جمال محمود لموقع الفيفا : فلسطين ستقاتل في كأس التحدي
نشر بتاريخ: 17/05/2014 ( آخر تحديث: 17/05/2014 الساعة: 22:16 )
زيورخ - معا : يتطلع منتخب فلسطين لتجاوز كل الصعوبات والتركيز على هدفه الكبير، عندما يخوض من جديد منافسات بطولة كأس التحدي الآسيوي التي ستقام في جزر المالديف اعتبارا من 19 وحتى 30 مايو/أيار الجاري. ففي مقابلة حصرية أجراها موقع" الفيفا " مع المدرب واللاعب الدولي الأردني السابق جمال محمود، الذي يتولى قيادة منتخب فلسطين منذ العام 2011، يؤكد أن هناك هدف للفريق من خلال هذه المشاركة المهمة، الا وهو بلوغ كأس آسيا 2015، وذلك رغم جملة من الصعوبات والظروف التي أعاقت تحضيرات الفريق خلال الفترة الماضية.
منافسة قوية
سيدخل منتخب فلسطين غمار بطولة كأس التحدي بطموح كبير، حيث سينافس في المجموعة الأولى لجانب منتخبات جزر المالديف (صاحب الأرض والجمهور) وأفغانستان ومينمار، فيما تضم المجموعة الثانية منتخبات لاوس وقيرغيزستان والفلبين وتركمانستان، حيث يقول محمود عن هذه المنافسة " لم يعد هناك فوارق بين الفرق المشاركة وكلما تقدم الزمن تصبح كل الحظوظ متساوية تقريباً، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن الجميع يخوض البطولة لنيل اللقب وكسب المقعد الأخير في نهائيات كأس آسيا. من خلال متابعتي للفرق نجد أن تحضيرات العديد منها كانت طيبة، وجدول التصنيف العالمي يظهر تقدم الفلبين وتركمانستان وأفغانستان والمالديف علينا في المراكز، لذلك هي ستدخل بحظوظ وافرة."
وأضاف محمود بالحديث عن فريقه "منتخب فلسطين تعوّد أن يقدم أداءاً جيداً في البطولات، ولن تكون هذه البطولة استثناء من حيث هذا الأمر، نعرف مدى قوة المنافسة في كل مرة، ولكن تعودنا أن نستخرج كامل طاقتنا الايجابية، مثلما فعلنا في تصفيات هذه البطولة، حين سافرنا إلى نيبال وحققنا نتائج باهرة، حين فزنا على بنجلاديش (1-0) وجزر ماريانا (9-0) وتعادلنا مع نيبال (0-0) وتصدرنا المجموعة وبلغنا كأس التحدي."
صعوبات جمّة
كان الحزن بادياً على محيا المدرب الأردني جمال محمود، وفي صوته نبرة ذات الأمر الممزوج بالقلق والحسرة على ما يعترض طريق الفريق الفلسطيني، حيث وصف هذه الصعوبات قائلاً "لم نخض الكثير من المباريات الودية خلال العامين الماضيين؛ المباريات يمكن أن تعد على أصابع اليدين. منذ أن تسلمت المهمة في العام 2011 لعبنا في منافسات الدورة العربية في قطر، ثم خضنا بطولة كأس التحدي 2012 ثم بطولة في غرب آسيا السابعة في الكويت 2013 وشاركنا في تصفيات بطولة كأس التحدي قبل عام تقريباً ولعبنا من جديد في بطولة غرب آسيا 2014. كنت أعتقد أن مشاركتنا في تلك البطولة ستكون منطلقاً جيداً لتحضيراتنا في الأشهر الخمسة التي تسبق كأس التحدي، لكن للأسف لم تسر الأمور وفق ما نريد."
يشرح محمود في هذا الإطار "لم أرافق الفريق في الكثير من الأسابيع وبقيت في عمّان واعتمدت على الجهاز المساعد المتواجد في فلسطين لتدريب اللاعبين المحليين، وسعينا لخوض بعض المباريات الودية، طلبت ثمان مباريات ودية وكان من المقرر أن نواجه الباكستان مرتين، لكنها اعتذرت، ولم نوفق في خوض مباريات دولية في معسكرنا الأخير في الدوحة، وتكرر بعده الأمر، حيث تأخر دخولي إلى الأراضي الفلسطينية وهذه الفترة مهمة جداً لتحضير اللاعبين في الجانب التكتيكي، والآن نعول على مواجهتين وديتين أخيرتين أمام سيرلانكا ونأمل أن تقامان لأنهما تسبقان البطولة."
لم تتوقف المشاكل عند هذه الحدود، بل يؤكد محمود "نحن كأي فريق نعوّل على اللاعبين المحترفين، من المفروض أن يكون لدينا عشرة لاعبين في القائمة المسافرة للبطولة، وإلى الآن تأكد إنضمام أربعة منهم فقط وهم الحارس المتميز رمزي صالح (مصر) ومراد إسماعيل (الأردن) وعبداللطيف البهداري (العراق) وعماد الخليلي (السعودية)، ولا زلنا نأمل في تأكيدات اللحظات الأخيرة من قبل عمر جعرون ومصطفى كبير وعماد زعترة وأليكس نصار. أما بالنسبة للاعبين المحليين فنحن نعاني من إصابات بعض النجوم، حيث يعاني أشرف نعمان من آثار إصابته الأخيرة وهو يسابق الزمن للإستعداد ولن يكون لائقاً بشكل كامل حتى موعد المباريات ولكنه سيشارك معنا، كما سيغيب الهداف فهد العتال وزميله إياد أبو عرقوب بسبب الإصابة التي لم يبرءا منها."
الاعتماد على الروح القتالية
يتميز المنتخب الفلسطيني دائماً بالروح القتالية التي يظهرها لاعبوه في كل المناسبات الكبيرة، وهي أحد الأسلحة التي يعوّل عليها محمود، حيث يقول "نعم، ندرك الصعوبات التي واجهناها طيلة الفترات الماضية، ولكن كل شيء سنرميه خلف ظهرنا عندما نصل إلى المالديف. خوض المباريات التنافسية يحفز أي لاعب فما بالك اللاعب الفلسطيني التواق لترك بصمة مؤثرة في كل بطولة يخوضها، فهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، كما أن الشارع المحلي لا يهمه أي صعوبات ويعلق دائماً آمالاً كبيرة على الفريق لمنحه السعادة التي يحتاجها."
وأضاف "ثقتي عالية في اللاعبين دوماً، فهم يظهرون دائماً بشكل مغاير لظروف الإعداد، ونعوّل على رفع معنويات الفريق والتحضير التكتيكي وكشف أوراق المنافسين. مشكلة فريقي تكمن في مواصلة المباريات الدولية وكسب الخبرات اللازمة، ولكن لو وصلنا هناك بشكل بدني جيد وتحضير نفسي مثالي أعتقد أننا سنكون من المنافسين."
يحق للمدرب جمال محمود أن يبدو قلقا في الجانب الأول، لكنه عاش ظروفاً مشابهة في النسخة الماضية والتي بلغ فيها الدور نصف النهائي وخسره أمام كوريا الشمالية الفائزة باللقب 0-2 وصاحبة الخبرات العالمية، كما ضاعت عليه فرصة الصعود على منصة التتويج بعد أن خسر لقاء المركز الثالث أمام الفلبين بصعوبة بالغة 3-4