خلال اطلاق المؤتمر العام الـ (11) لـ "الهلال الأحمر" بالبيرة
نشر بتاريخ: 01/05/2014 ( آخر تحديث: 01/05/2014 الساعة: 20:41 )
رام الله -معا- انطلقت اليوم في البيرة، أعمال المؤتمر العام الـ (11) لجمعية الهلال الأحمر، بمشاركة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد، ورئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب، وحشد من ممثلي المؤسسات المحلية والدولية، وكوادر الجمعية.
وقال الحمد الله، في كلمة باسم الرئيس محمود عباس، أن العطاء المتواصل الذي تقدمه الجمعية منذ أكثر من أربعة عقود، يمثل مسيرة كفاح وطني ملهمة، شكلت مدرسة في العمل التطوعي والإنساني النبيل.
ولفت إلى مساهمات الجمعية في مساعدة الفئات المهمشة، مبينا أن حرصت على الدوام عبر تطوير مقارها وفروعها، وتنمية قدراتها على أن تظل في طليعة المؤسسات الرائدة.
واستذكر بدايات الجمعية ومؤسسها الراحل الدكتور فتحي عرفات، ومؤسسها في قطاع غزة الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي.
ولفت إلى دور الجمعية في مواجهات ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، واغاثة الشعب الفلسطيني، والتصدي للكوارث.
وذكر أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل استمرار أزمة اللاجئين في مخيم "اليرموك" بسوريا وتفاقمها، لافتا إلى دور طواقم الجمعية في تقديم الخدمات في سوريا ولبنان رغم صعوبة الظروف فيهما.
وعبر عن أسفه لعدم تمكن أعضاء الجمعية في سوريا ولبنان من الحضور إلى فلسطين للمشاركة في المؤتمر، نظرا لعدم اصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي التصاريح اللازمة.
وقال: إننا نعمل على استنهاض مؤسساتنا وتنمية قدراتها الذاتية بغية زيادة فاعليتها، وتعزيز صمود شعبنا وتوفير كافة الخدمات له خاصة في قطاعي التعليم والصحة.
وبين أن ما تقدمه الجمعية وسائر الهيئات الأهلية وغيرها، يمثل استكمالا للاستراتيجية التي تعتمدها الحكومة، ومتناغما معها.
وأثنى الحديد على تجربة الجمعية، مشيرا إلى أنها تعمل في ظل ظروف بالغة التعقيد، خاصة بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: الجمعية محط فخر واعتزاز على الصعيد العربي والدولي، ممثلة بقيادتها المتألقة الملتزمة بأخلاقيات العمل الإنساني في ظل الاحتلال لتخفيف المعاناة وتكريس احترام كرامة الإنسان.
وقال: الحالة الفلسطينية جزء من الواقع العربي المرير،وهي مليئة بالمفاجآت ويصعب توقع تطوراتها المتسارعة، وفي ظل استمرار اجراءات الاحتلال، والتعثر الدائم لمفاوضات السلام يصعب وضع استراتيجية قابلة للتطبيق بدلا من الاعتماد على تخمينات وسيناريوهات غامضة.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تتمثل في التحديات المعاصرة للقانون الدولي الإنساني، المتمثلة في الانتهاكات المستمرة له، اضافة إلى الإرهاب، وتواصل استهداف المدنيين، والاحتلال.
من جهته، تحدث الخطيب، عن خصوصية انعقاد المؤتمر، لا سيما أنه نظم مع حلول يوم العمال العالمي، وبعد أيام على اعلان المصالحة، معربا عن أمله في انهاء الانقسام.
وذكر أن الجمعية حرصت منذ تأسسيها في اواخر العام 1968، على عقد مؤتمراتها العامة بانتظام، خاصة منذ توحدت فروع الجمعية القائمة في فلسطين، وتلك التي تأسست في الشتات، في المؤتمر العام السابع الذي عقد في خان يونس العام 1996 .
وتابع: خلال تلك المؤتمرات حرصت الجمعية على تقييم عملها الانساني، واتخاذ القرارات التي من شأنها تعزيز خدماتها في المجالات الصحية كافة، وفي مجالات التأهيل وتنمية القدرات، والتنمية الاجتماعية، لترفد الخدمات التي تقدمها وزارات السلطة الوطنية المعنية.
وأردف: خلال سنواتها الـ (46)، لم تكن الطريق معبدة أمام الجمعية، إنما شابها الكثير من الصعاب والتحديات، اجتازتها كلها بنجاح رغم التضحيات التي قدمتها في هذا السبيل، واستشهاد العشرات من كوادرها، وفي مقدمتهم المرحوم الدكتور فتحي عرفات، وجرح واعتقال المئات على يد الاحتلال الاسرائيلي.
ومضى قائلا: لقد رسمت الجمعية استراتجيتها منذ تأسيسها، على أن تكون مستعدة وعلى أهبة الاستعداد في حالتي السكينة والكوارث، سواء الطبيعية أو التي بفعل الاحتلال والعدوان، وهيأت مستشفياتها ومراكزها واداراتها، وعياداتها وكوادرها ومتطوعيها، وفق هذه الاستراتيجية، وانطلاقا من هذه الرؤية تعاملت الجمعية مع تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان وحصار بيروت العام 1982، وحوادث طرابلس العام 1983، وما اصطلح على تسميتها بحرب المخيمات في لبنان العام 1985، وما تلاها لاحقا في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة اواخر العام 2008 واوائل العام 2009، ونهاية العام 2012.
واستدرك: وفق هذه الروح تعاملت الجمعية مع ضحايا الاحوال الجوية العاصفة، التي شهدتها فلسطين اواخر العام 2013، واوائل العام الجاري.
وأضاف: الاحداث المؤسفة التي تشهدها سورية، لم يسلم منها أبناء شعبنا الفلسطيني هناك، الذين يتوزعون على 13 مخيماً في كافة المحافظات السورية، وقد طالتهم المأساة كما طالت اشقاءهم السوريين، فقد هجر اهالي مخيمات درعا، وحندرات القريب من حلب، والنيرب بالكامل، ولجأوا إما الى الداخل السوري او الى لبنان، والأمر نفسه ينسحب على مخيمات الغوطة الشرقية، وهي: الست زينب، وخان دنون، والسبينة، وخان الشيح، اما النصيب الاكبر من التدمير والتهجير فقد طال مخيم اليرموك، الذي شهد كارثة انسانية فظيعة، نتج عنها استشهاد المئات من أطفال وبنات وابناء شعبنا، وجرح الآلاف ونزوح عشرات الآلاف، إما الى الداخل السوري او الى خارجه، لا سيما لبنان.
ومضى قائلا: لم تسلم من هذا النزيف مستشفيات ومراكز الجمعية، خاصة مستشفى فلسطين في مخيم اليرموك، الذي تعرض للقصف والعدوان اكثر من مرة، ما ادى الى استشهاد خمسة من كوادره من بينهم طبيبان، ونهبت مستودعاته من الأدوية وسرقت سيارت الاسعاف منه، ورغم ذلك، ومعاناة من تبقى من كوادره، ورغم شح الادوية والتجهيزات، لا يزال يقوم بواجبه الانساني تجاه ابناء شعبنا المحاصر.
وقال: لم تقتصر المعاناة على مستشفى فلسطين، وإنما شملت مستشفى بيسان التابع للجمعية في مخيم حمص، الذي تعرض للحصار والقصف اكثر من مرة، لكنه رغم ذلك استمر في تقديم عطائه الانساني، وكان الوحيد تقريبا في المنطقة الذي يستقبل المرضى الفلسطينيين والسوريين، بعد ان اغلق العديد من المستشفيات السورية العامة والخاصة ابوابه، ما نجم عنه ازدياد كبير في عدد زواره.
واستطرد: تحملت مستشفياتنا في لبنان تداعيات المأساة السورية، نتيجة للنزوح الفلسطيني إلى المخيمات الفلسطينية هناك، المقدر بنحو خمسين ألفاً، ما زاد من العبء الإنساني الواقع على خدمات الجمعية الذي ازداد حجمه الى الضعفين.
وختم قائلا: بهذه الروح عملت جمعيتنا، وبالهمة نفسها ستواصل مسيرتها الانسانية، مدعومة بـ "جيش العمل الانساني" كما كان يردد دوما المرحوم د.فتحي عرفات، خاصة دعم الاشقاء العرب، وشركائنا في الحركة الدولية للصليب الأحمر، ومكوناتها الثلاثة: اللجنة الدولية للصليب الاحمر، الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلأل الاحمر، والجمعيات الوطنية.