العالقون على معبر رفح يعيشون اوضاعا انسانية صعبة ويطالبون بسرعة ايجاد حلول جذرية لمعاناتهم
نشر بتاريخ: 05/07/2007 ( آخر تحديث: 05/07/2007 الساعة: 09:50 )
رفح - معا - تقرير معا - أوضاعنا الإنسانية والصحية مأساوية وصعبة، ونعيش في ظروف غاية في التعقيد، يختلط الأطفال مع النساء والرجال، في حالة مزرية وغير إنسانية ، والجميع يتساءل بمرارة متى سيفتتح المعبر، وفي اي يوم سنتمكن من العودة الى الديار والأهل والأصدقاء بعد أسابيع طويلة من العناء والتشرد على الحدود تحت لهيب الشمس الحارقة .
بهذه العبارات تحدث المواطن محمد إصليح " 64" عاماً أحد العالقين على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي منذ شهر .
تحت لهيب الشمس
وطالب الحاج اصليح ، والذي كان في إحدى المستشفيات المصرية برقفة ابنه البالغ من العمر 13 عاماً ، لإجراء عملية زرع شبكية في العين اليمنى، منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالعمل على إنهاء معاناتهم والتدخل الجاد والحقيقي، لإنهاء معاناة الآلاف ممن انقطعت بهم السبل في هذه الأجواء الصعبة.
وقال " إن ظروفنا صعبة ومأساوية، ولا يمكن لأحد من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان القبول بها بعد أن تشتتنا في العراء بدون مأوى منذ ما يقارب الشهر بأكمله تحت حرارة الشمس الحارقة، نفترش الأرض ونلتحف السماء، منتظرين أن تصدر قوات الاحتلال فرمان العودة، والإفراج عن آلاف الأسر من الشيوخ والنساء والأطفال والشباب المشردين.
وأعرب الحاج اصليح ،عن استغرابه للمماطلة والتسويف المتكرر في عودتهم، حيث تتردد بين العالقين باستمرار مواعيد لفتح المعبر، لكنها ما تلبث أن تتبخر تحت أشعة المكان الملتهبة، فضلاً عن المصروفات التي يبذلها الآخرون عند القدوم لبوابة المعبر، قبل أن يعودوا أدراجهم منتظرين إشاعة جديدة
مرضى بالجملة
ويقول الحاج فايز مصطفى -56- عاماً أحد العالقين داخل الأراضي المصرية نتيجة لإغلاق معبر رفح الحدودي الفاصل مع قطاع غزة جنوباً ، وهو يهم في تناول جرعة الدواء المخصصة له " انه قدم الى مصر لإجراء عملية استخلاص الحصوة من الكلى اليمنى، وقد تفاجأ بإغلاق المعبر، واضطراره للاصطفاف مع طوابير المنتظرين منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع " .
واشار الى أن أوضاع المرضى صعبة وتحتاج إلى العناية الكافية والراحة الطويلة، خاصة أنه لا يستطيع العودة إلى المستشفى ليبقى قريباً من المعبر عند أي فتح مفاجئ،
بالإضافة إلى عدم مقدرته على تحمل المزيد من المصروفات التي تثقل كاهله حالة ، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كافة المواطنين نتيجة سياسة الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني .
وناشد الأب ونجله العليل، كافة المسؤولين وعلى راسهم الرئيبس محمود عباس والمؤسسات الدولية بالعمل على فتح المعبر و الرأفة بهم، ووقف معاناتهم، وعودتهم إلى أسرهم وأطفالهم.
مناشدات لايجاد حل جذري
وطالبت المواطنة فاطمة إبراهيم - 42- عاماً ، الجهات الفلسطينية والدولية المعنية إعادة النظر في ظروف العالقين على معبر رفح ، خاصة الأطفال والمرضى والذي توفي عدد منهم نتيجة للظروف غير الإنسانية والصحية التي تواجه ألاف من المواطنين ، وان تبذل كل الجهود الممكنة من قبل القيادة المصرية والفلسطينية لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الملحة .
وتقول ابراهيم أنها ترك أبنائها في مدينة غزة لوحدهم وهى في غاية القلق عليهم بسبب طول المدة التي غابت فيها عنهم ، مطالبه بإعادة النظر في كل الاتفاقيات التي وقعت بشان معبر رفح ، مشيرة إلى حجم الإجحاف الذي يتعرض له المسافرون بسبب هذه الاتفاقيات والممارسات العدوانية من قبل الاحتلال .
فيما يشير الطالب علاء درويش- 21- عاماً، الذي أنهى دراسته الفصلية في إحدى الجامعات المصرية، وكان يهم بالعودة مشتاقاً لأسرته التي غاب عنها ما يقارب العام ، مبيناً ان الاوضاع التي يعاني منها العالقون على معبر غاية في التعقيد وإنها ظروف مأساوية وصعبة من مختلف النواحي والمجالات ، داعيا إلى سرعة إيجاد حل جذري لهذه المسألة قبل ان تتفاقم ويسقط العديد من الضحايا بسبب استمرار إغلاق المعبر ، مشيراً إلى أن حالة الطقس صعبة ودرجات الحرارة مرتفعة ومخيفة .
الالاف تنتظر العودة
وتقدر المصادر المصرية والفلسطينية إلى وجود ما يقارب ستة آلاف مواطن فلسطيني من قطاع غزة عالقين داخل الأراضي المصرية، معظمهم في مدينة العريش الساحلية، والأماكن القريبة في انتظار عودة العمل في المعبر البري المتوقف منذ السادس من حزيران/ يونيو الماضي .
ووفقاً للمصادر الطبية والحقوقية، فإن ثلاثة فلسطينيين توفوا نتيجة للأوضاع الصعبة التي يحيونها، فضلاً عن المئات من الحالات الصحية والإنسانية التي تستدعي تقديم الرعايا والعلاج الطبي العاجل لهم غالبيتهم من كبار السن والنساء والأطفال .