الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثلاث ندوات حول "الارشيف السمعي" لطلاب الاعلام في بيرزيت والنجاح

نشر بتاريخ: 19/05/2014 ( آخر تحديث: 19/05/2014 الساعة: 14:59 )
رام الله- معا - في اطار التعاون المستمر بين الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الفلسطينية والارشيف الوطني الفرنسي للوثائق السمعية البصرية Ina عقدت ثلاث ندوات لطلاب الاعلام في كل من جامعة بيرزيت وجامعة النجاح الوطنية بالاضافة لكلية دار الكلمة في بيت لحم تحت عنوان "زيادة الوعي حول الارشيف السمعي البصري" خلال شرح مفهوم الارشيف واهميته واستعراض نموذج الاينا الفرنسية (ina الذي قدمه السيد ماثيو فورنيه مدير العلاقات الدولية ونموذج ارشيف حوض البحر المتوسط الذي قدمته السيدة ميريه موريس مديرة مشروع مدميم ( med-mem) .

وسيكون هذا النشاط بداية لعدة انشطة اخرى سنقوم بها من اجل الارتقاء بمجال الارشفة السمعية البصرية لخلق حالة من الوعي والادراك لمدى اهميته على مستوى جامعاتنا وخاصة كليات الاعلام وايضاً على مستوى محطات الاذاعة والتلفزة الفلسطينية التي تشترك جميعها في عدم اعطاء موضوع الارشيف اولوية في التطوير والاهتمام.

وأضافت رولا شهوان مديرة الأرشيف في تلفزيون فلسطين أن مشاركتي في هذه الندوات من خلال شرح اهمية عملية الارشفة التي يقوم بها تلفزيون فلسطين والدعم الذي نقدمة للباحثين والدارسين والمخرجين جعلني ادرك اكثر من اي وقت مضى مدى حاجتنا الماسة في فلسطين لزيادة الاهتمام وتطوير هذا القطاع وتنمية الوعي اتجاه الارشيف السمعي البصري والاهتمام بتدريس وتدريب طلاب الاعلام على علم الارشفة، من اجل كسر الصورة النمطية التي تسيطر على معظم طلابنا واساتذتنا في هذه الجامعات، وهي صورة تقليدية تنظر الى الارشيف انه مجرد مخزن يتم فيه تخزين كل ما يتم بثه على شاشات التلفزة ولا يقدرون حجم المعرفة والعلم الذي ممكن ان يحصل عليه العامل في الارشيف من خلال عملية التوثيق التي نقوم بها لتسهيل الحصول على المواد والمعلومات المطلوية لمحتاجيها، وللاسف الشديد فانه لا يوجد اي مادة ضمن المناهج الاكاديمية لطلبة الاعلام في الجامعات الفلسطينية تحتوى على معلومات حول الارشفه والتصنيف ومنهجية الارشفة وشرو ط التخزين للمواد السمعية البصرية، واهمية التوثيق كاستراتيجية يجب اتباعها في المستقبل لتوقيق كل ما يدور حولنا من تفاصيل تبدو غير مهمه في حينها، لكنها مع مرور الزمن من الممكن ان تكون وثيقة مهمة يعتمد عليها في اظهار الحقوق وحفظ الموروث الثقافي.

وكان لافتاً خلال هذه المحاضرات اندهاش الطلاب وتفاعلهم مع موضوع الارشفة خاصة بعد استعراض مشروع ارشيف حوض البحر المتوسط ميد ميم (mem-mem ) والذي يضم اكثر من 4000 وثيقة سمعية بصرية في موقع الكتروني يستطيع ان يشكل نافذه للاطلاع على حضارة البحر المتوسط وثقافته بسهولة وباللغات الثلاث ( العربية والفرنسية ، والانجليزية )

كما اوضحت ميريه موريس مديرة مشروع ميد ميم بالاضافة الى الاطلاع على التجربة الفرنسية من خلال الاينا (ina) في مجال الارشفة والتي تعد تجربة غنية متطورة حولت الارشيف الى مركز للتدريب والانتاج الذي يعتمد بشكل رئيسي على المواد الارشيفية ليبلغ مقدار ما تنتجه الاينا سنوياً من 50-70 فيلم وثائقي سنويا .

واضافت" ان تجربة الاينا الفرنسية (ina) هي بالفعل تجربة ريادية ممكن الاحتذاء بها في فلسطين ، فالاينا هي مؤسسة عمومية نحصل على ستون بالمآئة من موازنتها من الحكومة الفرنسية والاربعون الباقية عن طريق الدخل الذي تحصل عليه الاينا من بيعها للمواد الارشيفية والدورات التدريبية التي تقوم بها حول العالم في موضوع الارشفة ، الاينا الفرنسية تأسست بقرار حكومي وتحولت الى الرقمنة بقرار ودعم حكومي لوعيهم باهمية الرسالة التي تقوم بها هذه المؤسسة ولانها استطاعت ان تكون مؤسسة منتجه ومدرة للدخل ، وفي عام 2018 ستكون اكثر من مليون وثيقة سمعية بصرية مرقمنة ومتاحة عبر مواقع الانترنت للعالم ".

وتابعت "ان موضوع الارشفة في فلسطين ما زال يحبو خطواته الاولى ، والاهتمام في هذه المجال من قبل صناع القرار ما زال خجولاً ولا يرقى لاهمية هذا الموضوع ، الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الفلسطينية تكاد تكون المؤسسة الوحيده التي تؤرشف بشكل يومي كل ما يجري من احداث وتغيرات تشهدها فلسطين . هذه التفاصيل اليومية التي تحدث بشكل متسارع ستكون في يوم ما جزءً من التاريخ وجزءً من الماضي الذي نحتاج الي تسجيلة وتوثيقة ليكون وثيقة يعتمد عليها الجيل القادم لمعرفة تاريخة والمطالبة بحقوقة. ما زلنا نؤرشف بطريقة يديوية وليس لدينا نظام للارشفة الحديثة وليس هناك نسخة ثانية مما هو موجود لدينا محفوظ في مكان آخر لتكون جاهزة للاستخدام في حال حدوث اي طارىء . ان الهيئة العامة تقوم بجهد كبير في تجميع الارشيف الخاص بتاريخ الشعب الفلسطين لعرضه واستخدامه، لكن يجب ان هناك قرارا على مستوى سياسي للاهتمام بموضوع التوثيق والارشفة السمعية البصرية بطريقة مهنية وعلمية وتسجيل وحفظ كل ما تم انتاجه من قبل دائرة الاعلام والثقافة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وان يكون هناك تكائف للجهود وتبني للمبادرات الساعية وراء حفظ وترويج التاريخ الحضاري والانساني للشعب الفلسطيني واعتبارة ارثاً وطنياً يجب المحافظة عليه. وتعزيز استخدامة واتاحتة في المكتبات العامة ومكتبات المدارس وليكون ايضاً وسيلة لايصال المعلومات ورفد المناهج الفلسطينية بالمواد البصرية التي بالتأكيد سوف تكون بداية للخروج من النمطية التي يمتاز فيها نظام التعليم المدرسي.