الخميس: 26/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة الكلاسيكو : لعبة حرب دامية

نشر بتاريخ: 21/04/2014 ( آخر تحديث: 22/04/2014 الساعة: 18:34 )
الخليل - معا - إعداد وترجمة: سعدي الرجوب : مما لا يختلف عليه اثنان ؟أن مباراة كرة القدم بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة تحظى باهتمام مئات الملايين في العالم، ونحن كجزء من عالم بات صغيرا بحكم دخول التقنيات الحديثة والإعلام المفتوح ما أحال العالم لقرية صغيره وصلتنا الحمى بسرعة البرق، وأصبح ما يطلق عليه"كلاسيكو العالم" مصدر اهتمام لعشذاق المستديرة في فلسطين، وحتى لغير المولعين بالكرة نظرا لما يشهده من تنافس ونديّة، آخر المواجهات كانت قبل أيام، والمناسبة نهائي كأس ملك إسبانيا، فاز الريال وخسر البرشا.. وعاد السجال من جديد، ليذكرّنا بأنا مولعون بالمواجهة إلى أبعد الحدود... وفي زخم هذا التنافس يأتي هذا التقرير المترجم عن الكلاسيكو وتاريخه.. وفبداياته تقترن بنهائي كأس وآخر مواجهاته نهائي كأس .. وما بين البداية والنهاية مواجهة تقليدية ملأت الدنيا وشغلت الناس ....

البدايات: تتلخص قصة الكلاسيكو برئيس نادي قتل، وتهديدات جنود بغرفة الملابس، ومطر من الحجارة، وصراع لاعبين ورأس لخنزير، البرشا والريال وكراهية كبيرة منذ الحرب الأهلية في أسبانيا ومنذ وقت طويل، أصبح اللقاء أكثر من مباراة كرة قدم ، فهو قصة صراع مشبع بالكراهية وصراع قومي كبير.
يقول جاري لينكر مهاجم برشلونة والمنتخب الانجليزي " قوة الصوت لا يصدق ولو كان للملعب سقف لطار من صوت المشجعين، وأدركت ان اللقاء هو كاتالونيا ضد إسبانيا ، الحديث لا يدور عن مباراة كرة قدم بل يتعدى ذلك بكثير، وعندما تحرز هدفا في معقل الريال تستطيع سماع صوت الإبرة

"اكبر من مباراة كرة قدم "استاد الكامب نو"
جاري لنكر اسم من بين الاسماء العظيمة التي لعبت الكلاسيكو لجانب أسماء مذهلة :
سسار رودريجرز،كوباله، يوهان كرويف، ديجو ماردونا، ميخائيل لادروف ،ستويكوبتش، روماريو،ريبفالدو ،بويل تشابي،انبيستا،رونالدينو، مسي وهنري وزلاتان ،وفاكو حنتو وديستيفانو وبوشكاش وبترجينيو ، هوجو سانشيز، زمورانو، هيرو،راؤؤل،ربرتو كارلوس، فيجو، رونالدو (البرازيلي والبرتغالي) زين الدين زيدان وكاكا والكثير من أبرز الأسماء في عالم الكرة التي مثلت الخصمين الأكثر تنافسا في عالم الرياضة.
|276228|
أساطير من الماضي زيدان وريفالدو.

وعمليا وبعد اقل من شهر وفي 13 أيار القادم وقبل لحظات من لقاء برشا واتلتيكو مدريد الذي قد يحدد بطل الدوري، ستحتفل إسبانيا بمرور 112عاما على الكلاسيكو الأول، وحينها فاز الكتلان3/1 في إطار الاحتفالات التي نظمت بمناسبة تنصيب الملك الفونسو الثالث عشر على العرش، وهذا اللقاء شكل نقطة البداية لبطولة الملك في إسبانيا،
وصعدت برشلونة للنهائي وخسرته لفريق لفيسكايا الباسكي،في مباراة قام بتحكيمها كارلوس فادروس أحد مؤسسي ريال مدريد، وفيما بعد أصبح الرجل رئيس الريال حيث تأسس الريال رسميا عام 1902 ، أي بعد تأسيس البرشا بثلاث سنوات حيث كان اسم الفريق سوسيداد مدريد، وكانت المنافسة بينهما كفريقين على أرض الملعب وبدأ الأمر بالتغير عام 1920، حيث تغير الاسم إلى ريال مدريد من كلمة رويال (أي ملكي) على اسم الفونسو، وحظي الفريق بدعم الجنرالات خاصة فرانكو، الدكتاتور الذي حكم أطول مدة في تاريخ أوروبا في القرن الماضي.

تحول ريال إلى ملكي بسبب الملك الفونسو.

وعلى بعد 630 كلم من ريال، سارت البرشا في مسار مغاير كليا، حيث غيرت اللغة الرسمية للنادي إلى اللغة الكاتالونية، وطبعت على علمها هوية الشعب الكتالوني، الصدام كان مسألة وقت، ودفعت برشلونة ثمن ذلك، حيث قرر ميجل دهرييرا بعد عامين من توليه الحكم أي في عام1925 إغلاق استاد لس كورتس، الملعب البيتي لبرشلونة مدة نصف عام، وإقالة مؤسس النادي جوان جامفر من رئاسة نادي برشلونة، في أعقاب صفير استهجان من مشجعي الفريق أثناء عزف السلام الوطني الاسباني.

قتل ... قصف وديكتاتورية.
كل ما ذكر أمور بسيطة، مقابل الفوضى والغضب أثناء الحرب الأهلية وما ألقته من ظلال على الصراع بين الريال وبرشلونة، والذي وصل درجة الغليان في شهر أوغست عام 1936، إذ سافر رئيس برشلونة سونيل إلى مدريد، وتوقف في فلنسيا، واستقل سيارة من سلطات الجيش عليها علم كتالونيا، حيث اقتربت من منطقة سييرا ده-جوادرما، وكانت منطقة خطرة اثناء القتال، ولا يعرف من يسيطر على أية منطقة في الحرب الأهلية.

منطقة سييرا ده-جوادرما اثناء الحرب الاهلية.
وبعد تخطيه إحدى القرى، شاهد سونيل موقعا عسكريا، ولم يقلق لذلك كونه اعتقد أن القوى القومية بقيادة فرانكو لم تسيطر بعد على المنطقة، ولكن تبين ان غلطته كلفته حياته، حيث ألقي القبض على رئيس برشلونة وسائقه وقتلا رميا بالرصاص.
وفي هذه الفترة الصعبة من تاريخ الفريق، بقي الفريق دون رئيس والواقع ازداد سوءا، إذ قامت قوات فرانكو بقصف المدينة، وأصاب القصف مكاتب النادي، وتضرر بشكل كبير وكادت البناية أن تنهار،ولم تصب الكؤوس التي حازت عليها برشلونة في تلك الفترة لشجاعة أحد العاملين في النادي ويدعى جوزيف كوبلس، الذي خاطر بحياته من أجل انقاذ الكؤوس.
|276229|
ضرر كبير لحق بنادي برشلونة (الصورة من أرشيف النادي).

وبعد ذلك بعام، تم احتلال المدينة بشكل نهائي على أيدي قوات فرانكو، التي توجهت نحو الاستاد وأرادت تدميره، لكن في النهاية تم منعهم من ذلك، لكن النادى عانى من عقوبات جديدة، حيث منعت اللغات العرقية( وخاصة الكتالونية) وأعلن عن علم كاتالونيا كعلم غير قانوني ، ما أجبر البرشا على إخراجه من شعار النادي,
كان من بين العناصر القومية المتعصبة التي قاتلت لجانب فرانكو في غزو كتالونيا( مع ارتباط قوي لريال) سنتياجو برنابيو، حيث لعب قبل الحرب لمدة 15عاما مع الريال، وكان قائد الفريق وعضو إدارة ومساعد مدرب، ومع بدء الحرب -وكونه قوميا متعصبا - انضم برنابيو للحرب وحصل على وسام. وبعد انتهاء الحرب كان لا يوجد أي أثر لريال مدريد بفعل الحرب، حيث انشغل برنابيو بعد ذلك على مدار عدة شهور بترميم النادي والفريق، وأجرى اتصالات مع اللاعبين والإدارة وأعضاء النادي حتى نجح في المهمة، وبعد ذلك عين رئيسا للنادي واحتفظ بالمنصب حتى يوم وفاته.

سينتياجو برنابيو قاتل مع فرانكو وترأس وقاتل من أجل الريال.
وعبر عن الصراع والكراهية بين برشلونة ومدريد في الكلاسيكو المشهور عام 1943، أي بعد انتهاء الحرب الأهلية في عهد الديكتاتور فرانكو. حيث التقى الفريقان في نصف نهائي الجنرالستو، الذي سمي على اسم فرانكو،اللقاء الأول جرى في بلس كورتس، وفار الكتالونيون 3-صفر، وتميز اللقاء بمخالفات قاسية من لاعبي الريال، وشمل ذلك ركل جوزيفو اسكوله- أحد محرزي الأهداف- بقوة على بطنه، وتم إخراجه من الملعب بنقالة، وكان قرار الحكم فقط احتساب المخالفة دون عقوبة إدارية، وأعطى الحكام في تلك الحقبة أفضلية واضحة لريال، وطبعا تحت تاثير الجنرالات، ولم يترك اللقاء الثاني في مدريد للصدفة بل خطط له جيدا، حيث زود كل متفرج بصفارة لتضخيم الكراهية تجاه لاعبي برشلونة، وكل هذا قليل جدا، إذ أعد الدكتاتور قبل صافرة البداية مفاجأة كبرى، حين دخل على غرفة لاعبي برشلونة مسؤول الأمن الداخلي وأعطاهم إنذارا ضمنيا وقال لهم:"لا تنسوا أنكم تلعبون كرة القدم بفضل كرم السلطات، التي سامحتكم على عدم وطنيتكم".

دعم ريال. الجنرال فرانكو.
وقبل أن يستوعبوا الحدث، باغتهم زائر جديد في غرفة الملابس وهذه المرة كان حكم اللقاء، الذي قال لهم بأن من الأفضل لهم ان يكونوا صائغين له، وتحولت الإثارة من اللقاء لخوف على حياتهم، وفقد اللقاء قيمته الرياضية، وقبل صعودهم إلى أرضية الملعب ، استقبلوا في الممر بصفارات استهجان مزلزلة ، وصرخات قاسية"الموت للكلاب الكتلان، اذبحوهم" .
ولم يكتف مشجعو ريال بذلك بل رموا الكثير من الأشياء على حارس مرمى برشلونة ، ما جعله يقف على بعد عدة أمتار من خط المرمى ما سمح للاعبي مدريد بالتصويب على المرمى من كل مكان، وأحرز لاعبو مدريد أول الأهداف في الدقيقة الخامسة، وأحرزوا 5 أهداف خلال 9 دقائق لينتهي الشوط الأول بنتيجة 8/ صفر .

وأضافت الريال 3 أهداف في الشوط الثاني في حين سجل البرشا هدفا قبل النهاية لبرشا لينتهي اللقاء بفوز الريال 11/1 ، وهي النتيجة الأعلى في تاريخ الكلاسيكو. حتى يومنا هذا.

|276230|

الحرب على كوباله، وديستيفانو.
الصراع بين الناديين كثيرا ما تجاوز أرض الملعب، وكثيرا ما تصارعا على نفس اللاعبين، وكان في سنوات الخمسينيات صراع على أسطورتي كوورة، الأول اللاعب لديسالو كوباله، هداف ممزق للشباك ، ولد في بودابست في المجر وهرب من المجر الشيوعية وعمره 22عاما ، ووصل الجانب الذي تحتله أمريكا من النمسا، وانتقل إلى إيطاليا ولعب في فريق محلي.

وقدم الاتحاد المجري شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم ضدكوباله بحجة أنه لم يحترم عقده الكروي ولم يخدم بالجيش ، وعاقبته الفيفا بمنعه من الانتقال لأي ناد خلال عام كامل، كونه لا يستطيع اللعب في فريق رسمي، فأقام المهاجم منتخبا من اللاجئين القادمين من شرق أوروبا، وجاء منتخب اللاجئين إلى إسبانيا للعب مع المنتخب المحلي وضد فريق نجوم الدوري وضد اسبانيول.
انبهر ممثلو ريال مدريد من كوباله وعرضواعليه التوقيع على عقد للعب في الريال، ولكن دخل على الخط مسئول الصفقات في نادي برشلونة جوزيفو سمايتر ،النجم السابق للبولوجرانا والبلانكس، اعتقد المهاجم المجري أنه جاء ليتعاقد مع مدريد، لكن ولكونه معتادا على شرب الكحول كثيرا، فقد استغل ذلك سمايتر وأخذه إلى القطار المتوجه لبرشلونة ، ووقع مع البرشا، وبدأ اللعب مع النادي بعد انتهاء العقوبة المفروضة عليه، واعتبر أعظم لاعب في تاريخ النادي حتى لسنوات قليلة ماضية.
وخلال قيام كابالا بتمزيق الشباك مع برشلونة، بدأ الصراع على الأسطورة الثانية ديستيفانو، ولكن هذه المرة كانت مواجهة سميتيار مع برتابيو مباشرة، بعد أن شاهد الاثنان ديستيفانو يبهر مع فريق ميزونوريوس الكولومبي، ودخل الكتلان في البدء في مفاوضات مع ديستيفانو، ولكن كون الدوري الكولومبي ليس تابعا للفيفا ، كان عليهم التوصل لاتفاق مع فريق ريبر بليت الارجنتيني التابع له اللاعب بشكل رسمي.

في النهاية تنازلت برشلونة عن ديستيفانو ويظهر هنا بالصورة مع كوباله.

لم تكن هنالك نية لدى ريال لفقد لاعب واعد آخر للخصم المرير برشلونة، واستخدمت الجنرال فرانكو الذي اصدر تعليماته للاتحاد الاسباني بمنع انتقال أي لاعب لأي نادي دون موافقة البلانكوس، وحاول البلنكوس التوصل لحل بين الفريقين بأن يلعب موسما واحدا لكل فريق، فلم يرق الحل لبرشلونة ، وانتقل ديستيفانو لمدريد وساعدها بالظفر بأول لقب دوري منذ 20 عاما وكان ذلك في العام 1953.

وابل من الزجاجات والمقاعد.
لم تستطع برشلونة البقاء في القمة بعد اعتزال كوبالة نوكانت سنوات الستين والسبعين من القرن الماضي سنوات الريال الذي حصد خلال 20عاما 14 بطولة دوري، ولكن لا أحد يستطيع أن يأخذ من الكتلان نهائي الجنرالستو في العام 1968، للوهلة الأولى لم يبد الأمر جيدا لبرشلونة، التي واجهت الريال في النهائي على ملعب البرنابيو، وأمام اعين فرانكو،
|276231|
تغلب لاعبو برشا على الصدمة، على اليمين الزجاجات وبنتيس. الصورة من متحف برشا

لم يكن ذلك معقدا، وصل لاعبو مدريد للمباراة بعد صدمة قوية، وثلاثة قبل اللقاء وبمحاذاة كلاسيكو الدوريس، توفي المدافع البرجواني للبرشا خوليه بنتيس بشكل مفاجئ جراء تسمم غذائي، رغم كل ذلك كانت بداية المباراة رائعة بالنسبة للبرشا، وبعد 6 دقائق من صافرة البداية تقدم البرشا 1 صفر من هدف ذاتي سجله فرناندو سنسونجو، وحوذل استادا كاملا لحالة ذهول.
وعندما بدأت الساعة تلعب الدور المركزي ، لم يكن مشجعو الريال مستعدين لقبول هزيمة من الخصم اللدود الذي اعتبر أن لا فرصة له بالفوز، إذ شوهد منظر غير معتاد في استاد برنابيو ، وجمهور الريال صب جام غضبه على لاعبي البرشا وقذفهم بقارورات زجاجية، لكن في نهاية اللقاء، الذي سيذكر بالتاريخ (نهائي القوارير) ، انتظر البرشا الجائزة. الذي بدا في البداية غير لطيف (وجود فرانكو فب المدرجات) أصبح حلما تحقق، وبعد سنوات طويلة من القمع والاضطهاد بحق البرشا، اضطر الجنرال مرغما إلى تقديم الكأس لبرشلونة، المعبر الاكبر عن الشعب الكتالوني، الكأس المسماة على اسم فرانكو أيضا.
وحظي الكابتن خوسيه سلداوه مهاجم البرشا، باخذ الكاس من يدي الدكتاتورفي إحدى أكثر الصور شهرة في تاريخ الكلاسيكو، وتم إهداء الكأس لروح اللاعب بنتيس، وزوجة إحدى حاشية فرانكو قالت لرئيس البرشا ناريسس ده كاررس" مبارك، برشلونة جزء من إسبانيا" فكان رد رئيس الرشا" طبعا تمزحين".

لسع مدريد،كرويف بصفوف البرشا..

نهائي كاس اخر بين البرشا وريال قبل وفاة فرانكو كان في موسم73/1974 وفاز البلانكوس بنتيجة 4/0 ، وفي تلك الفترة سمح الاتحاد الاسباني لكرة القدم بتسجيل لاعبين أجانب في الأندية(قبل ذلك كان يتم تجنيسهم) ، ولكن لم يسمح للأجانب باللعب في بطولة الكاس، وعليه لعبت برشلونة دون نجمها المنتقل إلبها حديثا من نادي أياكس يوهان كروويف، واستغل كرويف كل فرصة ممكنة لمهاجمة مدريد، وفي احدى المرات شرح سبب توقيعه للبرشا قائلا" لن ألعب بفريق يعبر عن فرانكو"
مرت السنوات، لكن التوتربقي قائما بين الفريقين، وفي إحدى مباريات الكلاسيكو في سنوات سبعينيات القرن الماضي، صب مشجعو برشلونة جام غضبهم على الحكم، وقذفوا أرض الملعب ب25000 كرسي اقتلعت من مكانها، ويتذكر لاعب وسط مدريد في سنوات تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة ستيف مكمنمن ذكريات الكلاسيكو قائلا: كانوا يحطمون زجاج باص اللاعبين بالحجارة كلما جئنا إلى برشلونة، وكنا كلما ننتقل من الفندق للكامب نو، نحني رؤوسنا جيدا والسائق كان يدعس على دعسة الوقود بكل قوة".


"الكلاسيكو مرعب". مكمنمن بكلاسيكو ضد اوبر مارس.

رعب في الباص:
الخوف من حجر تقذف نحو وجهك اثناء انتقالك بالباص شي غير جميل، ولكن هذا لا يقترب من الجحيم الذي عانى منه ليوس فيجو بالكلاسيكو الشهير عام 2004، حينها كان في رصيد البرتغالي الشهير خلال خمس مواسم لعبها مع البرشا 45هدفا ومئتي وتسع وأربعين مباراة وحاز مع البرشا على بطولتي دوري وكأسي إسبانيا والسوبر الأسباني والسوبر الأوروبي وابطال كأس أوروبا، ولم يكن أول لاعب ينتقل بين الناديين ، لكن كونه كان معشوقا لجماهير البلوجرانا، فقد حولّه الانتقال إلى عدو الكتلان وأكبر خائن لعب في البرشا بعدما انتقل للريال، وبدأت القصة عندما أعلن فلورنتينو فرس المرشح لرئاسة الريال ضمن حملته الانتخابية بأن بين يديه عقدا موقعا مع فيجو، ونفى فيجو ذلك، لكن بعد عدة أيام من فوز برس في الانتخابات أصبح فيجو مدريديا.


عملوا له الجحيم ...مشجعي برشا يتطاولون على فيجو المدريدي

استشاط مشجعو البرشا غضبا من هجرة رقم 7 ، ولسنا بحاجة لأن نكون أذكياء لنقول إنهم انتظروا تصفية حساب معه، وهم انتظروه، وفي الكلاسيكو الأول له كلاعب مدريد في كامب نو، انتظر فيجو استقبال مكهرب جدا، فقط كذاك الذي ينتظر الخونة، وانتظره شيء آخر هو الشاب بويل الذي وكل بوقف البرتغالي الخائن، وقد حيد فيجو كليا بالمبارة ، وفازت البرشا 2-0، وهذه كانت المقدمة للحدث الأعظم، وفي الموسم الثاني في مدريد لم يلعب فيجو في الكلاسيكو في الكامب نو في اطار الدوري، ولكن انتظره مشجعو البرشا وحصل ذلك في شهر نوفمبر ، وصل البلنكوس لعاصكة كتالونيا، وادرك البرتغالي أن جهنم تنتظره، وكان الشغل الشاغل في إسبانيا: هل سيقوم فيجو بتنفيذ ركنيات الريال أم لا؟.


فيجو بطريقه لتنفيذ ضربة ركنية.

رأس خنزير على أرضية الملعب"جانب راية الركنية.

"تلقى ذلك يافيجو" كان مانشيت "ماركا سبورت" ، وحصل ذلك في الشوط الثاني، حصل ريال مدريد على ضربة ركنية وتوجه فيجو لتنفيذ الضربة، وكان قريبا جدا من مشجعي برشلونة، واستقبل بوابل من كرات الجولف والقداحات والعبوات البلاستيكية وحتى زجاجة وسكي، وهو توجه نحو التنفيذ ببطئ ومستفزا جمهور البرشا، واستغرقت عملية تنفيذ الركنية دقيقتين، وبعد أن رفع الركنية صدها حارس البرشا بونانو لركنية أخرى للريال وهذه المرة من الجهة الثانية للملعب.
اضطر البرتغالي السير الى الجهة الثانية من الملعب لتنفيذ الركة الركنية الثانية، لكن هذه المرة كانت المهمة معقدة أكثر، وقبل ان يصل زاوية الملعب تطايرت باتجاهه الكثير من الأدوات ، حاول بويل تهدئة الأمر، لكن الحكم كنتالحو أوقف المباراة ل 12دقيقة،وحمت الشرطة لاعبي الريال الذين تجمعوا عند دكة الاحتياط، وعلى أرضية الملعب تكونت غابة من العبوات والقداحات والزبالة جنب راية الركنية، كما ألقي رأس خنزير باتجاه فيجو. ووصفت الماركا تعبير الكراهية من قبل جمهور البرشا في المباراة"بدربي العار" ،فعلا كانت أكبر تظاهرة كراهية حدثت في تاريخ ملعب برشلونة.
بعد ذلك في السنوات التالية، هدأت الأمور وقلت الحدة في الكلاسيكو، حتى حظي رونالدينو بتصفيق من مشجعي الريال في البرنابيو (لكن الأمر كان مؤقتا)، ,أشعل برتغالي آخر النيران من جديد وهو مورينو ، الذي يحلو لناقمي برشلونة أن يطلقوا عليه لقب المترجم، للتذكير بالفترة التي عمل فيها في برشلونة مترجما، وعين في العام 2010 مدربا ، وبعد وقت قصير من ذلك تحول الكلاسيكو إلى معارك حقيقية.
تبنى الريال تحت قيادة مورينو أسلوب قوة بشكل قاس وصل أحيانا للعنف، ولاعبو الريال تنازعوا مع زملائهم من البرشا في المنتخب بشكل مستمر، ، وقام مورينو في إحدى مباريات الكلاسيكو بوضع أصبعه في عين تيتو فلانوفا ، وقاد اسلوب الدفاع الذي تبناه مورينو للنقد حتى داخل الريال مدريد وشمل ذلك نقدا من الرئيس الفخري ديسيفانو، وفي النهاية ترك مورينو مدريد، وتنفس الطرفان الصعداء، وليس صدفة أن تهتم كلاسيكوهات هذا العام بالكرة أكثر من انشغالها ببالبوشيدو.


فوضى الكلاسيكو كانت السمة الواضحة في عهد مورينيو.

مرت أربعون عاما منذ نهاية حقبة فرانكو ..لكن الكراهية ستبقى سمة حاضرة في الكلاسيكو، ولن تنتهي الخصومة أبدا.
يقول بل شانكلي:
هنالك من يدعي أن كرة القدم مسألة حياة أوموت ، وعلى ضمانتي بأن الأمر أكثر من ذلك بكثير، ولا توجد جملة يمكن أن تصف الكلاسيكو أكثر من ذلك.