الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الشعبية تحتفل بازاحة الستارة عن جدارية "الحكيم" في بيت ساحور

نشر بتاريخ: 02/05/2014 ( آخر تحديث: 02/05/2014 الساعة: 13:23 )
بيت لحم - معا - على شرف الاول من ايار "عيد العمال العالمي" احتفلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيت ساحور، ومحافظة بيت لحم، بازاحة الستار عن جدارية الحكيم القائد القومي والاممي ومؤسس الجبهة وحركة القوميين العرب الراحل الكبير جورج حبش.

وحضر الاحتفال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح ، وعضو المكتب السياسي خالدة جرار ، والمطران عطاالله حنا ، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم " ابو ليلى " ، وهاني الحايك رئيس بلدية بيت ساحور ، وعضو اللجنة التنفيذية السابق محمد زهدي النشاشيبي ، والاب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية ، ومحمد كناعنة القيادي في حركة ابناء البلد ، وحسين رحال نائب الامين العام لجبهة التحرير العربية ، وعضوا المجلس التشريعي فايز السقا ، وفؤاد كوكالي ، و ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في المحافظة ، وفعاليات المؤسسات الشعبية والرسمية ، وقيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة الشعبية من مختلف المحافظات الفلسطينية ، وحشد كبير من اهالي بيت ساحور وأبناء المحافظة.

واستهل الاحتفال ، بالنشيد الوطني الذي قدمته المجموعة الانجيلية للرعاة ، والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء ، فيما رحب عريف الاحتفال جلال برهم بالحضور ، الذين جاءوا ، من مختلف المحافظات ، للمشاركة في احتفالية الوعد وتجديد العهد ، والتمسك بالقيم والمبادئ ، وبأخلاقية ووحدة الثورة ، والثوابت الوطنية ن وفي مقدمتها التحرر من الاحتلال ، والعودة وتقرير المصير ، مشيرا الى الدلالات الفكرية والسياسية لجدارية الحكيم جورج حبش ، التي وضع فكرتا الاديب والصحافي نصار ابراهيم وصممها الفنان الفلسطيني يوسف كتلو ، ونفذها رفاق الجبهة في بيت ساحور ، بمشاركة مجتمعية بامتياز.

والقى ابو ليلى كلمة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ، اشاد فيها بحكيم الثورة ، ودوره على في قيادة النضال الوطني والقومي والاممي ، مشيرا ان تكريم مؤسس الجبهة الشعبية في بيت ساحور ، يذكرنا بدور هذه المدينة ، التي صمدت في وجه الاحتلال ، وقاومته خلال الانتفاضة الاولى كقلعة من قلاع الانتفاضة ، وموقعا متقدما من مواقع النضال الوطني ، في الدفاع عن حقوق شعبنا ، ووحدته ، مؤكدا اننا نكرم فيه عملاقا من عمالقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وقال ان اختيار بيت ساحور يوم التضامن الاممي مع عمال العالم له دلالات عميقة ، تشير الى فكر الحكيم وتجربته ، والمبادئ والقيم الوطنية والقومية والأممية التي ناضل من اجلها عقود طويلة ، مؤكدا ان الحكيم كان احد ركائز العمل الوطني ، وقائدا فذا يتمتع بنظرته البعيدة الثاقبة التي ترتكز على الوحدة ، حيث كان يجمع الحكمة ، والالتصاق بالثوابت الوطنية ، وعدم الحياد عن الطريق القويم.

وهنأ الحايك العمال بمناسبة الاول من ايار ، ان جورج حبش مثل ضمير الثورة الفلسطينية ، وبوصلة مسيرتها التحررية ، ونحن لا نستذكر مناضلا فحسب ، وانما نستذكر قائدا ومعلما ، مشيرا ان هذه المناسبة تتزامن مع ازمة سياسية عميقة سيجتازها شعبنا ، وستكون لها اثار على مسيرتنا الوطنية ، مؤكدا ان فكر الحكيم ملك للشعب الفلسطيني ، يقراه ليستلهم منه العبر ، ويحفظه وفاء ليستكمل ، فالوفاء للشهداء يكون بالمواصلة ، وللقادة بالاستلهام للسير على دربهم.

ولفت الى ان بشائر الوحدة الوطنية تدفعنا لشد الهمة ، مهما كانت المعوقات والتهديدات والأزمات ، فهي تعبر عن مدى ازمة عدونا من وحدتنا ، وان صيانة هذه الوحدة تكون بالديمقراطية الثورية ، باعتبارها سياجا للوحدة ، والعودة الى الشعب ، والى صيغة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.

وأضاف : ليس صدفة ان الرفيق جورج حبش يحظى باحترام شعبي كبير حيا وشهيدا ، حتى وصفه الشهيد ابو عمار بحكيم الثورة ، فقد ظل قائدا منسجما مع فكره وعقيدته وثوريته ، لم يساوم ، ولم ينحني ، وكان مدرسة عانقت كل الثوريين في العالم حتى اصبح منارا نضاليا لمختلف حركات التحرر في العالم ، فقد ادرك مبكرا اهمية وضرورة وحدة القومية العربية ، وانها المدخل لوحدة الامة العربية ، وهي الجبهة المانعة لاية اختراقات تامرية.

وشكرت لمى جورج حبش ، في كلمة مسجلة لها ، الجبهة الشعبية ، واهالي بيت ساحور ، والمشاركون في احتفالية تدشين جدارية الحكيم ، مؤكدة ان جورج موجود بفكره ومبادئه في ضمير الشعب الفلسطيني ، والأمة العربية ، وكل المخلصين لحقوق شعبنا في الحرية وتقرير المصير والعودة ، وشكرت الفنان الفلسطيني كتلو ، وكل الذين شاركوا بانجاز هذا الصرح الوطني بالفكرة والعمل.

|277811|وشكر المطران عطاالله اهالي بيت ساحور ، على هذا الانجاز الذي يعلمنا كيف يكون الانتماء لرموزنا الوطنية والقومية والشهداء ، وكيف يكون الانتماء لقضيتنا العادلة ولشعبنا المناضل من اجل حريته وخلاصه من الاحتلال.

وقال جئنا اليوم الى بيت ساحور لتكريم حكيم الثورة ، في فترة القيامة التي تذكرنا بانتصار المسيح على الموت والقهر والظلم ، وبالسير على طريق السيد التي انتمى اليها الحكيم ، الذي قال لي عندما قابلته ، اقدم لك هذه الزهرة الحمراء لتضعها على منزلي في اللد ، لاني لن اتنازل عنه ، ولا عن حق العودة.

وأضاف المطران عطاالله ان جورج حبش قائد خالد في ضمير الشعب الفلسطيني ، ورمزا للوحدة الوطنية جمع بين المسلمين والمسيحيين في اخاء وطني وقومي ، ورسالته كانت الى الامة العربية ، بان فلسطين هي بوصلتكم ، فلا تتنازلوا عنها.
|277809|
واكد ان المسيحيين العرب لن يكونوا الا جنودا مدافعين عن قضيتهم الفلسطينية والعربية ، وان من يدعون الى التجنيد في جيش الاحتلال لا يمثلون الكنيسة المسيحية ، وان هذه رسالة الاباء الكهنة الحاضرين والغائبين ، ووصف الدعوات لتجنيد المسيحيين بالمشبوهة ، داعيا شباب فلسطين للدفاع عن فلسطين ، والى التمسك بالنهج الديمقراطي العلماني في مواجهة دعاة القتل وسفك الدماء.

وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اشادت جرار بدور الحكيم وحكمته وفكره الذي اضاء مسيرة النضال الوطني والقومي ، التي سار على هديها الثوريون والفقراء والكادحون ، مؤكدة ان الرفيق المؤسس جورج حبش برؤيته الشاملة والعميقة شكل نموذجا ثوريا للاحزاب والأنظمة بتنحيه الطوعي رغم قدرته على البقاء والاستمرار ، كما كان قاسما مشتركا للجميع ، وخصوصا في اوقات الاختلاف.
|277808|
وقالت : ليس من الصدفة ان نلتقي لتدشين هذه الجدارية لقائد وطني واممي كالحكيم، في مثل هذا اليوم ، الذي يتزامن مع الاول من ايار يوم العمال العالمي ، ففكر الحكيم كان منحازا بالمطلق للطبقة العاملة ، وللفقراء والمستضعفين، مؤكدة اننا في هذا الزمن الصعب احوج ما نكون للحكماء والقادة العظماء امثال الحكيم ، لان القابض على الثوابت اصبح كالقابض على الجمر.

وشكرت جرار رفاق الجبهة في بيت ساحور ، وكل من ساهم في بناء هذا الصرح الوطني ، وهذه الايقونة التي تحمل العديد من الدلالات الوطنية والقومية والأممية ، في الوحدة والتحرر والكفاح.

وقال الفنان كتلو ، ان فكرة هذا العمل الفني جاءت من الكاتب والصحافي نصار ابراهيم ، وقد استغرق تصميمه ونحته عام كامل ، وهو يحمل العديد من الرموز الحاضرة في وجدان الشعب الفلسطيني، ابرزها صورة الحكيم ، وفلسطين ، والوطن العربي ، ومفتاح العودة ، وشمس الحرية ، والسنابل.

وفي نهاية الاحتفال قام ملوح وابو ليلى وجرار والمطران عطااللة وزوجة الامين العام احمد سعدات ، والفنان كتلو بإزاحة الستاره عن جدارية الحكيم ، وسط تصفيق وزغاريد النسوة احتفاء بتدشينها.

وقد تم بناء الجدارية على جانب الطريق المؤدي الى جمعية الشبان المسيحية ، بالقرب من جامعة القدس المفتوحة ، و يبلغ طول الجدارية 5 امتار ، وارتفاعها 4 امتار ، وتحيط بها جدران حجرية ، تتوسطها مساحات مزروعة بالورد.

وكان وفد من الجبهة الشعبية قبيل الاحتفال بإزاحة الستار عن الجدارية ، زار عدد من الاسرى المحررين في مخيم الدهيشة ، واكد الوفد خلال زيارته على اهمية مناصرة قضية الاسرى الاداريين المضربين عن الطعام ، والمشاركة في الفعاليات التضامنية التي تنظمها القوى الوطنية ، والمؤسسات التي تعنى بقضية الاسرى.
|277812||277813|