الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صور.. اطفال غزة ينقذون عوائلهم من فراش الموت بأعمال شاقة !

نشر بتاريخ: 02/05/2014 ( آخر تحديث: 02/05/2014 الساعة: 17:22 )
غزة - تقرير يوسف حماد- يجتهد رمضان في عمله ويبذل جهدا مضنيا في الانتاج وهو يضرب الصخور والحجارة، لإعادة صناعتها من جديد في اجواء قاسية، حيث يعمل 8 ساعات يوميا من انتصاف ساعات الفجر الى اقصى غروب الشمس، في ايام اقرب ما تكون الى صيف حارق يحرق ارض قوية، فما بالك برمضان الذين فطم على البحث عن لقمة عيش هي ايسر ما تكون لكثير غيره، واخر الامر يجني ما يعادل ( 7 دولارات) امريكية يوميا.

رمضان ليس شابا مفتول العضلات قوي البنية، ولا برجل له باع طويل في هذا العمل القاسي، انما هو طفل صغير لا يبلغ الـ(10 اعوام) بعد، ومشهد عمله لا يعبر الا عن قسوة الظروف المعيشية في قطاع غزة الذي يشهد اوقات عصيبة بسبب الحصار والتضيق الاقتصادي والمالي.

رمضان يتصبب عرقا في العمل ومن يشاهده يخرج متأثرا بصورة عاجلة لصعوبة انجاز عمله ذا الطبيعة القاسية، والذي يتطلب جهد الكبار، وهو ما زال صغير على جلب الصخور والحجارة الكبيرة ثم تكسيرها، لإعادة انتاجها لتصبح حجارة جديدة في ظل منع اسرائيل دخول مواد البناء الى قطاع غزة.

يقول رمضان مبتسما وهو في ربيعه التاسع " انا مبسوط، صح الشغل صعب بس بشتغل على قدر قوتي، الشباب هان بساعدوني".

يتحدث رمضان لنا ونحن في زيارة مكان عمله شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وهو متشحم الوجه متسخ الثياب ويقول " انا بجيب 20 شيقل(اسرائيلي) في اليوم، بيجوا تعين وزارة العمل بشرد منهم، عشان انا بدي اشتغل واجيب مصاري للدار، ما حدا بقدر يجيب غيري احنا في بلد تعبانة لازم اشتغل".

وتحدث ابو احمد رب عمله الذي وبدا مرتبكا خشية من تعرضه للمسؤولية فقال " احنا هان ما بنضغط عليه ابدا، يقوم بعمل مناسب لسنه من خلال جمع الحجارة الصغيرة، ووضعها في الكسارة حتى تخرج لنا، حجارة جديدة تستخدم في البناء لان المعابر لا تدخل اسمنت والجميع يريد ان يبني".
|277840|
ابو احمد والذي برر عمل رمضان بان احد اصدقائه اصر عليه تشغيله لان عائلته ليس لها معيل، قال "عند زيارة احدى الوزارات رمضان يقوم بالهرب منهم لانه ليس في السن القانوني للعمل".

يتجرع الطفل رمضان مرارة كبيرة لانه فاقد الاب وامه تعاني امراض مزمنة ولا يوجد من يعيلها، كما الفتاة ريما (13 عاما) التي تبيع "النعنع" في سوق مخيم جباليا المركزي .

وتقول ريما التي يعاني والدها من مرض مزمن "ابوي لا يستطيع تحريك اصابع يده بسبب الغضروف في الظهر والرقبة(..) وآتي صباحا الى السوق قادمة من بيت لاهيا لابيع الخضروات متجولة واحيانا اجلس في مكان لا يوجد فيه احد حتى لا يطردنا اصحاب المحلات او شرطة البلدية" من كلامها.

ريما التي بدا وجهها مصفرا من شدة التعب والوقوف في وجه الشمس 4 ساعات متواصلة، اكملت حديثها بالقول " اخي يأتي ليريحني في الفترة المسائية بعد ان يعود من المدرسة، وانا اذهب الى المدرسة لاننا ندرس في فترة زمنية مختلفة مما يساعد على بيع اكبر قمية (..) نبيع فجل وجرجير وبقدونس ونعنع، نحصل على 40 الى 25 شيكل يوميا"، أي ما يعادل( 10 الى 15 دولار) امريكي.

وتضيف ريما التي رفضت التكلم الا بعد شراء ضمة من النعنع "امي تقوم بقطف الارض وحصادها مع اقربائها ونحن نبيع في السوق، الحياة صعبة يجب ان نعمل(..) انظر حولك الكل يتعامل بالمصاري، الوضع مش كويس كثير بسبب الحصار وفش قبضات".

يبدو ان ريما تجد اشياء قاسية في حياتها وهي اكبر اشقاءها سمير واماني ومحمد ورامز وبلال بفعل والدها طريح الفراش بعد ان عمل 13 عاما في اسرائيل، ولم يقوى على مواصلة العمل الفاتر في غزة لإصابته بمرض افقده القدرة على الحركة.
|277847|
ربيع (11 عاما) طفل يبيع الحلوى على مفترق الجامعات وسط مدينة غزة، ايضا رفض الحديث يقول" قبل ان يشتري منه بعض العلكة قال" انت بدك تربح مصاري من وراي لازم تعطيني عشان احكي معك".

يأتي هذا الطفل كل صباح من مخيم جباليا ليبيع بعض الحلوى للطلاب والطالبات في جامعتي الاقصى والازهر بالاضافة للجامعة الاسلامية وهي منطقة حيوية في مدينة غزة يقصدها فئة البائعون المتجولون.

ويقول ربيع الذي رفض التقاط صورة له قبل ان يتمكن من تصويب عدسة الكاميرا اليه خلسة " لقد خرجت من المدرسة لانني فاشل، انا هنا لان ابي قال لي روح جيب مصاري، ابي لا يعمل كان يروح على اسرائيل وبطل وهو دائما قاعد في الدار، فقررت ان اذهب للبيع لان والدي كبر في السن."
|277846|
وعن اشقاءه يقول ربيع وهو مطمئن في الحديث " اخي الكبير يشرب مواد مخدرة ( ترامادول) وابي لا يتحدث معه كثيرا، انا بجيب 20شقيل في اليوم (..)عارف في بنات وشباب كويسين لحالهم بجيوا بيعطوني شيقل وما بشتروا".

واما الطفل رامي والذي يلف لجمع البلاستيك من حاويات القمامة في حواري وشوارع وازقة غزة الضيقة، الذي لا يحب هذا العمل، ولكنه اندفع اليه مجبرا بعد ان اصاب والده مرض سرطان الجلد، ولم يعد يستطيع العمل .

رامي فاجئنا " بقوله" انت جاي تعمل معي مقابلة عشان يوم العمل، ابوي حكالي امبارح، العمال وضعهم كرب، الهم الله".

|277845|
وحسب ما صرح به الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، وصل عدد العاطلين والعاطلات عن العمل إلى قرابة النصف مليون شخص، ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع " ان معدلات البطالة ارتفعت في فلسطين إلى 25.2% حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل حوالي 301 ألف شخص خلال الربع الاخير لعام 2013، منهم حوالي 141 ألف في الضفة الغربية وحوالي 159 ألف في قطاع غزة."

ولايزال التفاوت كبير في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 38.5% في قطاع غزة مقابل 18.2% في الضفة الغربية، وسجلت الفئة العمرية 20- 24سنة أعلى معدلات للبطالة حيث بلغت 43.9% في الربع الرابع لعام 2013، وبالرغم من الانفتاح الموجود بالضفة الغربية، إلا أن انخفاض معدل البطالة عن قطاع غزة ناتج عن استيعاب العمال من الضفة الغربية في سوق العمل الإسرائيلي, حيث يبلغ عددهم 105 ألف عامل".

هذا ويعتبر قطاع غزة من اكثر الاماكن في العالم اكتظاظا بالسكان خاصة في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين حسب تقرير للأمم المتحدة.
|277844|