شاهد- قسّيس لمعا: "لم نقم بتحرير فيديو شهيدي النكبة"
نشر بتاريخ: 21/05/2014 ( آخر تحديث: 21/05/2014 الساعة: 22:06 )
بيت لحم - معا - قال رفعت قسّيس، مدير المنظمة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، في حديث لـ"معا"، إنّهم لم يقوموا بتحرير فيديو شهيدي النكبة، كما تدعي السلطات الإسرائيلية.
وأضاف: "لقد قلت في البيان الصحفي الذي عممته أنه كانت هناك اشتباكات، ولكن في اللحظة التي تم فيها اطلاق الرصاص على الطفلينن لم تكن حاجة لاستعمال الرصاص. الحديث عن تسجيلات من ست ساعات، وهي موجودة لدينا للاطلاع عليها. وفقا للتسجيلات قتل الطفلين تمّ بدم بارد".
وكانت منظمة "بتسليم" الإسرائيلية أصدرت اليوم الأربعاء بيانا دعمت فيه تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بأن استشهاد الفتيين يوم النكبة تمّ بدم بارد.
وجاء في البيان الذي وصلت "معا" نسخة عنه: "في الحادثة التي وقعت يوم الخميس، 15/5/2014، أُطلق الرصاص على أربعة فلسطينيين في بلدة بيتونيا، بجوار معتقل عوفر، وذلك أثناء مظاهرة بمناسبة ذكرى يوم النكبة. وقد تُوفي اثنان من المصابين، وكلاهما قاصر، متأثرين بجراحهما: نديم صيام نوّارة (17 عامًا)، من سكان قرية المزرعة القبليّة، ومحمد محمود سلامة (أبو ظاهر، 17 عامًا)، من سكان رام الله. وأصيب قاصر آخر وهو محمد عزة (15 عامًا)، حيث أصيب هو أيضًا ونقل للعناية المكثفة في مستشفى رام الله، وهو يتعافى هناك من إصابته. وأصيب شاب آخر غير معنيّ بنشر اسمه، إصابة طفيفة. وجميعهم أصيبوا في الأجزاء العلويّة من أجسامهم: نديم نوارة ومحمد عزة أصيبا في الصدر، محمد سلامة في ظهره، والمصاب الرابع أصيب في ذراعه اليسرى، تحت الكوع".
وأضاف البيان: "في أعقاب الحادثة، قال الناطق العسكريّ إنّ قوات الجيش التي تواجدت في المنطقة لم تستخدم إلا وسائل تفريق المظاهرات، ولم تطلق الرصاص الحيّ. إلا أنّ تحقيق مركز بتسيلم يدحض رواية الجيش، إذ يتضح من خلال التحقيق وبوضوح، إطلاق الرصاص الحيّ، وأنّ الرصاصات أصابت الأجزاء العلوية من أجسام المصابين. كما ويتضح من خلال التحقيق وكاميرات الحراسة، أنّ الظروف التي سادت في المنطقة لحظة إطلاق الرصاص لم تبرّر بأيّ حال من الأحوال اللجوء إلى الرصاص الحيّ. وتثير هذه النتائج اشتباهًا كبيرًا في حدوث إطلاق رصاص قاتل بشكل متعمّد".
واستند تحقيق "بتسيلم" إلى تقارير طبيّة حول الجروح التي أحدثها دخول الرصاصات وخروجها، والتي بانت في جثتي القتيلين والمصابين، والتي تطابق بشكل تامّ الإصابة بالرصاص الحي، ولم يكن بالإمكان أن تحدث هذه الجروح من رصاص مغلف بالمطاط، كما ادعت سلطات الإحتلال الإسرائيلي. وقالت المنظمة الإسرائيلية الناشطة ضد الاحتلال: "بالتأكيد ليس نتيجة إطلاق رصاص مغلف بامطاط من مسافة بعيدة نسبيًا، كما حدث في بيتونيا. وقال شهود عيان على الحادثة إنّ صوت الرصاص كان صوتَ رصاص حيّ، وهو يختلف عن صوت إطلاق الرصاص المغلف بالمطاط".
وتنصّ أوامر إطلاق الرصاص في الجيش، بشكل صريح، على عدم جواز إطلاق الرصاص الحيّ باتجاه راشقي الحجارة، إلا في الحالات التي تشكّل تهديدًا حقيقيًا وفوريًا. وتثبت الصور من كاميرات الحراسة أنّ أفراد قوات الأمن لم يتعرّضوا لأيّ خطر في أيّ مرحلة من طرف القتيلين والمصابين، أو من طرف أيّ شخص آخر كان بجوارهم أثناء إطلاق الرصاص. وفي التوثيق المصوّر بالفيديو بالإمكان مشاهدة نديم نوارة وهو يتلقى الرصاصة أثناء سيره في الشارع باتجاه المنطقة التي جرت فيها المواجهات بين الشبان والجيش، فيما أصيب محمد سلامة بالرصاص بعد أن أدار ظهره لقوات الأمن.
وقد حصل مركز بتسيلم أيضا على المواد الموصورة الكاملة لتوثيق الفيديو من أربع كاميرات حراسة موضوعة حول المبنى الذي وقف قبالته القاصران اللذان قُتلا. وأكدت المنظمة أنّ "هذه المواد متاحة في مكاتب بتسيلم، لاستخدام الإعلام"، مشيرة أنها "ستنقل جميع المواد التي بحوزتها إلى الشرطة العسكرية الإسرائيلية المحققة، مرفقة بطلب التحقيق في نشاط الجنود في الحادثة إلى جانب التحقيق في المسؤولية القياديّة للضباط المسؤولين الذين تواجدوا في الميدان عن عمليتيِّ القتل واستخدام الرصاص بشكل فتاك. كما سيطلب بتسيلم التحقيق في السبب من وراء نقل الجيش معلوماتٍ للإعلام لا تعكس حقيقة الأمر الواقع".