بعد إثارة معاناة شقير عبر معا- المحافظ أبو بكر يستجيب لصرخته
نشر بتاريخ: 05/05/2014 ( آخر تحديث: 05/05/2014 الساعة: 18:52 )
سلفيت - معا - لم يتوان محافظ سلفيت عصام أبو بكر بعد أن عرف بمعاناة الشاب برهان شقير من بلدة الزاوية غربي سلفيت، فذهب الى منزله برفقة اللواء رائدة الفارس "أم جواد" مسؤولة المساعدات الإنسانية في مكتب الرئاسة ليستمعا الى معاناته وتوفير الملفات الخاصة بوضعه الصحي ليتم مساعدته وحل معاناته بأسرع وقت ممكن بعد إيصالها الى المسؤولين.
ومن خلال برنامج "ع الطاولة" الذي كان تبثه شبكة معا الاذاعية، وموقعها الالكتروني تم التطرق الى قصة شقير قبل عام ليستجيب مكتب الرئيس لصرخته من خلال الدكتور مدحت طه مسؤول الملف الطبي في ديوان الرئاسة، فكانت مساعدته أنذاك 2000 شيقل، وعلى أن يتم صيانة اطرافه، بعد اكتمال ملفاته الطبيه وايصالها الى مكتب الرئاسة، ولكن لم يتم اجراء صيانة لأطرافه بأسرع وقت ممكن، لتصل صرخته الى المحافظ عصام ابو بكر والذي وعده بمتابعة قضيته بأسرع وقت.
ومعاناته بدأت كما رواها شقير لـ معا وتم نشرها عبر الشبكة... بعد ان ذهب الى أرضه لمساعدة والدته في قطف ثمار الزيتون فكان القدر في إستقباله... فمن ينظر إليه قد تبدو للوهلة الأولى "كارثة" إخترقت حياته دونما سابق إنذار.. فلم يكن يوما ليعلم أن بلوغه السابعة عشر يعني نهاية حياته الطبيعية بفقدان أطرافه وعينه لتبدأ حياة جديدة شيمتها النقيض تماما.
معا أرادت إيصال معاناته واهماله من قبل المؤسسات المسؤولة، فإستقبلنا برهان وهو يسير أمامنا بالرغم أنه فاقدا لساقيه، وبذراعيه الصناعية فتح لنا باب غرفته، وكأنه لم يصب بأي سوء، أمله بالحياة جعل منه انسانا متماسكا، جلس بالمقابل لنا ليحدثنا عن الحادثة التي جعلت من الفرح حزنا ومن الفرج غما، ومع هذا لم يسمح لليأس بأن يتمكن منه، لا يزال يذكر جيدا ذلك اليوم الذي إنفجر فيه اللغم والذي جعل منه إنسانا فاقدا عاجزا، وبصوت حزين وبكلمات وكأنها تخرج من قلبه الموجوع بدأ يحدثنا قائلا": في لحظات فقدت أطرافي وعيني بسبب إنفجار لغم كان مدفونا في أرضنا التي تقع بالقرب من الحدود العسكرية للإحتلال الإسرائيلي، كان ذلك بتاريخ " 13/10/1998" وفي ذلك الوقت كنت طالبا في المدرسة وكان عمري 17 عاما ، فطلب مني والدي أن أذهب لمساعدة والدتي في قطف ثمار الزيتون ولم أصح الا وأنا أصرخ "متت يا امي " ووالدتي تصرخ " انا كمان متت " أصيبت هي الأخرى بالحادث ولكن بإصابات خفيفة".
توترت ملامحه وأخذ جسده يتحرك دون ارادة ليعود لمواصله حديثه بلهفة ": كانت أخر صرخة لي وبعدها لم أشعر بشي وحسب ما أخبرني به أهلي انه تم نقلي الى مستشفى رفيديا ولكنه رفض إستقبال حالتي لصعوبة الإصابة وبعدها تم نقلي الى مستشفى المقاصد في القدس ، ويضيف " مكثت في المستشفى شهرا كاملا وأنا فاقدا للوعي وبعدها أصبحت أستعيد وعيي تدريجيا ولكنني لم أتوقع حجم الإصابة ، لتكن المفاجئة عندما قاموا بإخباري أنني فقدت كل أطرافي وعيني ،مما سبب لي ألما نفسيا، بداية رفضت واقعي وأصبحت أعيش بمرارة وحزن لا يوصف "قالها وبدا الحزن يخيم على المكان تدريجيا.
تناول سيجارة بيديه الاصطناعية، حاولنا مساعدته ولكنه رفض، أشعلها وبدأ ينفث بدخانها بغضب، ليكمل حديثه عن مراحل حياته لـ معا قائلا": لم يكن الأمر سهلا علي، فحين يكون الإنسان لا ينقصه شيئا من جسده لسنين طويلة وفجأة يصاب بالشلل حينها يشعر أن الدنيا قد توقفت عن الدوران ليبدأ بتجميع خيوطه من جديد لحياة جديدة سوف تبدأ من الصفر كأنه مولود جديد.. وهذا انا....! بداية كانت معاناتي لا توصف خصوصا عندما يقوم إحدى إخواني بمساعدتي في كل شيء، وبعدها أصبحت أقنع نفسي أنه يجب أن أتماشى مع وضعي الجديد وأن أتقبل الحياة بلون آخر، وبعدها سافرت على أمريكا من أجل تركيب أطراف إصطناعية عن طريق جمعية اغاثة فلسطين.
عندما تكون الارادة عند الانسان يصبح المستحيل سهلا وهذا برهان بإرادته إستطاع أن يهزم نظرات الشفقة والدعوة للإتكال على الآخرين كما تحدث لـمعا قائلا" لم يمنعني فقدان أطرافي وعيني عن مواصلة حياتي الطبيعية فواصلت علاقتي مع الناس وكنت أخرج ولم ألتزم البيت بالرغم أنني أواجه معيقات أمامي ولكن كل هذا لم يقف عائقا امامي، ويكمل حديثه عن إبداعاته قائلا:" بالرغم أنني أملك أطرافا إصطناعية الا أنه لم يمنعني من ممارسة مواهبي وهي الرسم والكمبيوتر الذي أمضي معظم وقتي معه، وبالتلي اتقان 90 % من برامجه من مونتاج وتصميم وغيره من البرامج".
ولم يتوقف الحال عند خسارته لأطرافه كذلك خسر قضية تعويضه، مع أنه كان يتلقى تطمينات لكسبها من قبل محاميه كما يقول برهان "بداية كانت تسير القضية بطريقة مطمئنة وبعد فترة قامت المحاكم الإسرائيلية بوقف جميع القضايا لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه القترة كنت دائما أقوم بالإتصال على المحامي وبعد تسع سنوات علمت أن القضية خسرت ويعود ذلك الى إهمال المحامي وعدم حضوره الجلسات، كما أخبرني محامي اخر من المحكمة، عند إستفساري عن القضية وبهذا خسرت التعويض المادي بالرغم أنه لا يوجد شيء يعوض الإنسان عن خسارته لأي عضو من أعضاءه، ويكمل بحسره بهذا فقدت أملي الوحيد بتعويضي المادي لأنني انسانا عاجزا لم أستطع العمل، وينهي شقير حديثه قائلا "اناشد الرئيس محمود عباس وكل ضمير حي وفاعلي الخير مساعدتي في صيانه أطرافي لأنها مكلفة بالنسبة لي".
وبهذا تكون صرخات برهان الثلاث الاولى اثناء مجيئه على الحياة، وصرخته الثانية من شدة المه ووجعه حينما إنفجر اللغم فكانت خسارته أطرافه وعينه، ولتكن الثالثة مناشدته للرئيس محمود عباس وللمسؤولين بمساعدته في صيانة أطرافه بأسرع وقت ممكن فهل تلقى هذه الصرخة ما يريد ..؟؟