الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"رفح" معبر للموت البطيء: 7 الاف فلسطيني مصلوبون على معبر الموت يأكل الطير فوق رؤوسهم!

نشر بتاريخ: 10/07/2007 ( آخر تحديث: 10/07/2007 الساعة: 14:37 )
غزة- معا- لا تكفي آهاتهم وصراخ أطفالهم لينقذهم, العالم المتحضر من لحظات الموت البطيء، لحظات قليلة للإصابة بأي عرض مرضي لكل طفل نائم منذ شهر على أرصفة الشوارع في معبر رفح الحدودي والعالم لا يحرك ساكناً رغم موت عدد من العالقين على معبر الموت.

تصف الصحافية في صحيفة القدس ماجدة البلبيسي العالقة أيضاً على المعبر حال العالقين بأسوأ ما مرت به في حياتها، فتقول:" ألا يكفي شهر لنا بين الأرض والسماء، مئات الأطفال يستغيثون من حر سيناء وآلاف المرضى يتعرضون لأسوأ نوبات المرض، فهل ينتظر أصحاب القرار موت الجميع ليعاد فتح معبر الموت؟".

وأضافت قائلة :" عايشين على أعصابنا ما بنعرف حاجة اسمها نوم، وعايشين على امل كاذب والأخبار المتضاربة وقد أصبحنا بين مطرقتين ين حماس والرئاسة من ناحية والجانب المصري والإسرائيلي من ناحية أخرى".

وعن حال العالقين تقول:" لم يتبق مع أحدهم ثمن رغيف الخبز ويحاول بعضهم السفر إلى القاهرة لأن الحياة هناك ارخص وبمجرد سماعهم بنبأ عن فتح المعبر يعودون إلى العريش ويعانون بذلك أصناف العذاب كتكاليف السفر والإرهاق الجسدي والنفسي والتعرض للاستغلال".

سؤال صاحت به الطفلة دينا ( 10 سنوات) العالقة على المعبر: هل هناك أمل في فتح المعبر؟ سألته قبل قرابة عشرة أيام وحتى اليوم لم يجد سؤالها إجابة وخرس المجيبون.

حماس يوم سألتها وكالة "معا" عن الحلول, قالت على لسان ناطقها فوزي برهوم إنها تبذل كل جهد لإعادة فتح المعبر وتجري اتصالات مكثفة سواء عن طريق الحركة او الحكومة المقالة مع الجانب المصري فيما لم يتم حتى اليوم إحراز أي تقدم يذكر.

فيما أوفدت حكومة الطوارئ ثلاثة من الوزراء إلى معبر رفح على الجانب المصري لاستطلاع حال العاقين فقال لهم وزير الإعلام والعدل رياض المالكي إن إعادة فتح معبر رفح هي أفضل الاختيارات لحل المشكلة, لكن ذلك غير ممكن بسبب سيطرة حماس على المعبر وتقضي اتفاقية المعابر بأن تمثل الفلسطينيين فيها السلطة الوطنية، داعياً مواطني غزة إلى التحرك ضد حكومة حماس لطردها من المعابر.

وقال أن بقاء معبر رفح مغلقاً وعدم فتح معبر كرم أبو سالم الذي يوجد في نقطة التقاء الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة يعني ان يبقى الوضع كما هو.

قبل اسبوع من اليوم أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقله الشديد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي، على الحدود المصرية الفلسطينية محذرا حينها من استمرار معاناة حوالي 6000 مواطن فلسطيني، ما يزالون في الأراضي المصرية خصوصا في مدينتي العريش، ورفح بانتظار عودتهم إلى قطاع غزة، بينهم ما يزيد عن 1200 مريض يعانون أمراضا خطيرة توجهوا إلى مصر للعلاج في مستشفياتها.

ومن بين العالقين مئات العائلات الفلسطينية المقيمة في الخارج، التي وصلت إلى مصر بهدف التوجه إلى القطاع لزيارة الأهل، ومئات الطلبة الفلسطينيين الدارسين في جامعات العالم والجامعات المصرية ممن قد انهوا عامهم الدراسي، وعازمون على العودة إلى القطاع، لقضاء إجازاتهم بين ذويهم.

وقد وثق المركز 12 حالة وفاة خلال الأسبوعين الماضيين، في المستشفيات والمدن المصرية القريبة من المعبر، وقد رفضت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي إدخال جثامين المتوفين عبر معبر رفح، وسمحت هذه القوات بعد تأخير لعدة أيام بإدخالهم عن طريق معبر كرم أبو سالم".

ويعاني العالقون ظروفا كارثية، حيث نفذت نقودهم الخاصة مع امتداد إقامتهم دون استعدادهم لذلك، ما ينذر بتعرضهم للجوع والمرض، خاصة في ظل مكوثهم في مناطق عراء تخلو من الخدمات الضرورية، ومن ادني مقومات الحياة الإنسانية الصحية، حيث يتواجد بضع مئات منهم.