تربية الخليل تنظم المؤتمر التربوي "نحو رياض أطفال فاعلة "
نشر بتاريخ: 30/04/2014 ( آخر تحديث: 01/05/2014 الساعة: 00:31 )
الخليل - معا - نظمت مديرية التربية والتعليم في الخليل بالتعاون مع نقابة المدارس الخاصة ورياض الأطفال ، اليوم ، المؤتمر التربوي الثاني لرياض الأطفال تحت عنوان " نحو رياض أطفال فاعلة " وذلك في قاعة مركز اسعاد الطفولة.
وشارك في المؤتمر مدير التربية والتعليم في الخليل بسام طهبوب، ومحافظ الخليل كامل حميد، وكيل الوزارة محمد أبو زيد، والوكيل المساعد للشؤون التعليمية جهاد زكارنة، ورئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري، ونقيب المدارس الخاصة ورياض الأطفال محمد الزير الحسيني، والإدارة العامة للتعليم العام ووفد من وزارة التربية والتعليم العشالي ،وممثلو الأجهزة الأمنية و لفيف من ممثلي المؤسسات الوطنية والمحلية ، والنواب ورؤساء الأقسام ، وموظفي التربية والتعليم ومدراء المدارس و معلميها.
ورحب رئيس قسم التعليم العالم إسماعيل عليان، موضحا أن قسم التعليم العام يقوم على رعاية الشؤون التعليمية في المديرية حيث يتفرع عن القسم شعبة التعليم العام وشعبة التعليم الخاص وشعبة التعليم غير النظامي.
وأضاف عليان: يستمر قسم التعليم العام بنشاطاته المختلفة، حيث يأتي هذا المؤتمر ليؤكد بأن أقوى الأسلحة في مواجهة الاحتلال ونيل الحرية هو التعليم ومن هذا المنطلق نواصل في مديرية التربية والتعليم في الخليل مع الشركاء من المجتمع المحلي والغيورين على التعليم مواصلة المسيرة للوصول إلى أهدافنا والنهوض بالتعليم بشكل شامل، إن هذا المؤتمر والذي يأتي لبحث قضايا رياض الأطفال يؤكد الحرص التام على الروضة وعلى بنيتها الأساسية فنحن نحرص على أن تكون الرياض مكاناً للتعليم واللعب فالأطفال هم المستقبل لهذا الشعب".
الرياض حاجة علمية ومجتمعية
|277695|
وفي كلمته، أكد طهبوب على أن الاهتمام بقطاع رياض الأطفال حاجة مجتمعة من منطلق الحق في التعليم كونه حق مكتسب لجميع الأطفال منوهاً إلى دورها في توجيه طاقات الأطفال وحواسهم وصقل شخصياتهم مما يعود على المجتمع بالنماء والازدهار في قطاعاته ومؤسساته من ناحية، والكشف عن قصور الطلبة ونقاط الضعف لديهم ومعالجتها منذ الصغر بشكل فوري وسريع وتعزيز نقاط القوة وتقويتها من ناحية أخرى.
ولفت إلى محاور المؤتمر في هذا العام والتي شملت المنهاج المدرسي في رياض الأطفال، المبنى المدرسي، مربية رياض الاطفال، حقوق رياض الأطفال والتي تأتي تحقيقاً لمعايير الجودة الشاملة في إكساب الطفل مهارات ومعارف تربوية مجتمعية من خلال التدريب والتعليم، وتفادي الوقوع بالأخطاء بدلاً من معالجتها، وتنمية استعدادات الطفل إلى اكتساب المعارف والمهارات للانطلاق إلى التعليم الأساسي ثم الثانوي والجامعي ثم تخريج جيل واع مثقف قادر على مواجهة التحديات.
قضية مجتمع
وأوضح الحسيني أن الطفولة تقتضي عناية خاصة وحماية قانونية زائدة من أجل المساهمة في بناء مجتمع سليم والعناية بالطفل هي قضية مجتمع بأكمله وقضية الأمة بأكملها. وبيّن ان مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي يمر فيها الطفل في بداية حياته لتبلور شخصيته خلالها.
ودعا الحسيني الى إيجاد رياض أطفال فاعلة ونشيطة تعنى بالطفل عناية كاملة لغرس الاقسام الإبداعية والتفكير العلمي والروحية والعقلية وتطوير نظام رياض أطفال تتوافر فيه فرص تربوية متكافئة للجميع دون تمييز لمساعدتهم على النمو المتكامل والشامل في كافة النواحي التنموية، بالإضافة إلى إيجاد بيئة جيدة وصحية في مبنى رياض الأطفال مع إيجاد ألعاب تناسب الطفل وتوفير نخبة من المربيات العاملات في رياض الأطفال وفقاً للكفايات الأساسية الواجب توافرها في مربيات رياض الأطفال.
التخطيط المحكوم بالنتائج
ونوه أبو زيد، الى أن سياسة الوزارة الإستراتيجية مبنية على التخطيط المحكوم بنتاج الدراسات التربوية التي تجرى على المشاريع والفعاليات التربوية في تحسين وتطوير التعليم وتطوير الجوانب الفنية والإدارية المبني عليها، مما سيؤدي الى استحداث إدارات عامة جديدة في هيكلية وزارة التربية والتعليم العالي تهتم بالتعليم المبكر وتؤدى إلى جدوى أفضل مثل الإدارة العامة للتعليم ما قبل المدرسة، والتعليم الأساسية والتعليم الثانوي وهكذا.
اهتمام بالطفولة المبكرة
وأكد زكارنة، أن الإبداع في النواحي النظرية والعملية يتطلب توفير بيئة تتمتع بالأمان، وهي تمهيد لاستخلاص معايير واستراتيجيات تعنى بالطفولة المبكرة في سياسة وزارة التربية والتعليم وبرامجها التفاعلية.
وذكر زكارنة أن 48 % من أطفال فلسطين يلتحقون بقطاع رياض الأطفال مما يتوجب توافر بيئة صفية تتمتع بكافة اللوجستيات لإطلاق الإبداع واستخراج الطاقات الكامنة بالطفل، وزيادة عدد الصفوف، مشيراً الى أن وزارة التربية والتعليم العالي قد أسست 45 غرفة صفية لرياض الأطفال في المناطق النائية في المدن الفلسطينية، و4 مراكز للتدريب في رياض الأطفال تتوافر فيها كافة مستلزمات التطوير والتحديث، وستقوم بتحديث غرفتين صفيتين لرياض الأطفال في كل مديرية خلال الثلاث سنوات القادمة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تقوم بتغيير المناهج المدرسية للصفوف الدنيا من الأول وحتى الرابع وذلك استكمالاً للعمل التربوي في قطاع رياض الأطفال ، وتطوير المناهج بشكل عام.
شراكة حقيقة مع قطاع التعليم
من جهته ، أكد الزعتري على شراكة بلدية الخليل مع مديرية التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية في المدينة كونها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع الفلسطيني، وخاصة رياض الاطفال كونها مكتشف المهارات الدفينة للطالب منذ المراحل الأولى لنمو الطفل الحسي والإدراكي والتربوي.
ودعا الزعتري إلى الانتباه إلى كفاءة المدرسين وتطويرها باستمرار لتحسين نمو الطالب منذ الرياض وحتى انتقاله للمدرسة والاستمرار في الرقابة الخاصة على مباني رياض الأطفال ووسائل النقل وتوافر شروط السلامة العامة لتجنب إي أضرار مستقبلة قد تنجم من الحوادث غير المتوقعة سواء أثناء الحصة الصفية والتنقل في مرافق المدرسة وخارجها والتأكد من صلاحية وسائل النقل فيها.
انجازات تعليمية مميزة
وأشاد حميد بفعاليات المؤتمر التربوي الخاص برياض الأطفال والمعرض التربوي للوسائل التعليمية لما يحويه من جوانب إبداعية توظف المعلومات العلمية والأكاديمية خلال اللعب والتفاعل مع البيئة المدرسية في الرياض، ووصف المؤتمر التربوي بالمتميز لما يحويه من فعاليات تربوية تضاهي نظيراتها على المستويين الإقليمي والعالمي.
ونوه حميد إلى الدور الوطني الذي يحمله المعرض الفني والمؤتمر الذي يضم في زواياه رسائل وطنية في جغرافيا فلسطين، وتاريخ فلسطين، والمقدسات الفلسطينية، والأماكن الأثرية والسياحية الفلسطينية مما يبشر بدنو الحلم الفلسطيني بتحرير الوطن وعاصمته القدس الشريف.
جلسات تفاعلية
وشملت فعاليات المؤتمر ثلاث جلسات تفاعلية ومعرض الوسائل التعليمية الخاصة بأطفال الرياض والتي أنجزتها رياض الأطفال خلال العام الدراسي 2014/2015، وعرض 14 مباردة تربوية لتطوير قطاع رياض الأطفال، ومعرض كتاب بالتعاون مع دار الإلهام للنشر.
وتحدث الباحث طارق الجعبري في الجلسة الأولى عن رياض الأطفال "رؤى عالمية في الحداثة " تؤكد على دمج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والأساليب التفاعلية الحديثة في التعامل مع الطفل والتي تقود إلى المجتمع التربوي المتحضر.
واستعرض الباحث رياض عرار في ورقته "حقوق الأطفال والمشاركة" جملة من الحقوق التي نصت عليها المواثيق الدولية التي تعنى بحقوق الطفل بالتعليم والمشاركة الفاعلة في المجتمع من تحقيقاً لمرتكزات المجتمع المتكامل.
كما وتحدثت الباحثة مشرفة رياض الأطفال أحلام حجازي في ورقتها حول " تأثير الرسم والألوان في حياة طفل الروضة " ومدلولات كل لون عن قدرات الطالب في الرياض وانعكاس نفسيته واكتشاف مكنونات قدراته ونموه النفسي من خلال ألونه المستخدمة في الرسم والتعليم.
كما وتناوات الباحثة تحرير أبو شمالة في بحثها حول "المنهاج الوطني التفاعلي _ تجربة فاعلة " إلى أهمية توظيف الأساليب والوسائل التكنولوجية في التعليم لدورها في الإثراء المعرفي كتجربة طبقت في المملكة الأردنية الهاشمية موضحةً نتائجها الخلاقة في التعليم.
واستعرضت الباحثة عزيزة الرجبي في ورقتها "دمج الطالب الكفيف في رياض الأطفال" أهمية دمج الأطفال ذوي الإعاقة البصرية وطرق دمج الكفيفين والأساليب التربوية في التعامل معهم مما يوسع شريحة الأطفال المنسبين للرياض.
أما أوراق الجلسة الثانية احتوت ورقة هيفاء مطر عن الأهداف التربوية لرياض الأطفال، وتناولت الباحثة باسمة القواسمي الحديث عن الأسس والمعايير الواجب توافرها في رياض الأطفال لدورها في تطوير التعليم في الرياض.
وتحدثت أريس اقنيبي عن المنهاج الوطني التفاعلي وعلاقته بالأهداف التربوية والأسس التي يقوم عليها وكيفية تطوير أوراق عمل ونماذج عملية في التحديث والتغير وإثراء الأساليب التربوية والتعليمية .
كما وركزت منى الدويك في ورقتها " نحو رياض أطفال فاعلة " على الأساليب التفاعلية بين الطفل والروضة القائمة على التشويق الإثارة لاستخراج طاقات الطالب وقدراته ، ودور الأبنية المدرسية في التحفيز والتشجيع للتعلم، بينما دعت الباحثة ريما مرقة إلى دمج ذو الاحتياجات الخاصة في رياض الأطفال انطلاقاً من حقهم في التعليم واكتساب الخبرات التربوية و التعليمية التي ترتقي بقدراته منوهة إلى دور استخدام جملة من الأساليب التربوية في تعليم هذه الفئة من الأطفال.
واستعرضت الباحثة تغريد قنام في ورقتها "دور معلمة الروضة في إثراء الثروة اللغوية عند الطفل" العديد من الأساليب التي من الممكن توظيف الألعاب والرسم خلالها من أجل تعزيز قدرة الطالب اللغوية وتوسيع مداركهم، منوهةً إلى دور المعلمة في جذب الطفل للمعارف اللغوية من خلال تدريبات غير تقليدية.
توصيات عملية
واختتم المؤتمر التربوي بجملة من التوصيات منها: الاهتمام بمبنى رياض الأطفال والعمل على تصميمه وتأثيثه بطريقة محببة تجذب الطفل وتزيد من دافعيته للتعلم وتتوافر فيه شروط السلامة العامة، وتكثيف النشاطات اللامنهجية وتوظيف الألعاب التربوية كالرسم وألعاب الرمل في التعليم وتضمين أنشطة إثرائية للغات والعلوم والحساب، وإعداد المناهج بما يتناسب وقدرات الطلبة داخل أطفال الرياض وفقا للزمن المحدد للدوام الرسمي، مع توخي معايير محددة في اختيار معلمة الرياض وأثناء توظيفها، وإشراكها في الأنشطة التربوية التي تضمن تطوير قدراتها، ودعوة وزارة التربية والتعليم إلى زيادة عدد الغرف الصفية لرياض الأطفال في المدارس الحكومية وتوزيعها جغرافيا بطريقة تضمن وجود رياض أطفال في مختلف المواقع في المدينة الواحدة، بالاضافة الى عقد الدورات التدريبية لمعلمات رياض في مجال أساليب التعليم ، وتوظيف التكنولوجيا في التعليم.