الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصحافة الاسرائيلية تتحدث عن اشارات قرب واسباب منع اندلاع الحرب الاسرائيلية - السورية

نشر بتاريخ: 08/07/2007 ( آخر تحديث: 08/07/2007 الساعة: 18:13 )
بيت لحم - معا - تواصل الصحافه الاسرائيلية وبعض المصادر الرسمية الترويج لفكرة اندلاع حرب سورية اسرائيلية خلال الصيف الحالي، مخصصة مساحات واسعة من صفحاتها المكتوبة والالكترونية لهذا الموضوع الذي اشبعته تحليلا ودراسة ونقلا عن مصادر بعضها معروف واخرى غير معروفة او رفضت البوح باسمها .

وفي هذا الاطار نشرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية تحليلا تعاون على اعداده الصحفيان عميت كوهن وجاكي حوغي تناولا فه ما اسمياه "اشارات اندرع الحرب خلال الاشهر القادمة"، رغم تعارضها الصارخ مع مصالح الدولتيين وادراك القادة على جانبي المتراس بوجود الكثير مما قد يخسرونه في حال اندلعت مثل هذه المواجه .

وقسم الصحفيان تحليلهما على شكل قائمتين منفصلتين تناولت الاولى منها اشارات قرب اندلاع الحرب فيما اختصت الثانية بالاسباب الموجبة لمنعها والحول دون تفاقم الاوضاع .

وفيما يتعلق باشارات قرب اندلاع الحرب التي قدر زمنها الافتراضي بالصيف الحالي وضع عميت كوهن خمسة اشارات او دلالات على قرب الحرب هي :

1- ازالة الحواجز العسكرية في منطقة القنيطرة السورية حيث عمدت سوريا وبعد اربعين عاما الى ازالة جميع الحواجز والعوائق العسكرية الواقعه ما بين دمش والقنيطرة صعودا الى هضبة الجولان والتي خصصت اساسا لتأمين الحركة الى دمشق ولم تبقي سوى على حاجزيين فقط .

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصدر اسرائيلي قوله بان ازالة الحواجز المذكورة تهدف الى تسهيل تدفق مئات مقاتلي حرب العصابات الى منطقة الجولان بهدف تنفيذ عمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية .

2- التصريحات العلنية : حيث لم يبذل المسؤولون السوريون خلال الفترة الاخيرة جهدا في اخفاء احتمالات لجوء سوريا للخيار العسكري لحل قضية الجولان مؤكدين بان الامر لو ترك لرغبة الجمهور السوري لاندلعت الحرب منذ مدة طويلة حسب قول بعض المسؤليين السوريين .

3- ارتفاع وتيرة التسلح السوري منذ نهاية الحرب الاخيرة على لبنان حيث استلم الجيش السوري منظومات تسلح ايرانية حديثه ومختلفه الانواع اضافة الى شراء سوريا عددا كبيرا من الصواريخ الروسية المضادة للدروع والمتطورة جدا .

4- وحسب المعلومات المتوفرة للجيش الاسرائيلي فان القوات السورية تبذل جهودا كبيرة من اجل رفع مستوى الجاهزية لديها من خلال سلسلة من التدريبات الواسعة التي تذكر بتلك التدريبات التي سبقت حرب اكتوبر عام 1973 .

5- يقوم الجيش السوري حسب المعلومات الاسرائيلية بتجهيز المواقع المتقدمة وتنظيفها اضافة الى رفع جاهزية الوحدات العسكرية، وتحركات عسكرية شملت تحريك صواريخ باتجاه الحدود مع اسرائيل وذلك وفقا لبعض التقارير .

وفيما يتعلق بالاسباب الموجبة منع اندلاع الحرب التي تتعارض بشكل مطلق مع مصالح الجانبيين، فصل الصحفي جاكي حوغي خمسة اسباب تدعو زعماء الجانبين الى ضرورة العمل على تجنب الحرب هي :

1- الرغبة في ايجاد خيار دبلوماسي واستعداد السوريين للدخول في مفاوضات سلمية مع اسرائيل دون شروط مسبقه خاصة وان الزعماء السوريين يتابعون عن كثب ما يجري داخل اسرائيل من نقاشات حول قضية الصراع معها ما يعطيهم شعورا بان الحل السلمي لم يستنفذ حتى الان .

2- موقع هضبة الجولان في الاجندة السورية اليومية حيث تحتل قضية استمرار النظام السوري وحمايته اهمية كبرى خاصة وان سوريا محاطة بعدم الاستقرار من كل جانب تقريبا خاصة ما يجري في العراق وتنامي التطرف الاسلامي ما يجعل اي حرب مع اسرائيل خطرا على استمرار بقاء النظام .

3- الفجوة العسكرية بين الجانبين حيث تتمتع اسرائيل بتفوق جوي ساحق اضافة الى حيازتها اسلحة متطورة جدا وقدرات تكنولوجيه عالية فيما تتمثل نقطة قوة السوريين الوحيدة في قدرتهم على ضرب العمق الاسرائيلي بقسوة من خلال صواريخ ارض ارض لكن هذه المأثرة تتقزم امام فداحة الرد الاسرائيلي وسوريا ليست بالدولة الساعية للحرب وهي دولة براغماتية تدرس خطواتها بدقة وتنظر الى اي مواجه عسكرية مع اسرائيل كخطوة انتحارية من الناحية العسكرية .

4- البعد الاقتصادي حيث يعاني الاقتصاد السوري من هشاشه عالية وهي محرومة من الاستثمارات الخارجية كما انها دولة غير مرحب بها في دول المال العالمية واي خطوة عسكرية من شأنها ان توجه ضربة قوية جدا للاقتصاد السوري يدفع ثمنها المواطن السوري ما قد يؤدي الى خلق جيوب معادية للنظام هناك .

5- الحاجة الى الحفاظ على الهدوء : حين يتحدث المسؤليين السوريين عن خيار عسكري فانهم لا يقصدون نموذج حرب اكتوبر وانما يرمزون الى حرب عصابات طويلة ومرهقة تنفذ بواسطة خلايا وعملاء الا ان مثل هذه المقاومة ستؤدي الى اشتعال الحدود السورية الاسرائيلية التي حافظت على هدوءها مدة اربعين عاما .

وفي نهاية التحليل ذكر المقال بالاشارات الثلاثيين التي طرحها جهاز الاستخبارات عام 1973 لقرب اندلاع المواجهة ومنها تحرك القوات المصرية على ضفة قناة السويس الا ان هذه الاشارات جاءت متأخرة جدا وصدمت اسرائيل بالحرب التي لم تتوقعها .