الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"معا" يختتم مشروع تحسين خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في القدس

نشر بتاريخ: 10/05/2014 ( آخر تحديث: 10/05/2014 الساعة: 12:59 )
القدس - معا - اكتظت قاعة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي عصر الخميس الماضي خلال احتفالية متنوعة المضامين وبتوقيع الطلائع أنفسهم، حيث علت أصوات الطلائع على منصة المسرح "تعبيراً وغناءً وتمثيلاً" في الحفل الختامي لمشروع تحسين خدمات الحماية والدعم النفسي والاجتماعي لطلائع القدس المنفذ من قبل مركز العمل التنموي معا بالشراكة مع اليونيسف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

واستهدف المشروع الذي استمر لعامين أكثر من 4500 طليعي وطليعية خلال عامين تم اشراكهم في ورشات المشروع المختلفة بالتعاون ستة اندية المقدسية: برج اللقلق، هلال القدس، الانصار المقدسي، أبناء القدس، مبادرة شباب البلد ومؤسسة الأميرة بسمة.

وتخللّ الاحتفال فقرات من تنسيق ومبادرة من شباب وشابات الطلائع أنفسهم تمثلت في عرض كشافة من الفتيات مميز، وغناء اناشيد وطنية مختلفة، وعرض دبكة، مسرحية فكاهية، وأفلام تعريفية تلخص عمل النوادي، وفي الختام تخريج الطلائع عبر توزيع الشهادات عليهم.

وحول المشروع اشار مدير مركز معا في كلمة ألقاها في مستهل الاحتفال: "طلائعنا في القدس المحتلة يحيون ظروفاً ذات خصوصية مقارنة بنظرائهم في الأراضي الفلسطينية، فهناك تضييق كبير على حرية ممارسة النشاطات الثقافية والوطنية المختلفة عدا عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تغرق بها المدينة، وركزنا على تلك الفئة لأنها من تملك مفاتيح التغيير المستقبلي لمدينتها. |279054|

واكد أن هذا المشروع يقدم جزءاً يسيراً للمدينة من خلال طلائعها عبر احتوائهم على المستوى الاجتماعي والنفسي ما يساعدهم في ايجاد بيئة ايجابية لهم لينطلقوا خدمة لمجتمعهم.

وفي كلمة الحفل أيضاً شكر خضر اليونيسف، والاتحاد الاوروبي وكل الاندية والمؤسسات الشريكة والتي اخذت على عاتقها العمل بكل جدية من اجل انجاح هذا المشروع، شاكراً، الطلائع واهاليهم، وطاقم المشروع الذين تميزوا جميعاً بالتزامهم الحقيقي لمساعدة 4500 طليعي وطليعية وما يزيد عن الـ 1000 فرد من الاهالي الذين شاركونا في جميع الانشطة.

وأضاف: "انا نرى المستقبل بعيون طلائعنا وطلائعيتنا. مستقبل يرسمونه بالتزامهم ومحبتهم لبلدهم، وبعطائهم وعملهم التطوعي من اجل القدس وفلسطين".

وأكمل بأن هذا المشروع يوفر حيزاً ايجابياً للطلائع، التعليم النقدي والمساند والمبادرات الكبيرة التي كانت مشاريعاً صغيرة من خلالها يتعلم الطلائع كيف يفكرون ويخططون ويبدءون التفاعل الايجابي مع مجتمعهم، واعداً المقدسيين بأن مركز معا سيبقى متواجداً من خلال المشاريع الثلاثة القائمة حالياً وهم: تحسين الخدمات النفسية والاجتماعية للطلائع، والتكيف الايجابي في المدارس، ودعم وتمكين الاسر الفقيرة والمهمشة للحياة بكرامة والعمل دون الحاجة الى طلب المعونة المالية من الآخرين.

وتضمن المشروع الذي أشرف عليه كل من حسام عليان، فرح ابو زنط، ممدوح الترياقي، سيرين الأجرب، ريم زين- وفق مديرته "ديالا مدحت" على مجموعة من ورشات العمل اليومية كورشات الدراما والمبادرات المجتمعية والمهارات الحياتية والتصوير وصناعة الدمى وتدريب التلي ماتش، وتدريب الدبكة والكشافة.

وهدفت الورشات المختلفة إلى إكساب الطلائع المعرفة والمهارات القيادية والحياتية وتعزيز ثقتهم بذاتهم وانتمائهم الوطني والخروج بمبادرات مجتمعية تهدف الى احداث تغيير ايجابي في قضية معينة في القدس، وتطوير روح العمل الجماعي والتطوعي كقيمة انسانية عالية.

وأشارت مدحت إلى الاثر الكبير على الطلائع وذوويهم من خلال المشروع الذي يساهم في خلق مساحات امنه للأطفال للعب والترفيه والدراسة عبر المنهج الشمولي الذي يتعامل مع العائلة والمجتمع المحلي الذي يحيط بهذه العائلات، لافتةً الى طموح معا بأن يتم تمديد هذا المشروع ليصل الى فئة اكبر من اللشباب المقدسي المهمش والاندية المجتمعية المقدسية التي تحتاج الى دعم كبير لتبقى صامدة في وجه هجمة الاحتلال للإفشال عمل ما تبقى من مؤسسات فلسطينية.

أما منسق المشروع في واد قدوم ممدوح الترياقي فتحدث وهو يشرح عن معرض صور توثيقية لمشاكل القرية من تصوير ابنائها حيث تظهر على الصور المظاهر السلبية للحي المدمر بيئيا واقتصاديا واجتماعياً: حاولنا من خلال اسلوب الفوتوبوي (الذي من خلاله يعبر الطلائع عن مشاكلهم عبر الصور الفوتوغرافية) نقل الواقع الذي يعيشونه أملاً بتغييره نحو الأفضل". مشيراً الى لمس المشروع للتغيير الايجابي في تصرفات كثير من الطلائع من خلال مد جسور تواصل ولغة تفاهم بين الطلائع وذويهم واهلهم.

أثر المشروع

وحول تأثير المشروع على الطلائع وذويهم والأندية تحدثت الطالبة يارا فقهاء في مدرسة الاميرة بسمة الى أهمية الدورات التدريبية في صقل مهاراتها مثل القيادة الشابة التي ساعدتها في التغلب على خجلها والحديث بثقة وطلاقة مع أقرانها، وأيضاً المطالبة بحقوقها دون خوف، لافتةً الى ان المشروع ساعدها في تحديد حلمها المستقبلي في ان تكون صحافية تتحدث عن هموم الناس ومشاكلهم، مؤكدة أن التأثير الايجابي على شخصيتها لمسته زميلاتها فيها، ما حدا بكثير منهن الى الانتساب للمشروع.

الشاب محمود السمان مقدسي ينتسب لنادي برج اللقلق يقول لـ معا بأنه بفضل المشروع تحول من شاب عادي الى آخر مبادر وقيادي، ومن أهم ما استفاده هو كيف يقضي وقت فراغه في دعم الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع، وهذا ما تم تنفيذة من خلال لقاءات وجولات وفعاليات فنية مشتركة.

السيد ياسين الرازم من واد قدوم، والذي شارك ولداه في نشاطات المشروع المختلفة يؤكد أنه لمس تحولاً ايجابياً على سلوك أبنيه في تعاملهما مع افراد العائلة، وتقبلهما للآخر واحترامهما اختلاف وجهات النظر، الأمر الذي لم يكن بالسابق وكان العنف والصراخ هو لغة الحوار. كما قدم مركز معا لأحد ولديه كاميرا احترافية الأمر الذي نمى هواية التصوير لديه وأفاد أوقات فراغه في امور تنمي الابداع. مشيراً إلى تحسن تحصيل ولديه الاكاديمي كما أصبحا قادرين على قيادة مجموعات واقتراح مبادرات ايجابية.

الأستاذ يوسف الفقهاء الذي يعمل مدرساً في مؤسسة الاميرة البسمة ومنشطاً في المدرسة مع مركز معا، اشار الى أن من اهم الامور الايجابية التي سعى المشروع الى ايصالها للطلائع هو مساعدة الآخرين الذين فرضت عليهم الظروف ان يولدوا باحتياجات خاصة، بحيث يكرس الطليعي وقته ويصقل تعامله من اجل مساعدتهم في الاندماج في مجتمعاتهم، وقد لمس الفقهاء التغير في تحصيل الطلبة الاكاديمي، كما تعززت لديهم روح المبادرة ما ساهم في تعميم الأثر الايجابي على بقية الطلبة غير المنتسبين.

مديرة نادي هلال القدس الرياضي هنادي ناصر الدين تشير الى فضل المشروع في تأسيس فريق كشافة للاناث وتكثيف الدورات الثقافية والتعليمية وادخال المواضيع ذات الجانب النفسي والاجتماعي والتي ساهمت في مساعدة الطلائع وتثقيف اهاليهم، ومن الناحية الاكاديمة ارتفع تحصيلهم الدراسي، واصبح لدى طلائع النادي مهارات قيادية مؤهلة لقيادة مجموعات.