في إنشاء الموقع التدريبي الجديد عام 2017 وحتى ذلك الحين سيكتفي الجنود باستخدام مواقع التدريب في المناطق المأهولة القائمة حاليا في قواعد التدريب الرئيسية والتي جرى تعديلها وتطويرها لتذكير الجنود بالإخطار القاتلة التي تنتظرهم في بلاد الأرز التي ستكون وقت الحرب بلاد حزب الله حسب تعبير الموقع الالكتروني لصحيفة " يديعوت احرونوت "..
مثل ساحة الألعاب
"يمكن لقوة مكونة من لواء كامل ان تتدرب على احتلال القرية الجديدة وستكون مثل ساحة العاب حقيقية ستضم دبابات تقاتل داخل منطقة " مبنية" إضافة لتفعيل وسائل رصد ومراقبة من موقع " نمرود " القريب منها خاصة وان تدريبات أكثر من ثلث القوات البرية الإسرائيلية نقلت خلال العاميين الماضيين من المنطقة الجنوبية الى الشمالية " قال قائد لواء " البر" التابع للقوات البرية الإسرائيلية العقيد " اورن افمان " صاحب فكرة المنشاة التدريبية الطموحة.
وأضاف" مع الاحترام للتهديم الكلاسيكي الذي يمثله حزب الله فان الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قد أشعلت الحدود في هضبة الجولان وذكرتنا بالحاجة الى إعادة إحياء وإنعاش الخطط الخاصة بالعمليات البرية غير المحدودة التي سيجري تنفيذها على الجهة الأخرى من الحدود ".
|276159|
بدأت القوات البرية خلال الأشهر الماضية بنشر أكياس ثابتة ومتحركة من الرمال ت وإقامة ما يشبه القنوات للتدريب على حرب الخنادق والأنفاق والغرف المحصنة يشبه بعضها تماما تحصينات الجيش السوري لكن قنوات الطريقة الجديدة هي قنوات دون سقف ما يسمح للقادة بمراقبة التدريبات من أعلى وتوجيه تعليماتهم ما يتيح تدريبا أكثر جدية ونجاعة .
" شرعنا بإعادة التركيز والاهتمام على هذه التكتيكات الخاصة بالقتال فوق وتحت الأرض وتعلمنا طريقة اقامة التحصينات التدريبية باستخدام أكياس الرمل من الجيش الأمريكي الذي قام مثلها في العراق وسنضاعف الفترة التدريبية الخاصة بالقتال في الأماكن المغلقة على حساب تدريبات أخرى " قال العقيد " اورون ".
الهدف منع تقرير غولديستون أخر
إن استخدام مجسمات الكرتون بدمى " ذكية " وبالحجم الطبيعي لم ينبع فقط من أسباب تكنولوجية بل ستكون هذه الدمى متعددة الاستخدامات مثل تجسيد " مخرب " مسلح أو امرأة مسنة مع طفلها وسيتم وضعها داخل الغرف التي من المتوقع ان يهاجمها الجنود أثناء التدريب مستخدمين الرصاص الحي هذه المرة وسيعتبر القادة إصابة دمية المرأة أو الطفل فشلا بدلا من " المخرب" المسلح فشلا تدريبيا يسجل ضد الوحدة المشاركة وبهذا يمكن للجيش تدريب جنوده على منع او تقليص حجم وفرص تقرير " غولديستون جديد وذلك بعد الآثار والإبعاد التي ترتبت على استنتاجات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أعقاب عملية " الرصاص المصبوب" ولأدراك الجيش الإسرائيلي لسعي حزب الله في الحرب القادمة لنقل القتال من مناطق " المحميات الطبيعية " إلى داخل المدن والقرى اللبنانية .
وتعتبر " الدمى " مجرد جزء بسيط من عملية تطوير ميدان النار الخاصة بالقتال داخل المناطق المأهولة وسيتم نشر هذه الدمى داخل الغرف المبنية من ألواح خشب" ديكت " متحركة ورخيصة يمكن تفكيكها وتركيبها مجددا خلال فترة قصيرة .
والى جانب كل ذلك تجري هذه الايام عملية تصميم طلقات نارية 5:56 ملم كبديل جديد وواقعي لرصاص التدريب الحالي " فيشينغ " حيث تخفض الرصاصات الجديدة مستويات رائحة البارود المحترق إضافة لقدرتها على تحديد الإصابة بشكل أدق وتناسب الأسلحة الفردية وسيجري إنتاجها باللونيين الأحمر والأزرق وسيكون وزن الجزء الطائر منها مساويا تماما لوزن الرصاصة الحقيقية إضافة لكون الرصاصات الجديدة أكثر أمنا من سابقاتها ما يمنح الجنود إمكانية غير محدودة تقريبا لإطلاق النار دون أية قيود تتعلق بالأمن والسلامة أثناء التدريبات في المناطق المأهولة لأنها لا تستطيع اختراق الأجسام الصلبة علما بان جنود وحدات النخبة تستخدم هذا النوع من الرصاص منذ فترة ليست بالقصيرة .
وادخل الجيش في هذه المنشأة التدريبية تغيرا جوهريا يتمثل بإدخال منظومة " ميلس" التي يمكن بواسطتها تمثل عملية إطلاق نار متبادل يطلق فيها الجنود النار احدهم على الأخر مع إمكانية تحديد الإصابات عبر علامات لليزر وهذه الطريقة قائمة في العديد من جيوش العالم لكن بعض الإخفاقات الفنية رافقت عملها مثل تشخيص " خاطئ " للإصابات فيما وعد قائد القوات البرية الإسرائيلية بتطوير هذه المنظومة التي باتت تسمح للجنود الإسرائيليين بإطلاق النار والصواريخ المضادة للدبابات باتجاه دبابات إسرائيلية أخرى مشاركة بالتدريب وذلك لتمثيل واقع السقوط في كمين .