الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مخيم شعفاط... معاناة مزدوجة بين تضييق الاحتلال وتقليصات الوكالة

نشر بتاريخ: 16/05/2014 ( آخر تحديث: 16/05/2014 الساعة: 16:08 )
القدس - خاص معا - نكبة مستمرة منذ عقود يعيشها سكان مخيم شعفاط الذي يقع على الطرف الشمالي لمدينة القدس ولا يبعد عنها سوى خمسة كيلومترات.. وهو المخيم الوحيد الذي يقع في منطقة ما يسمى نفوذ بلدية القدس الاسرائيلية.

يعيش في المخيم حوالي 23 الف مواطن مقدسي، من بينهم 12 الف لاجئ مقيد في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، على مساحة لا تتجاوز الـ 200 دونم، وهو الحي الأكثر افتقاراً للخدمات والمعيشة في المدينة.

وفي ذكرى النكبة الـ 66 يتجدد الأمل لدى من عايشوا النكبة ومن بعدهم أجيال عايشوا وما زالوا أشكال أخرى للنكبة، ويحلمون بالعودة الى القرى التي هجروا منها.
|280045|
أحد سكان المخيم ومنسق اللجنة الشعبية الوطنية لمقاومة التهويد خضر سلامة يصيف ما يحدث اليوم في المخيم بأنه أصعب من أيام النكبة، بسبب الإجراءات العنصرية الاحتلالية ضد ابنائه المتمثلة بالمداهمات والاعتقالات الشبه يومية، ونقص الخدمات والتضييق على مصدر الرزق والمعيشة، وقطع المياه عن 80 ألف مواطن يعيشون في المخيم وفي عدة مناطق محيطة به بشكل متكرر.

وأضاف سلامة في لقاء مع مراسل معا :"أن أهالي المخيم يحلمون بالعودة الى قراهم ومدنهم ال55 التي هجروا منها لأن معاناتهم اليوم لا تزال مستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد سكانه اليوم أن حريتهم وكرامتهم ستعاد في مدنهم وقراهم التي هجروا منها، لعلمهم أن وجود المخيم هنا هو مؤقت حتى العودة".
|280046|

الخدمات المقدمة من قبل وكالة الغوث
وقال سلامة ان وكالة الغوث هي المسؤولة عن تقديم الخدمات لسكان المخيم كالتعليم والصحة والنظافة، الا أن الكثير من الخدمات التي يحتاجها السكان تقوم اللجنة الشعبية في المخيم بتقديمها، خاصة اعمال التصليح وتأهيل البنية التحتية، مشيرا الى وجود مدرسة للذكور تابعة للوكالة تضم 900 طالبا ومدرسة للإناث تضم 1500 طالبة وعيادة صحية واحدة.

وبين سلامة ان وكالة الغوث كانت تقدم خدمات متنوعة للاجئين من غذاء وقرطاسية وخدمات صحية، لكن بسبب نقص الميزانيات تم تقليص الخدمات وإلغاء توزيع المؤن على السكان بذريعة حملهم الهوية الزرقاء المقدسية وتقاضيهم مخصصات التأمين الوطني.
|280047|

تاريخ المخيم
وأوضح سلامة ان سكان المخيم كانوا يقيمون في منطقة كانت تسمى "مخيم المعسكر" بعد هجرتهم من مدنهم وقراهم عام 1948، وكان يضم حارة الشرف وحاكورة السكناج وحارة المغاربة في القدس القديمة، وقد عملت وكالة الغوث على تقديم خدمات الاغاثة لهم، لكن بسبب الوضع الإنساني السيء للسكان، جرى الاتفاق عام 1964 بين وكالة الغوث والحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الإنشاء والتعمير على نقل وتفريغ سكان حارة الشرف إلى منطقة تم استئجارها من أهالي قرية شعفاط سميت فيما بعد بمخيم شعفاط، وبعد نكسة عام 1967 تم تهجير سكان حارة الشرف إلى المخيم الحالي فيما لم يتجاوز عدد العائلات المهجرة 2500 عائلة.

وقال سلامة انه وخلال السنوات الأولى لبناء المخيم، عاش سكانه دون الحد الأدنى من الخدمات، بحيث وزعت غرف عليهم حسب عدد أفراد العائلة، بينما انتشرت المراحيض العامة في الشوارع دون أبواب، وكانت مياه الشرب عامة تفتح لمدة ساعتين فقط يوميا ويصطف اللاجئون للحصول على كميات المياه، وكانت تتوفر بالمخيم مدرستان ومركز شباب اجتماعي داخل مدرسة ووكالة صحية.

|280048|
وأضاف وبسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة، شكل أهالي المخيم لجنة عام 1973 استطاعوا من خلالها توفير الكهرباء للمنازل عبر شركة الكهرباء، واستطاعوا عام 1975 عبر اللجنة الأردنية الفلسطينية المشتركة الحصول على تمويل وبناء شبكة مياه خاصة بالمخيم.

حرب على المخيم
وأشار سلامة لمراسلة معا الى ان الاحتلال يحاول بسط سيادته على المدينة المقدسة وأحيائها من خلال هدم المنازل وفرض الضرائب وسحب الهويات واقتحام الاقصى، وكل الأحياء والقرى المقدسية تعاني من ارهاب اليمين المتطرف واعتداءاته.

|280049|
وأوضح سلامة ان الاكتظاظ يعتبر من أكبر المشكلات التي يعاني منها سكانه بسبب عدم وجود مساحات في المخيم، فيما ترفض سلطات الاحتلال الموافقة على توسيع مساحته، ويخلق ذلك الاكتظاظ أعباء صحية وبيئية (لان الوكالة تقدم خدماتها للمسجلين فقط)إضافة إلى تزايد ظاهرة العنف الأسري.

وفي إطار تهويد القدس وعزل المخيم اوضح سلامة ان الاحتلال تمكن من عزل 40 ألف نسمة يحملون هوية القدس ببناءه جزءا من جدار الفصل العنصري في المخيم، وقد تم التوجه عام 2004 للمحاكم الإسرائيلية وللمحكمة العليا لمنع بناء جدار الفصل في ارض المخيم، لكن هذه المحاكم شرعت بناء الجدار وعزل المقدسيين عن مدينة القدس، وهدم عام 2000 بسببه نحو 17 منزل.

ويفصل الجدار مخيم شعفاط عن مدينة القدس، مما يؤثر على وصول السكان إلى مرافق التعليم والرعاية الصحية بالمدينة، ويصعب على بعض السكان خارج المخيم الوصول إلى الخدمات داخل شعفاط، خاصة بالنسبة لمركز التأهيل المجتمعي الذي يزوره مرضى من مناطق تقع «داخل» الجدار، فيما شهد الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم استشهاد عدد من المواطنين لمنعه دخول سيارات الإسعاف، وتعرضت مجموعة من المنازل للحريق الكلي بعد تأخير دخول سيارات الإطفاء.

|280051|
وأشار سلامة الى ان بلدية القدس حاولت نقل المخيم إلى منطقة واد الجوز بذريعة التطوير وتردي الوضع الإنساني، لكن الأهالي رفضوا المخطط الذي يستهدف إلغاء المخيم والتخلص من حقوقهم بالعودة.