انطلاق أعمال المؤتمر الشبابي الأول نحو استراتيجية وطنية لتمكين الشباب
نشر بتاريخ: 27/04/2014 ( آخر تحديث: 27/04/2014 الساعة: 17:26 )
غزة – معا - انطلقت في مدينة غزة اليوم الأحد أعمال المؤتمر الشبابي الأول لجمعية المنتدى الثقافي للشباب بعنوان "نحو إستراتيجية وطنية لتمكين الشباب"، بحضور شبابي وطلابي ونسوي واسع وممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية.
وألقى رئيس مجلس إدارة المنتدى الثقافي للشباب عطية صالحة كلمة افتتاح المؤتمر، مشيراً إلى واقع الحركة الشبابية والطلابية وسبل الارتقاء بالعمل الأهلي والمؤسساتي ليكون دافعة للشباب نحو أخد فرصتهم بالمشاركة الحقيقية في صناعة القرار على المستوى السياسي والاقتصادي.
ودعا صالحة إلى تمكين الشباب بخطط حكومية لتخفيف حدة الفقر والبطالة التي وصلت إلى 39% في المجتمع الفلسطيني وفاقت 56% في صفوف الشباب و88% في صفوف المرأة وتثبيت صندوق الطالب الجامعي وتخفيض تكاليف التعليم، مطالباً بتطبيق قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبإلغاء أية قوانين أو إجراءات تحد من حرية الشباب ومساواتهم.
وأدار الجلسة الأولى للمؤتمر فادي أبو شمالة التي هي بعنوان "الشباب والمشاركة السياسية"، مؤكداً على دور الشباب الحركة الشبابية والطلابية في الحياة السياسية والمجتمعية من خلال الأحزاب السياسية في صياغة الواقع السياسي الداخلي للمجتمعات الإنسانية وتحرر الشعوب الواقعة تحت الاستعمار مع المطالبة بالتغيير والإصلاح.
وفي حديثه عن المشاركة السياسية للشباب وانتخاب مجالس الطلبة، دعا محمد صالح سكرتير الأطر الطلابية إلى تحييد الجامعات عن كافة المناكفات والخلافات الحزبية ووقف كافة أشكال التحريض والحفاظ على المسيرة التعليمية واستقلاليتها ونبذ العنف واعتبار الحوار بين الأطر الطلابية أساساً لحل الخلافات.
وشدد صالح على ضرورة التزام الأطر الطلابية بقطاع غزة بميثاق شرف العمل الطلابي، لافتاً إلى التوصل لقرار إجراء انتخابات مجالس الطلبة وفق نظام التمثيل النسبي الكامل في شهر أكتوبر القادم، ودعا إدارات الجامعات إلى إطلاق الحريات النقابية والطلابية والسماح بالأنشطة الطلابية تمهيداً لإجراء انتخابات مجالس الطلبة.
وتحدث عضو المجلس الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين عبد الحميد حمد عن "الاتحاد العام لطلبة فلسطين..المعيقات والحلول"، أشار إلى الحياة الديمقراطية من خلال عقد 10 مؤتمرات للاتحاد العام لطلبة فلسطين في غضون أربعين عاماً على تأسيسه، وطالب بالخروج من أزمة الاتحاد من خلال دعوة أعضاء الهيئة التنفيذية والمجلس الإداري للاتحاد لاجتماع طارئ لدراسة آليات عقد المؤتمر وعدم بقاءه في حالة من الشلل التام.
وناشد الناشط الشبابي بضرورة تطبيق القرار الصادر عن هيئات منظمة التحرير بعقد المؤتمر الـ11 للاتحاد وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وضمن سقف زمني محدد لانجاز مهام ووثائق المؤتمر، وكذلك مطالبة الأطر الطلابية بالتحرك على كافة المستويات لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة للحفاظ على تاريخ وتراث الاتحاد.
وأشار الناشط الشبابي غسان صافي في ورقة قدمها عن عمل الشباب والبطالة إلى المحددات الرئيسة لمشكلة البطالة في الاقتصاد الفلسطيني من خلال أربع محددات وهي لعب إسرائيل دوراً مركزياً في مشكلة البطالة عبر إمعانها في الحصار والإغلاق وعرقلة حركة التصدير والاستيراد، وكذلك الاقتصاد الفلسطيني الذي يفتقر إلى بنية تحتية تمكنه من الاعتماد على ذاته بعيداً عن التبعية بعجلة الاقتصاد الإسرائيلي بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني الذي أثر على تدهور الحالة الاقتصادية في فلسطين.
ونوه إلى أن المحدد الثالث يكمن في الدول المانحة والراعية للاتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتراجع في عملية التمويل وعدم رعاية تشغيل العاطلين عن العمل أو رعاية مشاريع تشغيلية للشباب إضافة إلى المحدد الرابع وهو غياب الدور العربي في تشغيل العاطلين عن العمل رغم وجود قرارات عدة للقمم العربية لتشكيل صندوق دعم الانتفاضة أو متضرريها.
فيما أدارت الجلسة الثانية للمؤتمر حنين السماك والتي هي بعنوان "الشباب والتنمية" التي أشارت إلى تراجع دور الاتحادات الشعبية الفلسطينية وضعف إمكانات المراكز الشبابية في الاهتمام بتنمية وإبداعات الشباب.
وتحدث مدير المشاريع في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سعيد أبو غزة عن دور المؤسسات الدولية في دعم برامج تمكين الشباب من خلال طرح التحديات والمعوقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والأسرية والتشريعية التي تواجه الشباب إضافة إلى مبادئ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بخصوص الشباب من خلال تحقيق التنمية البشرية وتمكين النساء الشابات والمساواة بين الجنسين وحماية حقوق الإنسان للشباب وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمؤسسات العامة.
ودعا أبو غزة إلى توحيد رؤية إستراتيجية موحدة للشباب وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني وتمكين الشباب الفلسطيني فردياً وجماعياً من خلال إستراتيجية وطنية ورفض المؤسسات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني لأي تمويل لا يمثل إستراتيجية التمكين.
من جانبه أوضح منسق المشاريع في مركز معاً التنموي محمود أبو نعمة من خلال حديثه عن دور المؤسسات المحلية في دعم برامج الشباب، أن حكومتي السلطة الفلسطينية وحماس خلال سبع سنوات من عمر الانقسام لم يضعا إستراتيجية تستهدف الشباب باعتبارهم فئة مهمشة في المجتمع الفلسطيني، لافتاً إلى الفصائل أعطت للشباب الدور التنفيذي دون تمثيلهم في هيئات القرار السياسي وبما لا يخدم احتياجاتهم ومتطلباتهم.
ودعا أبو نعمة إلى وضع إستراتيجية موحدة للعمل الشبابي وفق رؤية وطنية والعمل على إشراك الشباب في صياغة البرامج وزيادة التشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الشباب وانتزاع حقوق الشباب وبناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع المتغيرات المحلية. وبدوره أكد مدير دائرة الإحصاء والتوثيق في وزارة العمل في الحكومة المقالة أيمن أبو كريم في إطار حديثه عن "إستراتيجية الحكومة للحد من مشكلة البطالة.. مشروع جدارة: حالة عملية"، أن المشروع يهدف لتوفير فرصة عمل مؤقتة لمدة 6 أشهر لعشرة آلاف خريج مما يساهم تخفيض نسبة البطالة مؤقتاً لـ10% خلال العام 2014، وتطوير سياسات التشغيل المؤقت بالتنسيق مع الجهات التي تقدم برامج تشغيل مشابهة من جهة والشركاء والمستفيدين من جهة أخرى إضافة إلى رفع مستوى الإنتاجية لدى المؤسسة الحكومية والقطاعين الخاص والأهلي ورفع اداء الخريج وبناء كادر مؤهل.
ودعا أبو كريم إلى التركيز على البرامج التنموية الايجابية مقابل الثقافة الاغاثية السلبية، وتطوير مجموعة من المعايير على المؤسسات المشغلة للخريجين وتطبيق نظام نقاط خاص بالمؤسسات من أجل توظيف أمثل لطاقات الخريجين، وتفعيل التعليم والتدريب المهني والتقني، والتعامل مع مشكلة الخريجين في أبعادها الحقيقية المرتبطة بإعادة النظر في البرامج الأكاديمية التي تضخ الآلاف من الخريجين دون دراسة حقيقية لطبيعة احتياجات السوق.