حلم الوصول إلى بلاد الكنغر
نشر بتاريخ: 14/05/2014 ( آخر تحديث: 14/05/2014 الساعة: 21:53 )
بقلم : محمد العمري
أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس التحدي لكرة القدم في نسختها الأخيرة والتي تستضيفها دولة جزر المالديف من التاسع عشر من أيار الجاري وحتى الثلاثين منه، بمشاركة منتخبنا الوطني الأول.
الفائز بلقب البطولة سيتأهل إلى أمم آسيا التي تستضيفها أستراليا "بلاد الكنغر" العام المقبل، وستكون آخر نسخة تقام فيه هذه البطولة للدول النامية في آسيا، خاصة أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر زيادة عدد المنتخبات المشاركة ابتداء من نسخة 2019 إلى 24 منتخبا.
البطولة التي أطلقها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مرة عام 2006، للدول النامية والضعيفة في كرة القدم بالقارة الصفراء، يحمل منتخب كوريا الشمالية الرقم القياسي بعدد ألقابها رغم حداثتها، حيث توج مرتين بالبطولة، وهو من خلالها وصل إلى العالمية بعد تأهله لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، فهل تكون النسخة الأخيرة لبطولة التحدي بوابة المنتخب إلى آسيا، ولم لا إلى العالمية أيضا.
سيلعب منتخبنا في البطولة إلى جانب منتخبات قيرغيزستان، ومستضيف البطولة منتخب جزر المالديف، إضافة إلى منتخب ميانمار، وستكون هذه المجموعة فرصة للمنتخب للانتقام من منتخب قيرغيزستان الذي حرمه من التأهل لبطولة التحدي 2010، وأخرجه من ربع نهائي 2006 بفوزه عليه بهدف نظيف جاء في الوقت القاتل، وهو يعد أبرز المنافسين له على صدارة المجموعة، ويسبقنا في تصنيف الفيفا ويحتل المركز الـ148، بينما منتخبنا في المركز الـ165.
وبالنسبة لمنتخب جزر المالديف فإنه منتخب متطور جدا، وأداءه في تطور مستمر، فهو كان يتعرض للهزائم في اوسط التسعينات بفارق 20 هدفا على الأقل، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح أفضل ومع ذلك ليس بالمنتخب المخيف أو الصعب ويمكن تجاوزه، رغم أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، وآخر المنتخبات هو ميانمار الذي تأهل لنصف نهائي البطولة في نسختي 2008 و 2010 وهو منتخب مجهول الهوية ويمكن أن يشكل مفاجأة البطولة لذلك يجب الحذر منه.
وإذا تأهل منتخبنا إلى دور نصف النهائي (وهذا أمر ليس بالصعب بل هو سهل ومتوقع حسب المعطيات)، فإنه سيصطدم إما مع منتخب تركمنستان أو مع الفلبين باعتبارهما الأفضل في المجموعة الثانية وهما ليسا غريبين عليه، حيث أنه لاقى الفلبين في النسخة الماضية في تحديد المركز الثالث والرابع وخسر أمامها بثلاثة أهداف لأربعة، أما منتخب تركمانستان فهو يعد من أبرز المرشحين لنيل لقب البطولة ويعد الأفضل، لذا على منتخبنا العمل على تلاشي مقابلته في نصف النهائي من خلال تصدر المجموعة، وهذا المنتخب هو وصيف النسختين الماضيتين، ومع ذلك يبقى منتخبنا الأفضل إذا قدم لاعبوه كل ما في جعبتهم.
استعدادات منتخبنا للبطولة لم تكن قوية ولا بالمستوى المطلوب والمأمول، حيث اقتصر ذلك على معسكر خارجي في العاصمة القطرية الدوحة استمر عدة أيام، تخلله إقامة ثلاث مباريات ودية، كما كان هناك معسكر داخلي تخلله إقامة عدد من المباريات الودية مع منتخبنا الاولمبي وعدد من فرقنا المحلية.
ولكن الملاحظ في معسكر الدوحة أنه اشتمل على مباريات كانت ضعيفة وليست مع أندية معروفة، باستثناء خوض لقاء مع نادي الوكرة الذي يحتل ترتيبا متوسطا في دوري "نجوم قطر" واللقاءين الآخرين كانا مع فريقين يلعبان في الدوري العسكري، وكأننا ذاهبون للمنافسة في بطولة للمنتخبات لعسكرية.
الغريب أيضا أن الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني بقيادة جمال محمود، لم يخض أي لقاء ودي مع منتخبات من شرق آسيا والتي يتشابه أداءها مع المنتخبات التي سيلاقيها الوطني ببطولة التحدي، بل أنه لعب مع فرق مجهولة ومستواها بعيد جدا مع المنتخبات المشاركة، كما أنه تم إلغاء معسكر سريلانكا في اللحظات الأخيرة، مع أنه يعتبر مهما باعتبار أن أجواءها قريبة جدا من جزر المالديف.
الشارع الفلسطيني وجماهيره ، ينتظرون هذه البطولة على أحر من الجمر، خاصة أنها تعد الأمل الأخير للمشاركة في أمم آسيا وتحقيق حلم الوصول إلى أستراليا، هذه الجماهير بالتأكيد ستكون خلف منتخبها وستشجعه حتى اللقاء النهائي، فهل سيكون المنتخب قادرا على قبول التحدي وإحراز اللقب أم أننا سننتظر لسنوات أخرى حتى تحقيق الحلم.
الجماهير لن تقبل هذه المرة بأقل من اللقب بعد التطور الكبير الذي تحقق للرياضة في فلسطين، وخاصة كرة القدم من خلال انتظام انطلاق الدوريات لمختلف الدرجات، وأبرزها دوري المحترفين غير المطبق في العديد من دول الجوار التي تسبقنا كثيرا في اللعبة، إضافة إلى توفر الملاعب، وإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وخوض اللقاءات الودية التي لم تكن بحجم البطولة، ومع ذلك تغير الوضع كثيرا، ولا يوجد أي حجة للفشل مجددا.
الجماهير تنتظر الكثير من البطولة التي تشكل بارقة الأمل الأخيرة لها، لحفر اسم فلسطين في البطولات الخارجة الذي لم نستطع تحقيقه بعد، خاصة بعد فشل أنديتنا بإحراز بطولة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي وعدم قدرتها على التأهل لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي بعد الخروج على يد أندية ضعيفة ومجهولة.
حق الجماهير الفلسطينية أن تحلم باللقب كغيرها من شعوب العالم، ليس جريمة، وكلامها ليس نقدا أو للتقليل من منتخبها أو استباقه للفشل قبل البداية، بل على العكس من ذلك فهي تتمنى منه رفع راية فلسطين في عالم الرياضة باعتبارها من ستؤكد وتدعم قضيتنا.
وآخر الكلام .. الجماهير الفلسطينية تريد لقب التحدي هذه المرة ولا تريد أن تبقى تحلم، وتتمنى أن يكون منتخبها على قدر المسؤولية وينجح في هذه المهمة غير المستحيلة.