بئر السبع- مؤتمر حول الحوادث البيتية وحوادث السير في المجتمع العربي
نشر بتاريخ: 08/05/2014 ( آخر تحديث: 08/05/2014 الساعة: 21:28 )
بئر السبع - معا - عُقد في كلية "كي" الأكاديمية للتربية في مدينة بئر السبع، الأربعاء، مؤتمرا تحت عنوان "حوادث الطرق والحوادث البيتية في المجتمع العربي- العِلاج والوِقاية"، وذلك بمبادرة مشتركة لجمعية مبادرات صندوق إبراهيم وكلية "كي".
وقد شارك ما يقارب 170 طالب عربي من النقب الذين يدرسون في الكليّة، وممثلين عن الشرطة وخبراء من المجتمع العربي. ويأتي هذا المؤتمر في إطار مجموعة لقاءات يعقدها صندوق إبراهيم بهدف تطوير الحوار بين المجتمع العربي والشرطة من أجل خدمات شرطية موجّهة للمجتمع. هذا وقد عُقد المؤتمر الحالي تخليدا لذكرى الطالب أحمد العطاونة، أحد طلاب الكلية من بلدة حورة، والذي لقي حتفهُ في حادث طرق في بداية هذا العام.
قائد شرطة بئر السبع، الضابط موشيه إيفجي، قال في بداية المؤتمر بأنّ حوادث الطرق تسبب أضرارا هائلة ومعاناة كبيرة للعائلات، وبأن اللقاء مع المجتمع حول هذا الموضوع في المؤتمر هو مهم جدًا. وأضاف: "القيادة بدون رخصة أو حوادث الدهس أثناء السياقة للخلف هي ليست "قضاء وقدر". يجب تخطيط وتوفير برامج عمل لتغيير هذا القضاء والقدر، وسنقيم قريبا مراكز إضافية للشرطة من أجل معالجة هذا الموضوع".
|278850|
رئيس مجلس حورة وعضو إدارة صندوق إبراهيم، الدكتور محمد النباري، تطرّق في كلمته أمام الحضور إلى الفجوات الهائلة بين الشباب اليهود والعرب من ناحية الاستثمار في التربية، وخاصة التربية اللاّ منهجية، إلى جانب انعدام أُطُر خاصة ومناسبة بعد إنهاء المرحلة الثانوية، والتي تؤدي بالشباب الى التهوّر في الشوارع والسياقة بصورة خطرة: "التربية اللاّمنهجية ضرورية جدًا، ولكنها متوفرة للمجتمعات القوية فقط في الدولة. إنّ الاستثمار في الطفل وتربيته في المجتمع العربي هو قليل جدًا مقارنة مع الطفل في المجتمع اليهودي، والنتيجة في النهاية أن الشرطة لا تستطيع وحدها أن تعالج هذه الظواهر الخطير على الشوارع والطّرقات. لذلك يجب أن يكون العلاج نظامي تكامليّ وبمشاركة كل الأطراف المعنيّة".
أمّا الدكتورة وفاء إلياس من التخنيون، فقد تطرقت في محاضرتها إلى المسبّبات الخطيرة التي تؤدي إلى زيادة حوادث الطرق في المجتمع العربي. على سبيل المثال، 34% من ضحايا حوادث الطرق هم من العرب في حين أنّ نسبتهم العامّة هي 20%. "من المتعارف عليه في كل أنحاء العالم بأن مجموعة الأقليات والمجموعات المستضعفة اقتصاديًا واجتماعيًا، يتعرضون لخطر أكبر بسبب نمط الحياة اليومي وقلّة الوعي". وأضافت الدكتورة إلياس: إنّ المشاكل في البنى التحتية في البلدات العربية تزيد من هذه الخطورة وبالأخص اتجاه الأطفال. ولكن هنالك ضرورة أيضًا في تغيير النمط السلوكيّ في هذا الجانب: "يجب تحسين البُنى التحتية، ولكن حاليًا، وإلى أن يتم ذلك، يتوجب توخي الحذر أكثر، مثلما لا نسمح للطفل من الاقتراب إلى الأسد في حديقة الحيوانات، علينا أيضًا مراقبة الأطفال في الأماكن الخطرة من ناحية البُنى التحتية. إنها مسؤوليتنا كمجتمع، كما يجب علينا أيضًا توعية الأهل لمثل هذه المخاطر".
|278851|
الضابطة إيتي مئيرسون، نائبة رئيس شرطة السير القطرية في إسرائيل، أشارت في كلمتها إلى أنّ هدف الحكومة الحالي هو تخفيض عدد ضحايا حوادث الطرق في كافة المناطق من 300 حاليًّا، إلى 280 في العام 2016. وأضافت قائلة: "إنّ الشرطة لا تهتم بالمخالفات الصغيرة والتي يرى بها المواطن كمحاولة لتوفير مصدر مالي إضافي للشرطة من المخالفات، إنّما تركز جهدها في تطبيق القانون لمخالفات سير تتسبّب في حوادث بهدف منع القتل على الطرف، وكذلك من خلال بحث وتحليل المعطيات الميدانية وملائمتها من أجل تحقيق هذا الهدف".
نسيم عاصي، خبير في تطوير سلامة وأمن الأطفال في المجتمع العربي، تطرّق إلى دور الطلاب الجامعيين والمعلمين في مكافحة الحوادث البيتيّة وحوادث الطّرق، وقال:" إنّ السبب المهم الذي يؤدي إلى وفاة الأطفال في المجتمع العربي هو حوادث الطرق. نحن نؤمن بأن كل شيء "قضاء وقدر مكتوب"، ولكن هذا الأمر غير دقيق لأنه بإمكاننا منع هذه الحوادث. نحن نقوم بإيداع سلاح مهم جدًا في أيدي المربين والمربّيات، ليس سلاحا قاتلا إنّما منقذ للحياة. أنا لا أستطيع الوصول إلى كل بيت وبيت، ولكن سويًا يمكننا تغيير الواقع ومساعدة أكبر عدد من الاطفال على تجّب مخاطر الموت".
|278852|
البروفسورة ليئة كوزمينسكي، رئيسة كلية كي، تطرقت في كلمتها الترحيبية إلى مهمة الطلاب العرب في الكليّات التربوية وخاصّة في كليّة "كي" في النقب ودورهم القيادي والتربويّ الهام في بناء مستقبل أفضل لمجتمعهم، وهذا ما يتناسب مع رؤية الكلية: "إنّ موضوع حوادث الطّرُق والحوادث البيتية مهم جدًا ويشكّل جزء لا يتجزأ من تأهيل الطلاب العرب في الكلية، لأننا نؤمن بأنّ التعليم هو ليس فقط من ناحية مهنية، إنما أيضا هو تأهيل للانخراط الاجتماعي ومعالجة مشاكل مختلفة في المجتمع مثل حوادث الطرق والحوادث البيتية. لقد فقدنا هذا العام في حادث طُرق مؤسف أحد طلابنا من السنة الأولى وهو الطالب أحمد العطاونة. لقد حزّنا جميعًا على فراقه وهو ما زال في بداية طريقه العلمية. لقد لاحظت الحزن والألم في عيون أصحابه وعلى وجوه زملائه.
لذلك هناك مهمّة ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق طلابنا وسترافقهم في المستقبل أيضا، ألا وهي تخفيض نسبة حوادث الطرق والحوادث البيتية في المجتمع العربي وخاصة في النقب. وآمل أن يقوموا بهذه المهمّة مع طلابهم في الصفوف والمدارس التي يدخلونها في أيام تطبيقاتهم العمليّة.
الدكتور سليم أبو جابر، رئيس القسم الابتدائي لتأهيل المعلمين العرب في الكلية ورئيس مركز أبحاث تدريس اللغة العربية والذي أشرف على تنظيم هذا المؤتمر مع صندوق إبراهيم قال: "تأتي أهمية هذا المؤتمر من منطلق رؤيتنا الشاملة بأنّ المربّي والمعلم المعاصر في القرن الـ 21 يجب أن يكون مؤهلاً ليس فقط للمواد التدريسية وأساليب تدريسها المعاصرة، بل أيضًا لمنع مثل هذه الحوادث المؤلمة والتي تحدث يوميًا في الشوارع وفي ساحات البيوت، كما تحدث في المناسبات في كثير من الأحيان في مجتمعنا العربيّ. وأضاف: "إنّ مهمتنا كقياديين تربويين وكمؤسسة أكاديمية لتأهيل المعلمين العرب في النقب، هي أن نضع كل الوسائل الممكنة التي تساعد طلابنا في الكلية ومعلمينا في المدارس على منع مثل هذه الحوادث".
هذا، وقد تم توزيع كراسة حقوق المواطن باللغة العربية على الحضور، أصدرتها مبادرات صندوق إبراهيم، تشرح بإسهاب عن خدمات الشرطة بهدف تقديم هذه الخدمات للمواطنين العرب. كراسة الحقوق، والتي تم توزيعها مؤخرا بعشرات آلاف النُّسخ في المجتمع العربي ومراكز الشرطة، توضّح كل الخدمات التي تقدمها الشرطة للمواطنين وفق المواضيع المختلفة مثل: الشباب والعنف داخل العائلة والسير والتراخيص والعديد من المواضيع.
أييلت نئور، مديرة مجال خدمات متساوية في صندوق إبراهيم قالت: "إنّ اللقاءات التي يعقدها صندوق إبراهيم بمشاركة مؤسسات تربوية وغيرها، هي ضرورية من أجل تأسيس الثقة بين الأطراف، والتي تقوي الوعي عند الجمهور فيما يتعلّق بحقوقه وخدمات الشرطة المختلفة. وأضافت: "إنّ هذه اللقاءات هي جزء من نشاطات الجمعية التي تهدف إلى تطوير خدمات شرطة متساوية للأقلية العربية في إسرائيل ولزيادة الثقة بين الشرطة والمجتمع العربي".