اتحاد المرأة في منطقة صور ينظم ندوة سياسيه بالذكرى 66 للنكبة
نشر بتاريخ: 21/05/2014 ( آخر تحديث: 21/05/2014 الساعة: 19:27 )
بيروت - معا - نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صور ندوة سياسيه بالذكرى 66 للنكبة، بعنوان "حق العودة حق مقدس" في قاعة الشباب الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي صور.
وتم ذلك بحضور عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، الحاج مصطفى شعيتلي رئيس بلدية البرج الشمالي الاسبق، رئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقية ، عضو قيادة حركة فتح في منطقة صور ابو محمد قاسم ، مسؤول جبهة التحرير العربية في منطقة صور ابو ابراهيم ، امينة سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بمنطقة صور الحاجة عليا زمزم ، عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية ابو جهاد علي ، امين سر شعبة البرج الشمالي في حركة فتح احمد خضر ، رئيس جمعية الشروق نادر سعيد ، وممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حسني عيد ، وبمشاركة ممثلي الفصائل والمكاتب النسوية والمؤسسات المجتمعية المختلفة وحشد من المواطنين.
وبعد الوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبار لارواح الشهداء، رحبت عضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صور سهاد ابو خروب بالحضور وقالت ان هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة الفعاليات التي ينظمها اتحاد المرأة لإحياء الذكرى في عقول ووجدان الأجيال المتعاقبة ولتذكير شعبنا بالمأساة الحقيقية التي ألمت به من عشرات السنين.
وبعدها تحدث عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية حول مشاهدات من المقاومة في زمن النكبة وما قبلها، تناول فيها محطات من مقاومة الشعب الفلسطيني للمشروع الاستيطاني الصهيوني التي بدأ منذ مؤتمر بال للحركة الصهيونية بسويسرا عام 1897 حيث وفرت فرنسا وبريطانيا دعماً واحتضنا للحركة الصهيونية، وأمدوها بكل عناصر الاستمرارية، وبعدها جاء ود بلفور عام 1917 مرورا في الثورات التي خاضها الشعب الفلسطيني خلال اعوام 1920 و1929 و1933 و1936 وثورة عبد القادر الحسيني،وصولا الى عام النكبة عام 1948، متوقفا عند محطات بارزة للمقاومة وانتفاضات وثورات قدم فيها الشعب الفلسطيني تضحيات كبيرة دفاعا عن الأرض والهوية، حيث شكل نجاح المشروع الصهيوني الاستعماري بالإعلان عن إنشاء الدولة الصهيونية في 15/05/1948 عبر انتزاع الجزء الرئيسي من أرض فلسطين، وإحلال شعب آخر جرى تكوينه محل أصحاب الأرض الحقيقيين، هزيمة ليس للحركة الوطنية الفلسطينية والعربية فقط، بل لمجمل القوى التقدمية المناصرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وخاصة بعد ان وفروا مظلة الاعتراف الأممي وتشريع وجود الاحتلال من خلال مشروع قرار التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة في 29/11/1947 وحمل القرار رقم 181 وهو أيضا قرار جديد في حياة الشعوب وفي الهيئة الدولية، حيث تم تقسيم فلسطين، إنها السياسية الاستعمارية، المقابل كانت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية انذاك بالرغم من كل تضحياتها خاضعة للقرار العربي، إضافة إلى ضعفها العام..
وسط كل ذلك كانت الصفحة المشرقة ولازالت تتجسد بصمود شعب فلسطين وتحمله المتواصل على مدار عقود النكبة كافة أشكال التضحيات، دون أن تنثني هامته، حاضنا للمقاومة ومتمسكا بكامل حقوقه وثوابته الوطنية والتاريخية وفي المقدمة منها حقه في العودة الى دياره بتحقيق القرار الأممي رقم 194 ذات الصلة بذلك والذي صدر عن الأمم المتحدة في 11/12/1948، حيث أصبح هذين القرارين من اشد أعداء الكيان الصهيوني. وإذ كانت بريطانيا صاحبة الدور الأساسي ضمن الدول الامبريالية في المساعدة التامة وعلى كل الصعد لإنجاح هذا المشروع الصهيوني.
وقال إن الإدارة الأمريكية لم تكن بعيدة عن توفير عوامل الدعم لزرع دولة الإحتلال في المنطقة العربية في تلك المرحلة مع باقي الشركاء من نفس المنظومة، لكن احتلت الصدارة بعد ذلك في توفير مقومات وركائز استمرار وبناء قوتها الاقتصادية والعسكرية بحيث تضمن تفوقها على مجموع محيطها العربي، بالتناغم مع الدعم الوارد من البلدان الأخرى، ثم انتقل الدور الأمريكي إلى مرحلة أخرى، بهدف شطب وطمس الحقوق الوطنية لشعب فلسطين لصالح دولة الاحتلال، بحيث يمكن القول أن الإدارة الأمريكية لم تترك فرصة تجدها مناسبة إلا وحاولت الانقضاض على تلك الحقوق.
ولفت الجمعة ان انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 كانت هي الرد على نكبة فلسطين عندما وقف المارد الفلسطيني وشكلت ايضا مكانة مهمة ومشرقة في تاريخ قوى حركة التحرر والتقدم في العالم ، ونالت موقعها الثوري عند الجماهير العربية ، فكان اول شهيد للثورة احمد موس علامة تضيئ درب فلسطين من اجل التحرير ، ونحن لن ننسى الدور التأسيسي لرمز فلسطين في الانطلاقة للرئيس الشهيد القائد " ياسر عرفات " ولأخيه امير الشهداء " ابو جهاد الوزير " الذين اعدوا الفكرة والتمهيد للانطلاقة عام 1958 ولن ننسى الدور التعبوي والنضالي لهؤلاء القادة العظام مع اخوانهم في حركة القوميين العرب وجبهة التحرير الفلسطينية انذاك ، حيث كان الهدف التعبوي والاعداد هو الاساس نحو انطلاقة شرارة الكفاح المسلح والثورة الفلسطينية عام 1965 التي حظيت بأهتمام وطني وقومي وعالمي واسع.
وجاءت معبرة أبلغ تعبير عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني وشخصت من خلال ذلك هويته الوطنية كأنجاز مهم في تاريخ القضية الفلسطينية الا وهو منظمة التحرير الفلسطينية ، وبفعل النضال المتواصل والدور الكفاحي الهائل لشعبنا ومعركة الكرامة البطولية التي شكلت ردا على هزيمة حزيران وبعدها تكالبت المؤامرات على الثورة وكان خروجها عام 1970 من الاردن الى لبنان وسوريا، ورغم ذلك استمرت الثورة الفلسطينية وكانت عملياتها النوعية وتصدت للاجتياحات الصهيونية وشكلت علاقة التحالف المصيري بين الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية نقطة تحول هامة بغض النظر على الاخطاء والثغرات وقدم الشعب اللبناني خيرة ابنائه دافعا عن القضية الفلسطينية بغض النظر على الاخطاء والثغرات حيث كانت اقوال سماحة السيد الامام موسى الصدر عنوان العلاقة حيث قال سأحمي الثورة الفلسطينية بجبتي وعممتي وجاء اجتياح عام 1982 ومبادرة فيليب حبيب بخروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت عن طريق البحر وفقا للاتفاق الذي رعاه المبعوث الأمريكي آنذاك بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث احتلت قواتها الأراضي اللبنانية حتى العاصمة بيروت التي أحكمت حصارها العسكري، ورغم ما تعرضت له الثورة الفلسطينية من مؤامرات كانت وما زالت تستهدف تصفية المشروع الوطني وضرب منظمة التحرير الفلسطينية كمقدمة لتقزيم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال الجمعة ان ما حدث قبل ثلاثة سنوات في ذكرى النكبة والنكسة في مارون الراس والجولان وقلنديا وكذلك قبل ايام في رام الله تؤكد ان أجيال النضال لا تزال تتمثل في ثقافة الصمود والكفاح والعطاء والتضحية التي جسدتها الانتفاضات الشعبية الفلسطينية والمقاومة على ارض لبنان وفلسطين ، حيق اكدوا بدمائهم ان حق العودة حق مقدس وان تحرير الارض والانسان من براثن الاحتلال الصهيوني الجاثم فوق فلسطين والاراضي العربية المحتلة لا بد ان يتحقق.
حيث اعادت هذه الدماء مآثر البطولة التي جسدتها أقوال وافعال الشهداء وفي مقدمتهم الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وفتحي الشقاقي وابو عدنان قيسى وعبد الرحيم احمد وسمير غوشه ، لتؤكدا ايضا ان الأجيال التي كبرت وترعرعت على عشق فلسطين تتطلع الى العودة وحتى لا يبقى الشعب الفلسطيني والعربي عبيد للاملاءات والشروط والمفاوضات ، اراد الشباب بوقفتهم البطولية ان يعلنوا للعالم انهم أحرار وهم ينظرون الى ترابهم الوطني الذي لا يتجزأ والى اطلاق سراح اسرى الحرية.
واضاف أن حق العوده يمثل حاله اجماع وطني عارم وأن هذا الاجماع اكده الشعب الفلسطيني على مدار هباته وانتفاضاته الجماهيريه المتعاقبة وان هذا الاجماع هو بمثابة الضمانه والحماية للمشروع الوطني الذي يتمثل بالعودة وأقامه الدوله الفلسطينية على كامل التراب الوطني بعاصمتها القدس ،وان المطلوب هو أمتلاك كافة ادوات القوه على الصعيد المحلي والعربي والدولي من خلال معركة يجب ان نخوضها على كافة الصعد والمجالات وبذلك نستطيع التصدي لسياسة التعنت التي يبديها الاحتلال في تعامله مع قرارات الشرعيه الدوليه التي تطالب بإحقاق الحق الفلسطيني وفق القرارات التي صدرت بالخصوص.
ولفت الجمعة الى انحياز الشعوب العربية وحركات التحرر الوطني وحقها في مقاومة الاحتلال اقراته المواثيق والاعراف الدولية وعلينا التمسك فيها من اجل تغيير موازين القوى ، وان أفضل حدث بمناسبة هذه الذكرى السنوية للنكبة هو إعلان مخيم الشاطئ للمصالحة بعد سبع سنوات من الانقسام الكارثي بتداعياته القاسية على مجمل النضال الوطني، من واجب الجميع إبعاد هذه الجولة من المصالحة عن أية ألغام موقوتة، لأن الوحدة الوطنية هي الاساس، رغم وجود مشروعين في الساحة الفلسطينية ، لكن نحن يدنا ممدودة للجميع من اجل تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس محمود عباس للاشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، من اجل المضي نحو تحقيق الأهداف الوطني.
وقال ان العلاقة التي تربطنا مع الشعب اللبناني الشقيق هي علاقة تلاحم امتزج فيها الدم الفلسطيني واللبناني وقدم خلالها قوافل الشهداء والتضحيات من اجل القضية الفلسطينية ، وان هذه العلاقات اقترنت منذ امد طويل بعلاقة الاهل والقربى والنسب والمصاهرة ، ونحن نثمن مواقف لبنان الشقيق الرسمي والشعبي وقواه واحزابه الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ، ونتمنى على الحكومة اللبنانية القادمة اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان حتى يتمكن من مواصله نضاله وتمسكه بحق العودة.
وشدد على ضرورة معالجة أوضاع النازحين الفلسطينيين من سوريا الذين يقيمون في المخيّمات.
واضاف الجمعة إن انتصار المقاومة بقيادة حزب الله في لبنان هو انتصار للمقاومة في فلسطين ، وانتصار للمواجهة والتصدي للمشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة، هذا الانتصار الذي يصبّ ضمن تيار التوجيهات الاستراتيجية التي ناضلنا من أجلها طويلاً، ومن اجل ترسيخها، فالحقوق تنتزع ولا تعطى مجانا والسلام العادل لا يصنعه إلا الأقوياء، وما يجري اليوم على ارض فلسطين من عدوان واستيطان وقتل وحصار يكشف زيف الادعاء الامريكي حول السلام المخادع، و الأطماع الامبريالية والصهيونية في محاولة لحذف كل أبجديات المقاومة من قاموس المنطقة العربية.
وختم الجمعة حديث بالقول نحن نشاهد ما يجري على ارض فلسطين الغالية ، ورغم كل الآلام والتضحيات والمصاعب سيبقى الشعب الفلسطيني قادرا على استيعاب المحن والخروج منها ، جيث يسجل صفحات المجد والكرامة بصموده وتضحياته وسيبزغ حتما فجر الحرية والاستقلال والعودة.
وتقدم باسمى ايات التهنئة من لبنان الشقيق الرسمي والشعبي وجيشه الوطني ومقاومته الوطنية والاسلامية بقيادة حزب الله بعيد المقاومة والتحرير.
وبعد انتهاء الشرح اعطت مقدمة الندوة الاخت سهام ابو خروب الفرصه للحضور الى طرح تساؤلاتهم واستفساراتهم بالخصوص حيث تمحورت هذه الاسئله في اطلاق خطه تغذي الاراده وتصلبها لدى الانسان الفلسطيني وعلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ، وسبل استنهاض الروح المعنوية ودور قوى وفصائل العمل الوطني في تعزيز هذا الصمود من خلال اطلاق مشروع وطني متكامل على قاعدة الشراكه في العمل والقرار، اضافة الى ضرورة تحقيق المصالحه الوطنيه التي تعتبر الضمانه لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.