الجبهة الشعبية تحيي ذكرى قائدها سلامة في خانيونس
نشر بتاريخ: 30/04/2014 ( آخر تحديث: 30/04/2014 الساعة: 13:38 )
غزة- معا - أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة خانيونس الثلاثاء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد قائد جناحها العسكري في المنطقة الجنوبية الرفيق نضال سلامة أبو خالد.
ونظّمت مسيرة جماهيرية حاشدة وعرض عسكري مهيب لمقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى جابوا خلالها شوارع محافظة خانيونس مروراً بمخيمها وصولاً إلى منزل عائلة الشهيد سلامة، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وعلى رأسهم عضو مكتبها السياسي ومسؤول فرعها الرفيق جميل مزهر، ومئات المقاتلين من الكتائب وبالعربات العسكرية التي تزيّنت بأعلام فلسطين ورايات وصور قادة الجبهة الشعبية الحكيم وأبو علي مصطفى وأحمد سعدات ونضال سلامة ومعتز وشحة ورائد نزال وأبو صالح السيقلي ووسام محارب.
وألقى أحد مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كلمة أكّد خلالها أن مقاتلي الكتائب حضروا اليوم للتعبير عن وفائهم لقادتهم المقاتلين الذين عبرّوا بأقدارهم متمسكين بمبادئهم ممتشقين سلاحهم ضاغطين بأصابعهم العشرة على الزناد ولم يغيروا وجهة بنادقهم ولم يغادروا خنادقهم وأبقوا على فلسطين بوصلة هدف.
وخاطب المقاتل روح الشهيد سلامة قائلاً "أبا خالد أيها الخالد فينا.. سلام عليك وأنت تدق جدران الخزان.. وأنت تقاتل وتربض في مكانك لساعات وساعات تصل الليل والنهار تقترب من الهدف خفية.. تتسلل بإمعان العقل.. تعمل بفكر وتأتي.. تجند كل خلايا عقلك في خدمة معركة الحرية والتحرير"
وأضاف المقاتل "أدرك القائد نضال سر النصر في القتال مبكراً، فكان دائم البحث والعمل على ضرب الحالة النفسية للعدو، فكانت ضرباته على دماغ هذا العدو وروحه، ليشكل كابوساً دائماً لجيشه وقادته ليطلق عليه قائد فرقة غزة آنذاك القناص الشبح"
وأكّد المقاتل أن الشهيد سلامة أدرك مبكراً أن الفلسطيني إذا ما أراد الحياة عليه القتال والقتال والقتال حتى نيل الخلود، فكان يجهّز ويتابع عن قرب أولى العمليات الاستشهادية لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في مستوطنة "نيتسر حزاني" ليرسل أولى رسائله لهذا العدو بأن لا خلاص لهذا العدو سوى بالاندحار عن أرضنا أو الموت.
وأضاف المقاتل "بأن القائد سلامة أدرك مبكراً ومنذ تحرّره ضرورة تصليب المنظمات الحزبية وشحذها لتصبح سيفاً جاهزاً للقتال في أي لحظة مهمة أساسية من مهامه، فكان دائم الحضور والحركة لا ينطق إلا بالحكمة ولا يمجد إلا الشهداء والأسرى والساعي دوماً للوحدة مهما كان ثمن تلك الوحدة، ومهما كانت الصعاب التي تعترض طريقها"
وتابع المقاتل قائلاً " هذا القائد الإنسان الذي تمسّك بحياته حتى الرمق الأخير فكان نعم الرفيق والقائد وأنبغ المعلمين وأقدرهم على تحقيق الهدف وأكثرهم اقتراباً إلى الخلود فالاستقامة أقوى من الموت"
وشدّد المقاتل بأن كل الشرعيات ومهما علا شأنها هي شرعيات منقوصة وقاصرة أمام شرعية المقاومة، فشعبنا توحده المقاومة وتفرقه المفاوضات والسلطة.
وطالب المقاتل بضرورة مساندة قضية الأسرى وذلك عن طريق تشكيل غرفة عمليات مشتركة تسند أسرانا البواسل في معاركهم البطولية وتعمل على تحقيق حريتهم بكل الوسائل المتاحة.
ووجّه المقاتل رسالة للرفيق أحمد سعدات قائلاً له "إن كنتم قد رفضتم مقايضة حريتكم مقابل حجر واحد يبني في بيت مستوطن فإننا نعاهدكم بأن نصنع لكم من لحمنا وعظامنا ودمائنا جسراً لحريتكم"
وفي ختام كلمته عاهد المقاتل الرفيق سلامة وكل الشهداء بالسير على خطاهم وحمل وصاياهم والعمل باجتهاد على تحقيق الأهداف والمبادئ التي قضوا من أجلها.
من جانبه، ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق شفيق البريم كلمة الجبهة الشعبية، نقل فيها تحيات الأمين الرفيق أحمد سعدات وجميع كادرات ورفاق ومقاتلي الجبهة في الوطن والشتات.
وأشاد الرفيق بريم بمناقب القائد سلامة قائلاً "على درب الكفاح والثورة وفي مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من نيسان عام 2003، استشهد رفيقنا المقاتل .. قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في المنطقة الجنوبية وعضو اللجنة المركزية لفرع القطاع الرفيق القائد نضال سلامة، بعد استهداف سيارته ليضرب موعداً مع المجد والتضحية ليرحل جسداً عنا.. ولكن إرثه النضالي الذي تركه لنا ما زلنا نستلهم منه .. وسيبقى خالداً فينا نحفظه لأجيالنا من بعدنا"
وأضاف البريم أن القائد سلامة كان مقاتلاً عظيم الانتماء والعطاء والالتزام التنظيمي والثوري، حيث امتزجت خبرته العسكرية بسماته التنظيمية، مما جعل منه قائداً يحتذى به، ومدرسة عملية من مدارس النضال ومواجهة الاحتلال، وقد انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره عام 1983، وشغل مسؤولية جبهة العمل الطلابي التقدمية عام 1985، ولعب دوراً بارزاً في تأسيس وقيادة القوات الضاربة في الانتفاضة الأولى، واعتقل
أكثر من مرة داخل سجون الاحتلال، التي جسّد فيها معالم شخصيته القتالية العنيدة فكان عضواً قيادياً بارزاً في منظمات الجبهة بالسجون، وصخرة صلبة من صخرات الصمود داخلها.
واستذكر الرفيق بريم القائد سلامة، مشيراً أنه كان صلباً عنيداً أقلق مضاجع العدو وزرع الرعب في عيونهم، وانطلقت رصاصاته القناصة على مستعمرات ومستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية في قطاع غزة لا ترحم أحداً، مستحضراً المحاولة البطولية لاستهداف رئيس هيئة الأركان آنذاك " شاؤل موفاز" بنيران قناص الرفيق نضال على أطراف خانيونس، مشيراً أنها كانت من أهم الأسباب التي جعلت من الشهيد القائد نضال على رأس قائمة المستهدفين...
وقال البريم " القائد سلامة هو النموذج الذي يجب أن نحتذي به في مواجهتنا المستمرة للاحتلال.. وأستغل هذه المناسبة لأخاطب رفاقي في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذين لبّوا اليوم نداء القائد سلامة وكل شهداء شعبنا تأكيداً على خيار المقاومة والتمسك بالثوابت.. أخاطبكم جميعاً كما خاطبكم من قبل رفيقنا القائد قمر الشهداء الرفيق أبو علي مصطفى وأقول لكم " ما دام هناك جندي أو مستوطن يضع اصبعه على الزناد فعلينا أن نضغط على الزناد بأصابعنا العشرة.. نعم.. بأصابعنا العشرة.. فيا أيها الرفاق المقاتلون.. أيها المقاومون من كافة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة.. أطلقوا النار على الرؤوس.. فإننا على قناعة عميقة بمبادئ واستراتيجية الجبهة القائمة أساساً على المقاومة المسلحة وحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد لإنهاء وجود هذا الاحتلال، وقيام دولة فلسطين الديمقراطية القادرة على توفير الحماية والحقوق السياسية والقومية وحقوق المواطن لجميع سكانها باختلاف انتماءاتهم. يجب ألا يستقر الاحتلال أو يهنأ له بال.. وأن تكون أرضنا المحتلة ساحات مواجهة شاملة بكافة أشكالها حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال"
وأكّد البريم بأن انحيازنا لخيار المقاومة والتزامنا الواسع بذلك يجب التعبير عنه بفهمنا العميق لمجريات النضال، وتجسيد عقيدة وطنية تظهر الالتزام الثوري بكل القيم والمبادئ التي تعلمناها من قادتنا الشهداء وجبهتنا التي نعتز بانتمائنا إليها ومنهجها الوطني والثوري، داعياً لضرورة التأكيد على وحدة الأرض والشعب والقضية، وتجسيد الوحدة الوطنية في كل أدائنا وسلوكنا السياسي، لا التقهقر وراء سراب المفاوضات والتسوية العبثية والضارة والتنسيق الأمني.. أو الفردية والتسلط واستلاب القرار الفلسطيني والسيطرة على المؤسسات الفلسطينية وجعلها رهينة لممارسات تخالف قرارات الإجماع الوطني.
واعتبر البريم بأن تنفيذ اتفاق المصالحة كرزمة واحدة دون تأخير خطوة هامة على طريق إعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني الذي عانى من ويلات الانقسام .. بعيداً عن المحاصصة والتقاسم بين طرفي الانقسام، وهو مرهون لحد كبير على إرادة هذين الطرفين في تنفيذ آليات عمل المصالحة عبر اللجان المشكّلة في هذا الشأن.
وطالب بضرورة إعادة بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية على أساس ديمقراطي يؤمن شراكة جادة، عبر انتخابات ديمقراطية لمنظمة التحرير والسلطة والمجلس التشريعي والرئاسة، وإجراء مراجعة شاملة لكل التجربة الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية وطنية تتمسك بالأهداف والحقوق الوطنية وتفتح كل الخيارات لتحقيقها.
كما دعا لوضع ميثاق شرف يحافظ على نظافة السلاح وسلامة استخدامه، بحيث لا يستخدم إلا ضد الأعداء ولمقاومتهم فقط.
وفي ختام كلمته عاهد البريم الشهيد القائد نضال سلامة وكل الشهداء وأسرانا البواسل باستمرار الجبهة في رفع راية النضال والمقاومة حتى دحر الاحتلال عن كل شبر من أرضنا.