السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

شركاء "تميَّز" يجتمعون بمؤسسات مختلفة للتشبيك وحشد الدعم للبرنامج

نشر بتاريخ: 24/04/2014 ( آخر تحديث: 24/04/2014 الساعة: 11:36 )
رام الله- معا - عقد شركاء برنامج "تميز" (باديكو القابضة ومنتدى شارك الشبابي ومؤسسة الشباب الدولية) أمس الاثنين لقاءً تشاركياً في منتدى شارك الشبابي مع عدد من ممثلي 30 شركة ومؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني ورجال الأعمال، وذلك بهدف التشبيك وبناء العلاقات مع المؤسسات المختلفة بما يخدم برنامج "تميز" الريادي والتعريف به وزيادة حضوره المجتمعي، إضافة إلى تعزيز تعاطي المؤسسات مع هذا البرنامج باعتباره برنامجاً وطنياً يشكل حلقة وصل بين الجامعات والمؤسسات الفلسطينية، من خلال تهيئة الخريجين لدخول سوق العمل عن طريق تزويدهم بمستوى عال من المهارات والكفاءات، التي تزيد من تنافسيتهم وقدرتهم وإمكانياتهم على الانخراط بسهولة في بيئة العمل، وهو ما يختصر على الشركات كثيراً من الوقت والجهد اللازمين لتهيئة الطلاب وإعدادهم وصقل شخصيتهم.

ودار نقاش تفاعلي خلال اللقاء بين ممثلي المؤسسات المختلفة بما فيها بنوك وشركات صناعية وشركات اتصالات وشركات استشارية، وكذلك قوات الأمن الوطني، وأصحاب مشاريع خاصة، حيث أبدى الحضور إعجابهم الكبير بفكرة "تميز" الذي يهدف إلى جسر الفجوة بين المخرجات الجامعية ومتطلبات سوق العمل، كما أظهروا استعداداً للتعاون والتفاعل في هذا المجال، لا سيما في تبادل خبراتهم العملية مع طلبة البرنامج من خلال لقاءات تجمعهم بهم، واستقبال الطلبة في مؤسساتهم بهدف تعريفهم ببيئة العمل عن كثب.

وأكد بدر زماعرة، الرئيس التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي، خلال ترحيبه بالمشاركين على أن "تميز" حقق نجاحاً وقبولاً، خاصة وأنه امتد ليشمل 7 جامعات فلسطينية في مرحلته الثانية، بعد أن اقتصر على ثلاث جامعات في مرحلته الأولى. وأشار زماعرة إلى حاجة شركاء "تميز" إلى تعاون ومشاركة الشركات والمؤسسات المختلفة في سبيل تعزبز البرنامج الذي يهدف إلى الخروج عن النمط التقليدي من خلال انكشاف الطلاب على تجارب الآخرين.

وأوضحت هبة درويش، مديرة دائرة الاستدامة وعلاقات المستثمرين في باديكو القابضة، أن البرنامج جاء استجابة لحاجة سوق العمل إلى مهارات وقدرات لدى الخريج مثل التفكير التحليلي والنقدي والإبداع والريادة والمواطنة. وأضافت درويش أن برنامج "تميز" لا يأخذ بعين الاعتبار التحصيل الأكاديمي للطالب عند اختياره للانضمام للبرنامج، مضيفة أن التحصيل الأكاديمي ليس مؤشراً كافياً للحكم على تميز الطلبة وإمكانياتهم، موضحة "أن الظروف النفسية والضغوط الاجتماعية ربما وضعت الطالب في السياق الأكاديمي الخاطئ الذي لا ينسجم مع تطلعاته واهتمامته وقدراته، ولذلك سعى "تميز" إلى إعادة وضع الطالب في سياقه الصحيح الذي يمكنه من اكتشاف ذاته وإطلاق العنان لقدراته الكامنة ومواهبه المخبوءة".

ودعت درويش الشركات والمؤسسات إلى رفد التطوع في برنامج "تميز" بمدربين ملهمين ومحفزين للطبة((mentors، يشاركونهم تجاربهم العملية بما فيها من مثابرة وعمل جاد وجهد. وختمت درويش مداخلتها بدعوة الشركات والمؤسسات إلى الدخول في شراكة حقيقية في هذا البرنامج من أجل توسيعه ليشمل كل الجامعات الفلسطينية.

من جهته أشار د. محمد المبيض، مدير عام المؤسسة الدولية للشباب، أن برنامج "تميز" أكثر من مجرد برنامج تشغيل، موضحاً أنه يهدف إلى ترسيخ قيم العمل والمواطنة والإبداع والقيادة، وإعادة الأمل للشباب. وأوضح المبيض بأن شركاء "تميز" أمضوا أكثر من سنة كاملة وهم يعملون على تصميم هذا البرنامج، ليخرج في شكله الحالي النوعي الذي يُعنى بأدق تفاصيل المنتسب إليه؛ حتى يصبح الطالب المنضوي تحت هذا البرنامج قادراً على تغيير نفسه وتغيير المجتمع من حوله، وأضاف المبيض أن شركاء "تميز" استلهموا تجارب عربية وعالمية عديدة حينما صمموا البرنامج، بحيث يخضع لمعايير عالية ودقيقة. وقال المبيض بأن شركاء"تميز".

قيموا البرنامج في مرحلته الأولى، واستفادوا من هذا التقييم في تطبيق المرحلة الثانية.

في حين قال د. صبري صيدم، مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأحد المتطوعين في المرحلة الأولى من برنامج "تميز"، بأن أهم ما في برنامج "تميز" هو اهتمامه بروح المبادرة الذاتية لدى الخريج، والخروج به من دائرة "العدمية" من خلال إنشاء مشروعه الخاص به بدلا من الارتكان إلى الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص. وقال صيدم بأنم "تميز" حقق جزءاً كبيراً من الشعار الذي رفعه "التزام، مواطنة، قيادة، إبداع".

أما الدكتور عبد الرحمن التميمي، مدير جمعية الهيدرولجيين الفلسطينيين، وأحد المتطوعين في المرحلة الأولى من برنامج "تميز"، فقد أكد على أن الخريج بحاجة إلى تقييم ذاتي لنفسه ليتعرف على مواطن قوته فيستغلها، ومواطن ضعفه فيقويها، وشدد على ضرورة الخروج من مربع النمطية والتسطيح والقيود الاجتماعية التي تعيق الإبداع مثل وهم " ضرورة الواسطة للحصول على فرصة عمل". وأضاف التميمي بأن المطلوب هو "خريجون ينتجون السوق بدلاً من التواؤم مع السوق" وذلك من خلال بدء مشاريعهم وأفكارهم العملية الخاصة بهم، لأن السوق الفلسطيني صغير ولا يستوعب هذا العدد الضخم من الخريجين. وبين التميمي بأن لدينا أزمة في "النموذج" أو "الشخص المثال الملهم للآخرين"، وشدد على ضرورة البحث عن هذه النماذج الملهمة والاستفادة منها كـ"تجربة" وليس كــ"شخص"، لأن الشخصنة والذوبان في شخصية الآخر عامل كابح للاستقلالية الإبداعية والفكرية.

كما شارك النقيب نعيم عفاني الحضور تجربة قوات الأمن الوطني مع برنامج تميز خلال مخيم التعايش، حيث استقبل معسكر تدريب قوات الأمن الوطني في قرية النويعمة العشرات من طلبة تميز، بهدف خوض تجربة الحياة العسكرية، وقال النقيب عفاني بأن برنامج تميز أسهم في زرع الثقة في الطالب، وهذا ما أظهرته تجربة التعايش مع الطلبة، وأضاف بأن هذه التجربة أوجدت تحديا بين الطالب وذاته الروتينية وراحته ومجتمعه وطموحه. وأبدى عفاني في كلمته استعداد قوات الأمن الوطني التام للتعاون اللامحدود والشراكة مع برنامج "تميز".

وسيبقى شركاء تميز على تواصل مستمر، وتنسيق دائم مع الشركات والمؤسسات المختلفة للاتفاق على الخطوات القادمة من أجل المساهمة في تعزيز البرنامج، وتحديد آليات التعاون والمشاركة بين الطرفين، وترجمة ذلك على أرض الواقع بما يخدم هذا البرنامج الوطني.