الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الثقافة تنهي برنامجا وطنيا تدريبيا في سرد الحكايات الشعبية

نشر بتاريخ: 29/04/2014 ( آخر تحديث: 29/04/2014 الساعة: 17:40 )
بيت لحم- معا - أنهت وزارة الثقافة بالتعاون مع الالسكو "اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم" تنفيذ برنامج وطني في تدريب سرد الحكايات الشعبية، حفاظا على التراث الشفاهي من الحكاية الخرافية خاصة بعد غيابها عن الأجيال الشابة الذين تركوا قراهم وتفرقوا عن أماكن سكنهم ولم يسمعوا من أجدادهم حكايتنا الشعبية. واستهدف البرنامج الشباب والشابات ذوي القدرات السردية العالية، وشارك في الدورات اكثر من سبعين مشاركا ومشاركة.

وقال يوسف الترتوري مدير عام التراث في وزارة الثقافة انه يتوقع أن يصبح لديهم أكثر من عشر ساردات جيدات للحكاية الشعبية الخرافية الفلسطينية، كما سيتم متابعة تدريبهن في لقاءين آخرين مكثفين في رام الله من أجل إعدادهن لحمل مسؤولية سرد الحكاية الشعبية الفلسطينية في الأنشطة الثقافية المنوي القيام بها بعد إنهاء هذه الورشة".

دائرة السجل الوطني في وزارة الثقافة
تعمل دائرة السجل الوطني في وزارة الثقافة جاهدة على جمع التراث الشفاهي الفلسطيني حيث تركز على الحكاية الشعبية الفلسطينية، لأنها تتعرض للضياع بسبب التمزق المتواصل في الحياة الاجتماعية نتيجة للاحتلال وطغيان مظاهر الحياة الالكترونية والعولمة، كما أن منظمة اليونسكو أدرجت الحكاية الشعبية الفلسطينية ضمن روائع التراث الثقافي اللامادي الإنساني ، وذلك لقدرة هذه الحكاية على نقل المعارف الشعبية جيلا فجيل، فهي وعاء يحفظ اللغة الشعبية ومفرداتها من الضياع، ناهيك عن أن الحكاية الشعبية الخرافية تلخص حالة الصراع في الأسرة الفلسطينية وتشكل منافذ مهمة تطل على هموم المرأة الفلسطينية وكيفية التعامل معها. إضافة إلى أن الحكاية الفلسطينية تشكل طوق حماية للأسرة الفلسطينية وتساعد على التفاف الأجيال حول ثقافتهم.

تعزز اهتمام وزارة الثقافة بالحكاية الخرافية منذ عام 2007 حين قامت الوزارة بجمع الحكايات الشعبية الخرافية من المحافظات الفلسطينية، ومن ثم قراءتها وتصنيفها. ومؤخرا تمت طباعة كتاب في الحكايات الشعبية الفلسطينية بعنوان "لولا سلامك سبق كلامك" وقد تضمن حوالي ثلاثين حكاية شعبية خرافية كما استحدث السجل الوطني للتراث طريقة جديدة لكتابة الحكاية الشعبية دون المساس باللهجة الشعبية الخاصة براوي الحكاية.
من جهتها قالت أماني الجنيدي مدير دائرة السجل الوطني للتراث إن إدارة السجل الوطني للتراث وضعت خطة مدروسة تهدف إلى التوعية بأهمية التراث الثقافي غير المادي ومن ثم نشره بصورته الأصيلة حيث تعمل وزارة الثقافة على نشر الحكاية دون إخراجها من بيئتها الطبيعية" القصد هنا أن تنشر مشافهة وتُسمع سماعا من رواتها ـ فالحكاية هي فن شعبي ينقل بالحكي ـ لحفظها من الضياع بعد غياب الجدات حافظات الحكايات.

من هنا جاءت فكرة برنامج سرد الحكايات الشعبية التي تقوم على إعطاء دورات في سرد الحكاية الشعبية، في المحافظات الفلسطينية عن طريق تدريب طلبة على السرد. علما أن إتقان سرد الحكاية الشعبية الخرافية له مواصفات لا ينبغي إهمالها لأن لها أسسا سردية معينة وبناء قصصيا هادفا لا يمكن تجاوزه. لهذا كانت أهمية إعطاء المتدربين معلومات أكاديمية انثروبولوجية عن الحكايات، وبعد ذلك يتم التدريب على مهارة السرد الصحيح للحكاية.

تنفيذ التدريب
قام بتنفيذ التدريب كل من: الدكتور شريف كناعنة، والأستاذ نبيل علقم، والأستاذ المخرج فتحي عبد الرحمن، الذي قام بالتدريب على السرد الدرامي للحكاية الشعبية الفلسطينية. كما تم إعداد "دوسيه" وزع على المتدربين فيه أكثر من ثلاثين حكاية شعبية تم التدرب عليها ومناقشتها خلال الدورة.

وقد أبدى الدكتور كناعنة رضاه عن التدريب قائلا " ان اهتمام المتدربين متفاوت ما بين الجيد والممتاز وغالبا نجد الفتيات أكثر اهتماما من الشبان بالحكاية الشعبية الخرافية". أما الدكتور نبيل علقم فعلق بالقول ان الدروة كانت مهمة جدا لأنها تعمل على توعية المتدربين بقيمة الحكاية الشعبية الفلسطينية، وشدد على وجوب الاهتمام بالتراث الشعبي بكل فروعه حتى ينهض من الاهتمام الوجداني إلى الاهتمام العقلاني ايضا.

أما الأستاذ المخرج فتحي عبد الرحمن فقد علق آماله على عدة طلاب برعوا في التدريب في سرد الحكاية، واشار الى ان الغاية من التدريب تكمن في إتقان السرد وعدم تشويه الحكاية أو تحريفها.

من جانبها المتدربة عزة جبر قالت انها لم تشارك منذ زمن في دورة مفيدة جدا مثل هذه الدورة، حيث اصبحت تقيم حكايات جدتها بشكل ومستى افضل من السلابق، واضافت " تعلمت كيف أحكي الحكايات للأطفال وأنا أعي ما أقول، وأعي المقاصد من ذلك".

ولوحظ أن المعلمات المشاركات في الدورة أبدين اهتماما أكبر بالحكاية الشعبية الفلسطينية، لأنها تفيدهن في عملهن التربوي مع الأطفال. وقد تم التدريب في المرحلة الأولى في خمس محافظات شملت جنين، وسلفيت، ونابلس، وبيت لحم، ورام الله، وفق خطة الوزارة الاستراتيجة وبرنامجها للاهتمام بالتراث الشعبي.

ومن النتائج المباشرة للدورة ان المتدربات عزة جبر وميساء الخطيب ومرح ياسين شاركن في فعالية سرد الحكايات الشعبية على هامش فعاليات معرض فلسطين للكتاب، وقد أبدعن في سرد الحكاية الشعبية على خمسين طالبا من طلاب المدراس، مما جعل الحكاية الشعبية الفلسطينية تحضر إلى أذهانهم من جديد.

هذا وتتطلع وزارة الثقافة إلى متابعة البرنامج التدريبي في باقي المحافظات الفلسطينية. كما تتطلع إلى إشراك المتدربين المبدعين في نشاطات سرد الحكايات ضمن برنامج وطني توعوي يهدف إلى نشر الحكاية الفلسطينية بين الجيل الجديد.