الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحاجة حليمة تسرد الماضي وتنتقد الحاضر

نشر بتاريخ: 22/05/2014 ( آخر تحديث: 22/05/2014 الساعة: 12:47 )
الخليل- معا - في قرية غوين شرقي السموع قضاء الخليل،صادفتنا الحاجة حليمة الحوامدة (75 عاما)، عادت بنا عقوداً الى الوراء، وباشتياقها للماضي الذي بدا واضحاً في باكورة كلامها بعبارة" الدهن في العتاقي"، تناهت الى مسامعنا تلك الكلمات قاصدةً أن "جذور الخير والبركة" شديدة التأصل بكبار السن وزمنهم الذي غادر بغير رجعة.

تقول "يا بنتي زمان كانت الناس قلوبهم على بعض وبحبو بعض وكل الخير فيهم على عكس اليوم كل واحد لحاله" بهذه الكلمات وضحّت حليمة عبارتها الأولى وبايجاز.

تتحدث اليّ بعيون سارحة ، لم أتمكن من فهم غايتها لعلها تعيد مشاهد زمنها الذي تشتاق, أو لعلها تنشئ مقارنة بين الماضي والحاضر، أو لعلها تفكر في شئ ما. لا ينال هذا الزمن رضاها ف زمن لا توجد فيه البركة وعاداته وتقاليده بعيدة بعض الشئ عن العادات القديمة في الاتراح والافراح لا يستهويها ." زمان كان العرس يستمر أسبوع وكل القرية تشارك فيه، والناس تفرح وتنبسط بس اليوم بيومين بصير العرس، وزمان كانت البنت تتزوج غصب عنها وباختيار أهلها، أما اليوم البنت الها رأي، والولد زمان ما كان يطلع عن رأي أهله، بس جيل اليوم غير."
|281186|
صمتت لدقيقة من الزمن ثم أردفت قائلة:" زمان كل العيلة وممكن أكثر من عيلة كانو يعيشو في مغارة ومعهم الأغنام واكلها القمح والشعير والذرة ، والناس بالهم مرتاح وبينهم علاقات، فيه حد باله مرتاح اليوم؟؟؟" .

في سرد التفاصيل تقرأ أمنيتها في عصرنة الماضي وربط الجيل الحاضر بالماضي ماديا كان الربط أم معنويا كالعادات والتقاليد، والأزياء، والعمران والمؤكولات الشعبية. ترغب في احياء بعض المؤكلات الشعبية القديمة وكأنها تتذوقها الان ف هي تختلف عن ما يطلبه الجيل الحاضر من طعام سريع على حد وصفها :" جيل اليوم بده كل شي بسرعة حتى الأكل بده ياه بسرعة وما بحب أكل زمان الجريشة، والفريكة, العدس، الرقاقة كل القيمة فيها بدهم الجاج والمقلوبة والسندويش" .
|281184|
وأضافت:" زمان كان لكل شي فيه طعم وبتحس بقيمة الشي"، وأعادت تلك الدقيقة الصامتة ثانيةً محاولةً أن تكون منصفةً في مقارنتها قائلةً :" اليوم فيه أشياء أحسن يعني فيه طب وفيه دواء، فيه سيارات، الناس بتتعلم" .

بجمال وصفها أشعلت بعضا من الحنين في نفسي لماض لم أعهده، فحديثها تناول العمود الفقري للهوية الفلسطينية والتي بدونها يفقد الشعب عناصر تكوينه ومبررات وجوده كشعب فلسطيني يتميز عن غيره من الشعوب.|281185|
______________________________________________________________
اعدت التقرير: لمياء الشعراوي ضمن مشروع الاعلام الريفي الذي تنفذه شبكة معا