السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز ابو جهاد يطلق الحملة الوطنية لاسترداد الارث الثقافي والمقتنيات

نشر بتاريخ: 19/05/2014 ( آخر تحديث: 19/05/2014 الساعة: 12:10 )
رام الله- معا- في خطوة من المتوقع ان يكون لها نتائج ايجابية في اغناء الارث الثقافي لمئات آلاف الاسرى والاسيرات الفلسطينيين والعرب الذين مروا بالتجربة الاعتقالية في معتقلات الاحتلال منذ العام 1967 والى غاية هذا التاريخ، شرع مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس باطلاق الحملة الوطنية لاسترداد الارث الثقافي المنهوب من قبل مصلحة السجون الاسرائيلية، وذلك كحق ثابت واصيل للاسرى باسترداد مقتنياتهم الشخصية وكتاباتهم والتي تعتبر وفق كل الشرائع جزء اصيلا ومكملا لهم، والتي تم نهبها وسرقتها من قبل مصلحة السجون عبر الاقتحامات والتفتيشات المتكررة والتي كان الاسرى وما زالوا يتعرضون لها .

اطلاق الحملة بتوقيع عطوفة محافظ طولكرم

وقام محافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل بأول توقيع على الوثيقة الخاصة باسترداد الارث الثقافي للاسرى, حيث انطلقت الحملة من محافظة طولكرم، وقد شارك بمراسم التوقيع على الوثيقة مدير عام مركز ابو جهاد الدكتور فهد ابو الحاج والوفد المرافق له من طاقم المركز ممثلا بالاخوة ماهر سلمان وباسل فهد واحمد نعيرات، والذي زار محافظ طولكرم للاعلان عن اطلاق الحملة الوطنية لاسترداد الارث الثقافي للاسرى والذي صادره الاحتلال الاسرائيلي على مدى سنوات الاعتقال التي تعرض لها مئات آلاف الاسرى والاسيرات داخل معتقلات الاحتلال.

وما بعد توقيعه على الوثيقة، قدم عطوفة المحافظ والذي كان قد تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال نماذج من تجارب الحركة الاسيرة، وبالذات في كيفية نجاح الاسرى باستخدام ابسط المواد وتجميع الاوراق من عدة مصادر للكتابة عليها، وكل ذلك كان عرضة للملاحقة الدائمة من قبل مصلحة السجون، وشدد على اهمية المشروع الذي يقوم عليه مركز ابو جهاد، من استرجاع كل ما كتب من قبل الاسرى، والتي تعد بمثابة الشهادة على مرحلة تاريخية من نضال الشعب الفلسطيني .

بدوره اكد الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد على ان المركز اطلق حملة التوقيعات لاسترجاع الارث الثقافي والتي هي الخطوة الاولى والضرورية لارجاع الحق الى اصحابه، وان النموذج يعتبر شهادة مشفوعة بالقسم حول قيام مصلحة السجون بسرقة الارث الثقافي للاسرى، وان استرجاعها حق قانوني وانساني للاسرى، والذي لا يجوز وفق الشرائع الدولية مصادرته والاعتداء عليه، واضاف انه يوجد حسب تقديراتنا مئات آلاف الوثائق التي تمت مصادرتها، وسنعمل على استرجاعها من خلال هذه الحملة التي اخترنا اطلاقها من محافظة طولكرم، بما تمثله هذه المحافظة من ثقل وطني وثقافي تاريخي، كما وانه من خلال ان عطوفة المحافظ وكاسير محرر اخترنا الاعلان عن الحملة من مكتبه وعبر توقيعه الشخصي، وسنقوم بالحملة في باقي المحافظات، كما قدم د.ابو الحاج نسخة من تقرير العمل السنوي للمركز ونسخة من كتاب التجربة الديمقراطية للاسرى لعطوفة المحافظ، بغية التواصل واطلاع عطوفته على انشطة المركز المختلفة .

جولة تعريفية بالحملة شملت مؤسسات محافظة طولكرم

حيث ومن اجل التعريف بالحملة واطلاع مؤسسات المحافظة عليها واشراكها بانجاحها، قام مركز ابو جهاد في جولة شملت العديد من المؤسسات الرسمية والاهلية والتي من خلالها اعلن عن المشروع بالشراكة مع مؤسسات المحافظة، وابتدات الجولة بزيارة الى جمعية اصدقاء المريض الخيرية، حيث رافق طاقم الجمعية وفد المركز بجولة تعريفية للجمعية شملت زيارة اقسامه المختلفة.

كما تم زيارة مقر اقليم فتح في المحافظة وكان باستقبال وفد المركز امين سر الاقليم مؤيد شعبان، الذي اثنى على الحملة مؤكدا اهميتها الوطنية والتاريخية مبديا كل الاستعداد لمناصرة الحملة وتقديم كل ما يلزم لانجاحها، وتم اللقاء ايضا مع رئيس بلدية طولكرم اياد الجلاد، وعضو المجلس التشريعي "سهام ثابت" ، وتم من خلال الحديث المتبادل التأكيد على ان هذه الحملة ستكمل كافة الجهود التي يبذلها المستوى الرسمي لقضية الاسرى ، مؤكدين بان القيادة الفلسطينية تقدم كل الجهود الممكنة لاطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال .

كما تمت زيارة فرع جامعة القدس المفتوحة واللقاء مع مدير الفرع الدكتور زياد الطني، حيث اكد د. ابو الحاج على اهمية اشراك المؤسسات التعليمية بالحملة، وقد اكد الدكتور الطني على تقديم كل العون للحملة معبرا اياها نقلة نوعية بدعم قضية الاسرى .

تلا ذلك زيارة لمدرسة بنات دير الغصون الثانوية للبنات حيث رحبت مديرة المدرسة اسماء ابو صاع بوفد المركز وتم تقديم ندوة لطالبات المدرسة شملت التعريف بقضية الاسرى واستعراض تجارب العديد منهم كما تم الشرح للطالبات حول الحملة الوطنية لاسترداد الوثائق ، ثم تم اللقاء مع مدير جهاز الاستخبارات ومدير جهاز المخابرات من اجل اشراك المؤسسة الامنية بالحملة وقد اكدوا على تقديم كل العون لانجاح الحملة .

وفي نهاية الجولة قام د . فهد ابو الحاج برفقة محمد منصور اسير محرر وهو اقدم اسير في محافظة طولكرم وقضى 27 عام بسجون الاحتلال بزيارة قرية صيدا للمشاركة بندوة تحت عنوان الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية ،وكان باستقبالهم كل من رئيس مجلس قروي صيدا السيد حسني حمد وامين سر حركة فتح عثمان حمد بالاضافه الى شخصيات اعتبارية من القرية قام الوفد باستقبال د.فهد ابو الحاج بشكل رسمي ، وقد تحدث بالندوه رئيس مجلس قروي صيدا الذي رحب بالدكتور فهد ابو الحاج وبالوفد المرافق وكما تحدث امين سر حركة فتح في قرية صيدا السيد عثمان حمد ورحب باسم القوى الوطنية وباسم حركة فتح بالدكتور فهد ابو الحاج وكما قام ماهر سلمان بالترحيب بالقائمين على الندوه وبالحضور الكريم وتحدث نبذه عن دور الدكتور فهد ابو الحاج وعن تاريخه الوطني ، وكما تحدث الدكتور فهد ابو الحاج عن وضع الاسرى بشكل عام وعن الدور الحثيث الذي يقوم به السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين من اجل الاسرى وقام ايضا بالتعريف عن مركز ابو جهاد وعن الدور الذي يقوم به من اجل الاسرى والدور الذي يقوم به المركز من اجل الحفاظ على الموروث الادبي والثقافي والنضالي للاسرى ومتابعة قضية الاسرى محليا ودوليا واقليميا ، وقد تم من خلال الندوه مناقشة وضع الاسرى في قرية صيدا والاطلاع على اوضاعهم التي وصفت بالصعبة ن كما تم تعريفهم بالحملة الوطنية لاسترداد الارث الثقافي، واختتمت الندوة بتكريم اهالي الاسرى والاسرى المحررين في قرية صيدا من خلال تقديم دروع لهم تقديرا لجهودهم الوطنية وتقديرا لحجم العطاء النضالي العريق الذي قدموه ،وبالاضافه الى ذلك تم تكريم الدكتور فهد ابو الحاج على مواقفه الرائعه والاهتمام البالغ بحق قضية الاسرى وتكريمه ايضا على الكتاب الذي قام بتاليفه وهو التجربة الديمقراطية للاسرى الفلسطينين داخل السجون وتم تقديم درع تكريما للدكتور فهد ابو الحاج

خلفيات اطلاق الحملة

وفق ما قام به مركز ابو جهاد من برامج عملية واتصال مع الاسرى المحررين وذوي الاسرى وعبر مشوار عمله الذي يقارب على العشرين عام، استقر لديه القناعة بأن ما يوجد لدى الاسرى المحررين واهالي الاسرى، من ارث ثقافي لا يعادل حقيقة ثلث نتاجهم على ارض الواقع، فلا يكاد اي اسير او اسيرة ينجو من سرقة جزء او كل ما قام بكتابته، في مجالات الادب على اختلافه والثقافة العامة، بالاضافة الى الرسائل الشخصية من والى الاهل، وتلك المقتنيات هي بمثابة الهوية الحقيقية التي تعبر عن واقع الاسرى ومستوى وعيهم وتفكيرهم وطروحاتهم المستقبلية، كما وانها تعطي الاشارة الى الدور الذي كانوا ولا يزالوا يتبوئونه بين ابناء شعبهم، كطليعة حملت آمال شعبها بالحرية والاستقلال وخلق واقع مغاير عن ظلم الاحتلال وبطشه، تلك الحقيقة التي ظن الاحتلال ان بامكانه اخفائها والعمل على قتلها عبر سرقة ارث هؤلاء والترويج بانهم ثلة من القتلة والمجرمين والارهابيين .

اهمية استرداد ذلك الارث

لا يكاد اي انسان يجهل اهمية ان يجري استرداد تلك الوثائق، وذلك من اجل ابقائها كهوية ساطعة سطوع الشمس عن طبيعة هؤلاء المناضلين والذين يصلح كل واحد منهم ان يكون سفيرا للانسانية،وممثلا عن قيم العدل والحق والانصاف، والذين ومن خلال كتاباتهم عبروا عنها باحلك الظروف واصبعها، كما من خلالها سيتم اثبات اجرام الاحتلال بحقهم وسرقتهم ومحاولة شطب تاريخهم، والذي دفعوا في سبيله الغالي والنفيس، ابتداء من حريتهم الى تحملهم مشاق وعناء مواجهة بطش ادارات المعتقلات وصولا الى نجاحهم في نيل الفرصة في كتابة كل ذلك واخراجه لكل العالم لكي يطلع على جرائم الاحتلال، كما يتاح لكل مدافع عن القيم الانسانية ان يملك عشرات آلاف الوثائق والتي تعزز الحق وتعبر عن ماهية هؤلاء المناضلين وتميز رسالتهم ، كما ان تلك الوثائق ستغني مكتبة الحركة الاسيرة وستجعل من الحصول على اية معلومة بالامر اليسير، بما يحققه كل ذلك من ميزات للباحثين والدارسين والمهتمين بقضايا حقوق الانسان .

اين يتواجد هذا الارث ؟

يقول الدكتور فهد ابو الحاج، بانه حينما كنا بالمعتقلات كان البعض منا يظن بأن مصلحة السجون تقوم باتلاف تلك الوثائق ورميها، نكاية بنا وكنوع من انواع القهر التي كانت تمارس بحقنا، ولكن وبعد كل تلك السنوات، ومن خلال العديد من المعلومات التي حصلنا عليها من مصادر متنوعة، تبين لنا ان تلك الوثائق لم يكن يجري اتلافها، بل على العكس من ذلك كان يجري الحفاظ عليها ونقلها الى مراكز الدراسات الاسرائيلية، والذين بدورهم كانوا يقوموا باعادة دراسة كل ما ورد بها، والوقوف على الخلفيات الاجتماعية وسيكلوجية الانسان الفلسطيني ، وما يوثر ويتأثر به، ولكم تقدير هذه الكنوز المجانية التي كانت مصلحة السجون تضع يدها عليها باستمرار، اما الى الان اين توجد تلك الوثائق، فعلى وجه الـتأكيد القطعي فلا نستطيع تحديد اماكن تواجدها، ولكن من خلال المعلومات المتقاطعة وشهادات لعدد من الناشطين، نستطيع القول بان تلك الوثائق تتواجد في كل من " مراكز البحث الاستراتيجية والامنية الاسرائيلية،كما نعتقد بوجود عدد منها لا يزال في عهدة مصلحة السجون، كما تتواجد اعداد منها في مكتبات الجامعات العبرية ، واخرى بالمراكز العلمية " .
كيف سيجري العمل على استرداد هذا الارث ؟

قدم د. ابو الحاج ملخصا عن الخطوات التي قام المركز بتحضيرها للوصول الى استرجاع تلك الوثائق، حيث اولى تلك الخطوات العمل على اطلاق حملة التوقيعات والشهادات الشخصية، للاسرى المحررين والتي من الممكن ان تشمل الاسرى الذين لا يزالوا داخل المعتقلات بما يتوفر من امكانية لذلك، ومن اجل ذلك قام المركز باعداد نموذج خاص ليقوم الاسرى بالتوقيع عليه، وحملة التوقيعات ستشمل كل ربوع الوطن وايضا يجري التواصل لكي تشمل الفلسطينيين المقيمين بخارج الوطن .

اما الخطوة الثانية فهي ارسال رسائل الى المنظمات الدولية عبر اشراك عدد من المؤسسات الحقوقية وذلك من اجل تكوين رأي عام دولي ضاغط على الاحتلال، يتبع ذلك مطالبة حكومة الاحتلال بالكشف عن هذه الوثائق وتقديم كل ما يلزم لاسترجاعها بنسخها الاصلية، لكي تستقر بمكانها الصحيح الا وهو مكتبة مركز ابو جهاد .

دعوة للتعاون وتقديم المعلومات

وناشد د. ابو الحاج كافة الاسرى المحررين وذوي الاسرى والناشطين الحقوقيين وكافة المؤسسات التي تعنى بالاسرى والمؤسسات الحقوقية بتقديم اية معلومات تتوافر لديها عن هذا الموضوع، كون اي معلومة سيتم الحصول عليها ستخدم في استرجاع تلك الوثائق، كما طالب بضرورة تقديم العون كل بامكاناته لمركز ابو جهاد لكي يحقق المركز مبتغاه الوطني بالحصول واسترجاع هذا الجزء الهام من التاريخ الفلسطيني المعاصر .