هيومان رايتس ووتش تنتقد الطرفين: الفلسطينيون اطلقوا 2700 صاروخ ورد الاحتلال باطلاق 14600 قذيفة مدفعية باتجاه غزة
نشر بتاريخ: 07/07/2007 ( آخر تحديث: 07/07/2007 الساعة: 14:00 )
الخليل- معا- انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية، في تقرير لها الإسرائيليين والفلسطينيين لإظهارهم تجاهلا مريعا لأرواح المدنيين من كلا الجانبين.
وقامت المنظمة ومقرها مدينة نيويورك، بإجراء دراسة لاستخدام الطرفين للصواريخ ونيران المدفعية منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في شهر أيلول عام 2005 حتى غاية شهر أيار الماضي.
وقالت هيومان في تقريرها " إن الشهداء من المدنيين الفلسطينيين خلال هذه الفترة قضوا بعد أن كانت إسرائيل قد قلّصت من 300 متر إلى مائة متر فقط مساحة "منطقة الأمان" بين أهداف مدفعيتها ومناطق المدنيين".
وعلى الجانب الفلسطيني، قالت المنظمة، أطلق المسلحون حوالي 2700 صاروخ محلية الصنع على إسرائيل خلال نفس الفترة، وأضافت أن المقاومين الفلسطينيين قاموا بنصب منصات إطلاق الصواريخ تلك بالقرب من المناطق المدنية.
وقالت المنظمة: "لا يمكن تبرير الانتهاكات الناجمة عن الهجمات والهجمات المضادة بحجة أن الطرف الآخر قام بخرق القانون أولا، فالقصد من قوانين الحرب هو حماية المدنيين من الأذى، مهما كان السبب."
من جهتها اعترضت إسرائيل على مساواة التقرير بين الهجمات الصاروخية التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين عمدا وبين نيران المدفعية الإسرائيلية " التي توظف ضد تلك الهجمات وضد أهداف عسكرية مشروعة".
أما صائب عريقات ، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ، فقال " إنه من الإجحاف المساواة بين أخطاء الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فيما يتعلق باستهداف المدنيين".
وأضاف عريقات: "لا أستطيع القبول بالمساواة بين إسرائيل كمحتل والفلسطينيين كشعب تحت الاحتلال".
وقال تقرير المنظمة إن الصواريخ الفلسطينية أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين وجرح 75 آخرين خلال نفس الفترة، كما أدَّت إلى استشهاد فلسطينيين وجرح 21 آخرين نتيجة سقوط البعض منها في الأراضي الفلسطينية.
أمَّا إسرائيل، فقد أطلقت 14600 قذيفة مدفعية على قطاع غزة في الفترة الممتدة بين شهري أيلول عام 2005 وتشرين الثاني عام 2006، وسقط فيها 59 شهيداً و270 جريحا معظمهم، إن لم يكن جميعهم، من المدنيين الفلسطينيين.
وقال التقرير ان هجمات الفصائل الفلسطينية المسلحة عبر إطلاق صواريخ محلية الصنع ، وهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قذائف المدفعية من عيار 155 ملم ادت إلى قتل العشرات وجرح المئات وتعطيل حياة المدنيين في شمال قطاع غزة ومناطق القطاع المحاذية لإسرائيل ، فبعد انسحاب إسرائيل من غزة في أيلول 2005، استمر إطلاق الصواريخ الفلسطينية بشكل متقطع، ولكنه تصاعد بشكل مفاجئ أواخر أيلول وأواخر تشرين الأول وأيضاً في كانون الأول، وارتفع معه الرد الإسرائيلي بقذائف المدفعية الثقيلة في أواخر تشرين الأول. في البداية كانت الإصابات في صفوف المدنيين خفيفة لكنها شهدت زيادةً حادة بدءاً من نيسان 2006، عندما زادت إسرائيل بشكل حاد قصفها المدفعي للمواقع التي تزعم أن الصواريخ تنطلق منها، وراح القصف يزداد اقتراباً من المناطق المأهولة.
واوضح التقرير ان الجانبين يبديان عدم اكتراث بالخسائر في أرواح المدنيين مما يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي؛ فالجماعات الفلسطينية المسلحة توجه صواريخها نحو المدن الإسرائيلية، فيما تسبب قذائف المدفعية الإسرائيلية التي تسقط قرب المناطق المأهولة خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، رغم الشك في الكسب العسكري المتوقع، بالإضافة إلى حادث قصف مدفعي عشوائي واحد على الأقل.
وصدر تقرير هيومان رايتس ووتش، الذي جاء في 146 صفحة، بعد يوم من استشهاد 7 فلسطينيين في ثلاث غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل اسبو تقريباً.
فقد استشهد ثلاثة من ناشطي حركة الجهاد الاسلامي في غارة إسرائيلية استهدفت السيارة التي كانوا يستقلونها في بلدة خان يونس، وأصيب في الغارة أربعة من المدنيين حسب المصادر الطبية الفلسطينية.
اما الغارة الثانية، فقد استهدفت ورشة تقع في مخيم المغازي للاجئين ، قالت إسرائيل إنها كانت تستخدم لتصنيع الأسلحة، وقد أسفرت الغارة عن استشهاد أربعة ناشطين من عناصر كتائب شهداء الأقصى.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة ثالثة على الورشة أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص.
وكان 12 فلسطينيا استشهدوا وجرح 40 آخرون يوم الأربعاء الماضي في أكبر عملية توغل للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع منذ حوالي أسبوعين.
ويقول مراقبون إن عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة تأتي في إطار قيام اسرائيل بممارسة ضغوط عسكرية قوية على حماس، بالإضافة الى جهودها لعزل الحركة سياسياً ومالياً.
واضاف التقرير "تلوح اليوم في الأفق فرصة لوضع حد لهذه الخسائر المتواصلة في صفوف المدنيين، ففي تشرين الثاني 2006، إثر قصف مدفعي إسرائيلي تسبب في استشهاد 23 مدنياً، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق استخدام المدفعية للرد على الهجمات الصاروخية من غزة ، كما أدى إعلان وقف النار من جانب حماس في نفس الشهر ولمدة خمسة أشهر إلى تناقص إطلاق الصواريخ الفلسطينية خلال عام 2007 ، مما يعني أن إطلاقها بات في هذا الوقت محصوراً بحركة الجهاد الإسلامي.
ويستند هذا التقرير إلى تقييماتٍ ميدانية لهجمات الصواريخ التي تشنها الجماعات الفلسطينية المسلحة وللقصف المدفعي الإسرائيلي، مع التركيز على الفترة الممتدة منذ بداية أيلول 2005 حتى نهاية أيار 2007.
ويقدم التقرير توصياتٍ تهدف إلى إنهاء الممارسات التي أدت إلى وفياتٍ وإصاباتٍ لا ضرورة لها في صفوف المدنيين ، ولا يتناول هذا التقرير جوانب مهمة أخرى تؤثر على حياة المدنيين في غزة، ومنها تدهور الظروف الإنسانية، والاقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، وتدمير إسرائيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، فضلاً عن الاشتباكات التي تجري بين الجيش الإسرائيلي والجماعات الفلسطينية المسلحة والتي أدت إلى إصاباتٍ بين المدنيين غير الإصابات الناجمة عن القصف الصاروخي والمدفعي.