"سوا" الأذن الصاغية لكل فلسطيني يتعرض للعنف
نشر بتاريخ: 15/05/2014 ( آخر تحديث: 15/05/2014 الساعة: 10:00 )
رام الله- معا - تعتبر النساء والأطفال أكثر الفئات تعرضاً للعنف والقهر والإستغلال، كونهم مستضعفين بالمجتمع، ناهيك عن الصعوبة في التعبير عما يتعرضون له، ومقاومتهم للعنف المسلط عليهم، من هنا جاء خط حماية الطفل الفلسطيني 121 لتقديم خدمة الدعم والارشاد الاولي لضحايا العنف بكافة أشكاله، ولإعطائهم مساحة كافية للتعبير عما يشعرون به ومساعدتهم في التفكير لإيجاد حل لمشاكلهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للاسرة الذي يصادف في الخامس عشر من ايار من كل عام والذي اعلنته الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1993 ويراد به ان يعكس الاهمية التي يوليها المجتمع الدولي للاسر ويتيح الفرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالاسر وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية المؤثرة فيها اصدرت مؤسسة "سوا" بيانا اكدت فيه ان الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الفلسطيني كثيرة ومختلفة، منها اعتبار المرأة أقل قدر اًو قدرة من الرجل وبناءا على ذلك تُحرم من حقوقها الأساسية اضافة الى العادات والتقاليد المنبثقة من الثقافة الذكورية المهيمنة على المجتمع.
وحسب "سوا" تشير بيانات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني لسنة 2013 إلى أن النساء اللواتي سبق لهن الزواج أكثرعرضة للعنف، وأن امرأة من كل اثنتين في قطاع غزة تتعرض للعنف الأسري مقابل واحده من كل ثلاث نساء في الضفة الغربية.
واكدت سوا أن العنف الجسدي منتشر بنسب مرتفعة مقارنة مع تلك المسجلة عالميا، حيث تصل النسبة في قطاع غزة إلى % 34.8 وفي الضفة الغربية إلى % 17.4 وتدلّ الأبحاث والاحصائيات أن النسبة الأكبر من النساء المتزوجات تتعرض لعنف نفسي، بينما النساء الغير متزوجات أكثرعرضة للعنف الجسدي، وبشكل خاص ذوات السنّ الأصغر.
وخلال العام 2013 تلقى خط حماية الطفل والمرأة الفلسطيني طلب مساندة ومساعدة من قبل 24388 شخصاً من كلا الجنسين كانت النسبة الأكبر من الاتصالات تتوجه لطلب معلومات واستشارات، مما يلزم الطاقم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بالقضايا التي تهمّ المتصلات، برزت ستة مؤشرات للأسباب المرتبطة باتصالات الاناث: الصحة العقلية النفسية والاجتماعية، علاقات مع الأقران، الاساءة والعنف،علاقات أسرية، الصحة الجسدية، وأمور أخرى تتعلق بالدراسة، حيث يشكل العنف النفسي أعلى نسبة من بين أنواع العنف الذي تتعرض لها الاناث، بحيث تصل إلى % 31، يليها العنف الجسدي بنسبة % 29 ، والعنف الجنسي بنسبة % 21، والإساءة % 19، - ونود التنويه أن هذه الأرقام ليست مؤشر وطني وانما ما تم توثيقه من الاتصالات على الخط 121 - .
أهيلة شومر مديرة مؤسسة سوا قالت أن العائلة هي مؤسسة اجتماعية وهي الوسيط الرئيسي بين شخصية الفرد و الحضارة الاجتماعية التي ينتمي اليها وتعتبر الاسرة هي مصدر الامن و الامان للفرد فكم بالحري عندما يعيش النساء والأطفال داخل الأسر العنيفة التي تشكل مصدر للقلق والخوف وعدم الأمان وعليه ومن خلال مؤسسة "سوا" نعمل على محاربة العنف بكافة اشكاله لتمكين النساء و الاطفال من للعيش بكرامة واحترام و أخذ دور فاعل في المجتمع.
فلورا سلمان مسؤولة الارشاد في مؤسسة سوا اكدت بأن من تعرضوا للعنف يجدون صعوبة في الحديث عما حدث معهم، يترددون ويخافون التوجه لطلب لمشورة بسبب الخوف من التذنيب والقاء اللوم عليهم، وبالذات اذا ما تعرضوا لعنف جنسي، كونه من المواضيع المحرمة اجتماعياً، لذا فهم بحاجة للتوجه إلى شخص يشعرون معه بالثقة والأمان ويمنحهم المساحة الكافية للتفريغ، ليشاركوه تفاصيل لا يستطيعون مشاركتها لاحد، ومن الضروري أن يتحلى هذا الشخص بمبادئ وأخلاقيات المهنة أهمها التأكيد على السرية والخصوصية، الإصغاء، عدم إلقاء اللوم أو اصدار الأحكام، الإحتواء، وغيرها مما تساعد، ويشجع المتوجه على سرد تفاصيل أخرى.
وتضيف سلمان بالعنف الجنسي تحديدا أنه قد يكون مر على الحدث الذي تعرض له الشخص سنوات قبل توجهه لطلب المساعدة، ظناً منه انه تجاوز الموضوع، وبمجرد تعرضه لأي مثير يتعلق أو يذكره بالحدث، فمن الممكن أن يعود ويسترجع الحدث بكل حيثياته وتفاصيله، لذا من المهم جداً توجه الشخص للعلاج والارشاد مباشرة بعد التعرض لأي حدث عنيف ليتلقوا الارشاد في كيفية مواجهة ما تعرضوا له واكمال حياتهم بشكل طبيعي.
وذكر المحامي جلال خضر المستشار القانوني لمؤسسة سوا ومدير خط حماية الطفل الفلسطيني إن سوا هي الأذن الصاغية لضحايا العنف على مدار الأسبوع، 16 ساعة يومياً، مستخدمةً احدث وسائل الإتصال المتاحة.
و أوضح خضر بأن التوجه لطلب المساعدة يعتبر خطوة مفيدة وبداية تغيير صعبة، وسوف تضفي الايجابية على حياتهم، وما جعل الخط ينال ثقة شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني.
وأكد خضر أن سوا تطمح لاستمرار مواصلة دربها في الإحتراف في تقديم الدعم النفسي الأولي لمتضرري العنف بكافة أشكاله وبأعلى مستوياته المهنية، ومن خلال استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة، فقد تم تجهيز مركز الإستماع ليلبي حاجة الجمهور الفلسطيني في حالة الطارئ، كذلك تم تأهيل وتدريب كوادر في الدول المجاورة مثل السودان والعراق وغيرها.