الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراقع يدعو إلى تبني إستراتيجية لدعم الاسرى

نشر بتاريخ: 16/05/2014 ( آخر تحديث: 16/05/2014 الساعة: 16:27 )
القدس - معا - دعا وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع خلال كلمته التي ألقاها أمام مجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الخميس إلى تبني إستراتيجية عربية إعلامية لدعم قضية الاسرى الفلسطينيين على كافة المستويات والى التحرك لإنقاذ حياة الاسرى الإداريين المضربين عن الطعام.

اجتماع وزراء الإعلام العرب قد خصص جلسة له حول قضية الاسرى، وبحضور الدكتور نبيل العربي أمين عام الدول العربية والدكتور محمد المومني رئيس الدورة الـ45 لمجلس رؤساء الإعلام والدكتورة هيفاء ابو غزالة الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام والاتصال وعبد العزيز خوجة رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب وسفير فلسطين الدكتور بركات الفرا.

إستراتيجية عربية إعلامية:
وقد دعا قراقع في كلمته الرئيسية وزراء الإعلام العرب إلى تبني إستراتيجية عربية إعلامية تلقي الضوء على قضية الاسرى من كافة الجوانب وذلك بتخصيص مساحات واسعة في وسائل الإعلام العربية لقضية الاسرى والتركيز على أهمية تدويل قضية الاسرى اعلامياً بالتزامن مع انضمام فلسطين الى المعاهدات والاتفاقيات الدولية وإبراز الانتهاكات الجسيمة بحق الاسرى في وسائل الإعلام العربية.

وطلب قراقع عقد مؤتمرات ولقاءات إعلامية حول الاسرى وإبراز شهادات لأسرى محررين وعائلاتهم وإنتاج أفلام وثائقية تحاكي واقع الاسرى بالسجون وإطلاق حملة إعلامية عربية مساندة للأسرى وحريتهم وإصدار نشرات باللغات المختلفة توزع على كافة سفارات الدول العربية في العالم.

ودعا قراقع إلى إنشاء فضائية عربية خاصة حول الاسرى والى عقد مؤتمر إعلامي عربي في وقت قريب يركز على كافة الجوانب المتعلقة بالأسرى والدور الإعلامي العربي، والى تبني الحملة الدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي وكافة الاسرى، ودعم الإعلام الفلسطيني المساند لقضية الاسرى.

وأكد قراقع على أهمية توحيد الخطاب الإعلامي العربي في الدفاع عن حقوق الاسرى ومواجهة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الذي يشوه واقع المعتقلين ويتعامل معهم كأنهم ليسوا من البشر.

دعم إضراب الاسرى الإداريين:
ودعا قراقع في كلمته إلى التحرك العربي العاجل لإنقاذ حياة ما يزيد عن 150 أسيرا مضرباً عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري، وان تلعب وسائل الإعلام العربية دوراً مسؤولاً في كشف قوانين الاحتلال الجائرة التي يناضل الاسرى الإداريين لإسقاطها.

وشرح قراقع ان خطر الموت يحدق بالمضربين وان جرائم حرب وانتهاكات وحشية تمارس بحقهم مما يتطلب التحرك وتخصيص وقتاً كبيراً لإبراز هذه القضية النضالية على كافة المستويات.

وأشار قراقع ان إسرائيل تمارس الاعتقال الإداري كوسيلة انتقامية من الاسرى ولا تستند في إجراءاتها لأي قانون أو اعتبار إنساني وحقوقي, وان الدفاع عن الاسرى هو دفاع عن القيم والمبادئ والعدالة الإنسانية.

التصدي لعسكرة الإعلام الإسرائيلي:
وطلب قراقع من وزراء الإعلام العرب وضع رؤية للتصدي للإعلام الإسرائيلي الذي يمتاز بالعسكرة وأصبح جزءاً من المؤسسة الأمنية في إسرائيل ويلعب دوراً في صناعة القرار السياسي في إسرائيل مبرزاً التصريحات الحاقدة والتحريض الإعلامي الإسرائيلي المسموم على الاسرى والدعوات إلى قتل الاسرى وخنقهم بالغاز وتأثير ذلك أيضا على تنامي موجة التطرف بوضع تشريعات وقوانين جائرة بحق المعتقلين في السجون.

واعتبر قراقع ان الصحافة الإسرائيلية قادت هجوماً على الاسرى وخلقت أجواءً عدائية قادت إلى فرض إجراءات مشددة وخطيرة على حياة الاسرى بالسجون.

شكر للامين العام:
وكان قراقع قد التقى الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية وشكره على دوره الرئيسي في تبني دعم قضية الاسرى وانضمامه إلى الحملة الدولية لإطلاق سراح البرغوثي، وتخصيص الجلسات في مقر جامعة الدول العربية في كافة دوراتها على مستوى المندوبين لقضية الاسرى بالسجون وركز قراقع في لقائه مع العربي على أهمية التحرك العاجل لإنقاذ حياة الاسرى المضربين عن الطعام واتخاذ مواقف عربية جدية قبل ان يسقط شهداء في صفوف المضربين.

نص كلمة قراقع أمام مجلس وزراء الإعلام العرب:


معالي السيد الأمين العام الدكتور نبيل العربي
معالي الدكتور محمد المومني رئيس الدورة 45 لمجلس وزراء الإعلام العرب
السيد نائب الأمين العام أحمد بن حلي .
معالي السادة وزراء الإعلام العرب .
معالي السادة رؤساء الوفود كلا باسمه ولقبه .
معال الدكتورة هيفاء أبو غزاله الأمين العام المساعد لشؤون ألإعلام والاتصال.
معالي الوزير عبد العزيز الخوجه ، رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب .
بداية أنقل لكم تحيات السيد الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين ، تحيات رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد لله الذين يثمنون جهودكم العظيمة وإعطاء هذه المساحة الهامة والخاصة بقضية الأسرى في اجتماعكم الموقر هذا اليوم كما وأنقل لكم تحيات الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب القابعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحيات عائلاتهم وهم يتطلعون بكل أمل معكم إلى ذلك اليوم الذي ينعم فيه شعبنا بالحرية والاستقلال والانعتاق من براثن وقيود الاحتلال

السيدات والسادة يتزامن اجتماعكم اليوم مع إحياء شعبنا للذكرى 66 لنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من قراه ووطنه على يد العصابات الصهيونية عام 1948 ومع إعلان الأمم المتحدة بأن عام 2014 هو عام التضامن مع الشعب الفلسطيني أملاً أن يكون عاماً عربياً ودولياً يقرر فيه العالم إنهاء أطول إحتلال في التاريخ المعاصر وتمكين شعبنا المناضل من حق تقرير مصيره وانتصار الشرعية والعدالة الدولية على الظلم والاستعباد وليعيش شعبنا في سلام وكرامة ككل شعوب الأرض .
وتأخذ دورتكم المنعقد اليوم أهمية خاصة في ظل تطور إستراتيجي وهام في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تتمثل بإعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة عضو مراقب وقرار القيادة الفلسطينية الانضمام لخمسة عشر إتفاقية ومعاهدة دولية بكل ما يعني ذلك من إرتقاء وتطور في مفهوم الشخصية القانونية للأسرى ومكانتهم كاسري دولة فلسطين المحتلة وكمناضلي حرية واسري حرب يكتسبون صفات المحارب القانوني وفق اتفاقيات جنييف ومبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة وميثاقها مما يتطلب من المجتمع الدولي ومؤسساته العمل والتحرك لتوفير الحماية لشعبنا وأسرانا وإلزام إسرائيل كدولة قائمة بالاحتلال على تطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية على المعتقلين في سجونها ومعسكراتها.
جئت أيها السيدات والسادة إلى اجتماعكم اليوم قادماً من فلسطين المحتلة وتنتابني حالة قلق شديدة على حياة وصحة 150 أسيراً مضربين عن الطعام لليوم الواحد والعشرين على التوالي احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري التعسفي والجائر ومن ضمنهم أسيرين مضربين منذ شهور هما الاسير أيمن طبيش المضرب منذ اعتقاله الإداري منذ 70 يوم والأسير عدنان شنايطة المضرب منذ 50 يوماً ويقبعان في حالة خطيرة في المستشفيات الإسرائيلية وأود أن أعلكم أن أحدى الإسيرات قد انضمت للإضراب منذ أربعة ايام وهي الأسيرة المحامية شيرين العيساوي من سكان القدس .
انني أخشى أن يسقط شهداء في صفوف المضربين الذين يمرون في أحوال صحية سئية للغاية وقد أصبح شبح الموت يحلق فوق رؤوسهم لاسيما أن بينهم مرضى وكبار في السن ونواب في المجلس التشريعي تمارس بحقهم وسائل البطش والقوة والعزل والمضايقات من قبل سلطات الاحتلال بهدف كسر إضرابهم ولإفشال مطالبهم .
لقد حملني الأسرى المعذبون رساله لكم يناشدوكم فيها بالعمل والتحرك العاجل على كل المستويات حتى لا تحدث مأساة وجريمة بحقهم لاسيما انهم مصممون على مواصلة الإضراب وقد رفعوا شعار الحرية أو الشهادة .
إن الأسرى يخوضون معركة الجوع بامعائهم وإرادتهم ضد قانون إسرائيلي يسمى قانون الاعتقال الإداري الذي استخدمته إسرائيل وسيلة للانتقام من الأسرى وبطريقة غير قانونية وظل سيفاً مسلطا على رقاب الآلاف من أبناء شعبنا منذ بداية الاحتلال وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي لازالت تطبق هذا النوع من الاعتقال .
لقد أصدرت سلطات الاحتلال ثلاثة وعشرون الف أمر أعتقال إداري منذ عام 2000 بحق الأسرى وأستخدمته كروتين وأداه سهلة وبديلة عن الإجراء الجنائي حيث يجدد هذا الاعتقال بشكل مستمر دون تقديم لآئحة اتهام أو محاكمة عادلة ودن أن يعرف الأسير سبب أعتقاله أو متي سيفرج عنه . وقد وصف الأسرى هذا القانون بحكم المؤبد بالتقسيط ومن هنا ومن تحت سقف جامعة الدول العربية وبحضور وزراء الإعلام العرب والأمين العام أوجه للأسرى في معركة الإرادة والحرية كل التحية والمحبة والوفاء .

السيدات والسادة .
لأنني أقف اليوم أمام وزراء الإعلام العرب المحترمين وفي هذه الدورة المميزة والتي تأتي بعد سنوات فمن الأهمية أن يعلم الجميع أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعتقلت منذ عام 1967 ما يقارب 850 الف مواطن فلسطيني " ربع الشعب الفلسطيني " ومن كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وأنه ما زال يقبع حتى الآن في سجون الاحتلال 5200 أسير فلسطيني وعربي موزعين على 22 سجن ومعسكر ومركز توقيف داخل إسرائيل من بينهم 476 أسير صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات ويتواجد في السجون 19 أسيرة فلسطينية و200 طفل قاصر أعمارهم اقل من 18 عام و200 معتقل إداري و11 نائباً منتخب في المجلس التشريعي وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات ويقضي 30 أسير أكثر من عشرين عام في السجون أقدمهم الأسير كريم يونس الذي أمضى 32 عاماً في السجن وتقضي الأسيرة لينا جاربوني أطول فترة في السجون وهي 12 عام .
وتعتبر الاعتقالات ظاهرة يومية وجزء من منهج دائم لسلطات الاحتلال وقد بلغ مجموع حالات الاعتقال 2013 ثلاثة الاف وثمانمائة وأربعة وسبعون حالة أعتقال وأن متوسط الاعتقالات قد بلغت 323 حالة شهرية وما يقارب 11 حالة يومياً وأن 75% من مجموع الاعتقالات عام 2013 كانت بحق الأطفال القاصرين . وقد سقط في سجون الاحتلال منذ عام 1967 مائتان وخمسة شهداء بالتعذيب أو الإهمال الطبي أو القتل العمد أو الإعدام خارج نطاق القضاء ، وأن حرب صامته ومبرمجه لازالت تجري على أجساد الأسرى بهدف سحق هويتهم النضالية والإنسانية وتحويل السجون إلى بديل لحبل المشنقة و لا تستغربوا أن أقول لكم أن هذه الأوضاع الصعبة القاسية التي يعيشها الأسرى أحد أسبابها الرئيسية هي النزعة العسكرية للإعلام الإسرائيلي وللتربية والثقافة القومية المتطرفة التي تسود المجتمع الإسرائيلي والتي تحتاج إلى خطاب إعلامي عربي يكشف ويعري دولة الاحتلال كدولة ابرتهايد فاسدة أخلاقياً وقانونياً وسياسياً وكدولة تتصرف كأنها فوق القانون الدولي مستهترة بكل القيم والمبادئ الإنسانية العالمية .
ومجرد قراءة للعناوين الصارخة في وسائل الإعلام الإسرائيلي والتصريحات الحاقدة لمسؤولين وكتاب إسرائيليين أو دراسة لمناهج التعليم في المداس الإسرائيلية سوف نجد ان هناك تحريضاً عنصرياً وحاقداً واسعاً وشاملاً بشكل منهجي على الأسرى بتجريدهم من إنسانيتهم ووصفهم بأوصاف بذيئة وكانهم ليسوا من البشر .
إن هذا التحريض الإعلامي والثقافي لعب دور أساسي في صناعة القرار السياسي في إسرائيل بتشديد الإجراءات القمعية على الأسرى والانقضاض على حقوقهم وكرامتهم ولعب دور في صياغة قوانين وتشريعات تعسفية ولا إنسانية بحق الأسرى .
لقد تنامت موجة التحريض والتشويه الإعلامي الإسرائيلي لواقع الأسرى في السنوات الأخيرة مصحوبة بالعداء والكراهية والدعوات إلى قتل الأسرى والانتقام منهم والمطالبة بعدم الإفراج عنهم إلى درجة أن رئيس وزراء إسرائيل عام 2011 بعد أن نشرت أحدى الصحف الإسرائيلية صورة للأسرى وهم يتناولون طعامهم داخل السجن والتحريض الإعلامي على الأسرى بإدعاء أنهم يعيشون في فنادق خمس نجوم أن أتخذ سلسلة من الإجراءات الوحشية بحق الأسرى بحرمانهم من زيارات الأهالي ومن التعليم ومن عزلهم انفرادياً وقادت الصحافة الإسرائيلية هجوماً على الأسرى وخلقت أجواء عدائية حيث تحولت إلى جزء لا يتجزاء من المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل .
إن الصحافة الإسرائيلية ووسائل الإعلام والتربية الحاقدة في المدارس الإسرائيلية هيأت لمجموعة من أعضاء الكنيست في إسرائيل بوضع مشاريع قوانين عنصرية وظالمة ضد الأسرى والتي كان آخرها مشروع قانون يمنع المحاكم في إسرائيل أو رئيس الدولة من الموافقة على الإفراج عن أسرى في أتفاق سياسي أو صفقة تبادل بهذا الشأن وكذلك مشروع قانون لإجبار الأسرى المضربين عن الطعام على تناول الطعام بالقوة ومشاريع قوانين أخرى كمشروع المقاتل غير الشرعي وغيرها .
وفي ظل ذلك تنامت الدعوات من أعضاء اليمين المتطرف والصحفيين في إسرائيل للمطالبة بقتل الأسرى وخنقهم بالغاز السام كما ورد على لسان الصحفي الإسرائيلي " ايال جيفن " ودعوة وزير الاقتصاد الإسرائيلي "نافتالي بنت" مؤخراً ان يموت الأسرى بالسجن لا أن يحتفلوا في منازلهم حسب قوله ودعوة وزير الجيش الإسرائيلي سابقاً " يهود باراك" عندما قال دعوا الأسرى يتعفنوا بالسجون وتصريح وزير الأمن الداخلي الأسبق "إسحاق هنجبي" عقب إضراب الأسرى عن الطعام قائلاً دعوهم يموتون وما صدر عن كبار الحاخامات في إسرائيل من دعوات وفتاوى لإقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين .
السيدات والسادة
من الأهمية أن نرصد تأثير الإعلام والثقافة في إسرائيل على صناعة القرار والراي العام فيها وقدرتها على تحويل هذا الرأي إلى سياسات قمعية تجاه الأسرى وهنا علينا أن نقرا مئات الشهادات حول الاعتداء والتعذيب والتنكيل بالمعتقلين علي يد الجنود والمحققين والمستوطنين وهذا من خلال اعتقالهم واستجوابهم بالبساطير وأعقاب البنادق واستخدام الكلاب المتوحشة والصعقات الكهربائية والتحرش الجنسي خاصة مع الأطفال وإجبارهم على التعري والقرفصة وتقليد اصوات الحيوان وشرب البول بدل الماء وشد القيود وممارسة أشكال التعذيب بوسائل محرمة دولياً وانتزاع اعترافات بالقوة واستخدام الأسرى دروع بشرية وغيرها من الممارسات المشينة والقاسية التي يتعرض لها الأسرى ومن الأهمية ايضاً أن نقرا كتاب " توراة الملك للحاخام الإسرائيلي /يوسف التسور" الذي دعى فيها إلى قتل غير اليهود وأعتبر مدونة السلوك للجيش الإسرائيلي وكذلك أن نقرا كتاب "كسر الصمت" الذي ألفه الجنرال الإسرائيلي "يهود شاؤل" والذي يروي فيه سلوك الجيش الإسرائيلي الذي وصفه بأنه تحول إلى وحش وأن نعيد مشاهدة ما بثته المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام في إسرائيل من صور لجنود ومجندات يستمتعون ويرقصون على جانب أسرى وأسيرات مقيدي الايدى ومعصوبي الأعين في أوضاع قاسية ومهينه وكأنهم اقل من البشر وتصويرهم كغنائم صيد وأداه للتعذيب والتسلية والاستمتاع .
أن الصحافة ووسائل الإعلام في إسرائيل قد نجحت في صناعة قرار الهجوم على الأسرى ووصل ذلك الى سلطة القضاء في إسرائيل التي تعتبر الساحة الخلفية لدولة الاحتلال والعمود الفقري لجهاز سلطة الاحتلال في الأراضي المحتلة ، بل إن الاحتلال تحت غطاء القانون يكرس ويعمق وجوده بتشريعات عسكرية وعنصرية مخالفة لابسط قواعد القانون الدولي .
وللأسف الشديد لقد نجحت وسائل الإعلام الإسرائيلي المدعومة سياسياً بإبراز قضية الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط " على المستوى الدولي والتأثير على الرأي العام العالمي في حين أن وسائل إعلامنا أخفقت في إبراز معاناة الأسرى ورموزهم وخاصة أن العالم لا يعرف اسم اقدم أسير ويقضي اطول فترة في سجون العالم لم يقضها حتى نلسون مانديلا وهو الأسير كريم يونس والعالم لا يعرف أن أسيرا فلسطينياً أسمه سامر العيساوي اضرب عن الطعام أطول إضراب في التاريخ لمدة خمسة شهور احتاجا على اعتقاله التعسفي والعالم لا يعرف أن هناك أسرى مرضى بالسرطان ومعاقين وتجارب طبية تجرى على أجساد المرضى وان سقوط ستة شهداء في العامين المنصرمين وفي زمن قصير سابقة تشير إلى وجود إرهاب رسمي منظم وجرائم متعمده بحق الأسرى .
السيدات والسادة ،،
إننا نتطلع من خلال مؤتمركم إلى ربيع إعلامي عربي ممنهج ووفق خطة إستراتيجية متكاملة ومتعددة الأشكال يسلط الضوء على قضية الأسرى بكل جوانبها وتؤدي إلى حضور دائم وقوي لها في وسائل الإعلام العربية المتعددة المرئية والمسموعة والمطبوعة والإليكترونية عبر تخصيص مساحات كافية لها .
إن قضية الأسرى بحاجة إلى إعلام عربي يدعمها ويساندها ويسلط الضوء على ملفاتها المتعددة ويفضح ما يقترفه السجان الإسرائيلي ومؤسسة الاحتلال الحاكمة بحق الأسرى من انتهاكات جسيمة تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولكل هذا أتمنى على اجتماعكم تبني التوصيات التالية :
1 – دعم مطالب الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام وتحميل إسرائيل المسؤولية عن حياتهم وصحتهم ودعوة الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الدولي والصليب الأحمر الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالبهم ووقف سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقهم ، وأن يعقد مؤتمر صحفي اليوم لدعمهم لما في ذلك من أهمية لأن كل يوم يمر هناك خطر على حياتهم .
2 – تخصيص مساحات واسعة في وسائل الإعلام العربية لقضية الأسرى ومعاناتهم خاصة المرضى والأطفال والإداريين اعتقال القادة والنواب والنساء .
3 – التركيز إعلامياً على أهمية تدويل قضية الأسرى وإبراز تأثير الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية على المكانة القانونية للأسرى بصفتهم أسرى حرية والرد على الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الذي يصف الأسرى بالإرهابيين ولا يعترف بانطباق اتفاقيات جنييف عليهم ولا على الأراضي المحتلة .
4 – إبراز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى وفضحها في وسائل الإعلام العربية كالتعذيب واعتقال القاصرين والإهمال الطبي والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والشهداء الأسرى بالسجون وعمليات القمع والمضايقات على الأسرى بالسجون وحرمانهم من حقوقهم السياسية واحتجاز جثامين الشهداء والمحاكمات غير العادلة في المحاكم الإسرائيلية وكذلك الاختطاف والإبعاد وغيرها من الانتهاكات الجسيمة .
5 – إنتاج أفلام وثائقية قصيرة تحاكي واقع الأسرى وتعرف على معاناتهم ومعاناة ذويهم وتناقضها مع القانون الدولي واتفاقيات جنييف وتعرض على شاشات الفضائيات العربية .
6 – دعم الإعلام الفلسطيني المساند لقضية الأسرى وتبني عقد مؤتمرات ولقاءات إعلامية تقدم من خلالها شهادات حية من قبل الأسرى وذويهم وتأثير الاعتقال والسجن على الأسرى بعد تحررهم من الأسر .
7 – دعم وتأييد الحملة الدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي وكافة الأسرى والتي أطلقت من جزيرة روبن إيلاند ومن زنزانة نيلسون مانديلا في 27/10/2013 ، وهنا أشكر معالي الأمين العام نبيل العربي على انضمامه وتأييده للحملة .
8 – إنشاء فضائية عربية خاصة بالأسرى .
9 – إطلاق حملة إعلامية مساندة للأسرى ولحريتهم يبدأ بمؤتمر إعلامي يضم أبرز المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي .
10 – إصدار النشرات بلغات غير عربية وتوزيعها على كافة السفارات العربية في العالم .
11- عقد الندوات الإعلامية حول الأسرى وتخصيص حلقة شهرية في التليفزيون العربي الرسمي في كل بلد عربي .
12 – تبني دعم موقع إلكتروني عربي باللغتين العربية والإنجليزية يختص بقضية الأسرى .
13 – إبراز وسائل التحريض في المناهج التربوية الإسرائيلية على الأسرى وتخريج طلاب يصبحون جنود وسجانين مسمومين وحاقدين .
14 – استضافة شخصيات اسري وأسيرات محررين وأهالي أسرى وتنظيم ندوات إعلامية وإيصال صوتهم ومعاناتهم إلى الشعوب العربية .
15 – الدعوة إلى عقد مؤتمر إعلامي عربي تحت رعاية جامعة الدول العربية في القريب العاجل لوضع إستراتيجية إعلامية للدفاع عن الأسرى وفضح الانتهاكات الخطيرة التي تمارس بحقهم في السجون على كافة المستويات ونقترح يوم 27/11من هذا العام يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني .

السيدات والسادة ،،
أشكركم مرة أخرى مؤكداً لكم أننا نملك كل الإمكانيات الإعلامية والطاقات الثقافية و الفكرية في الدفاع عن حقوق أسرانا والتأثير على الرأي العام الدولي وصناع القرار بالعالم ومواجهة دولة الاحتلال إعلامياً وثقافياً كدولة غارقة في العنف والعنصرية والفصل الدولة الثانية بعد جنوب أفريقيا سابقاً كدولة ابرتهايد في المنطقة تشكل خطراً على السلام والديمقراطية والقيم الإنسانية .
التحية لكم
الحرية للأسرى
المجد للشهداء