الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

تقرير لوكالة اسوشييتدبرس - حماس واصلت حملتها على ناشطي فتح في القطاع حتى بعد اعلانها عن عفو عام اثر سيطرتها على غزة

نشر بتاريخ: 11/07/2007 ( آخر تحديث: 11/07/2007 الساعة: 14:49 )
صحيفة القدس - دير البلح - اسوشييتدبرس - جثة ادهم مصطفى المشوهه والممزقة بفعل الرصاص والتي صورت في مشرحة بعد يومين من اصطحابه حيا من قبل افراد من حركة »حماس« فندت وعود الحركة بعدم ايذاء منافسيهم من حركة »فتح« وكذلك فصلت ساقا طارق عصفور، التي تظهر عليهما علامات ثقوب من مسامير دقها مسلحون من حماس في ساقيه.
وكانت حماس قد اعلنت عفوا عاما عن اعضاء حركة »فتح« بعد استيلائها على قطاع غزة في 15 حزيران، بعد اسبوع من القتال.
ولكن منذ ذلك الحين، فإن ما لا يقل عن تسعة من الموالين لحركة »فتح« قد قتلوا، وفقا لمجموعة »ميزان« المستقلة لحقوق لانسان التي نشرت اسماء القتلى على موقعها الالكتروني، وقد اعتقل ما لا يقل عن »20« اخرين، بعضهم تعرض للضرب، فيما يبقى مصير المحتجزين متروكا بيد قادة حماس الميدانيين.
وقد حرك الثأر المستمر مخاوف من ان حماس تفرض تدريجيا حكما فاشستيا عن طريق اسكان معارضيها.
وتقول حماس انها اعادت الهدوء الى قطاع غزة ولكن مجموعات لحقوق الانسسان تتساءل بأي ثمن ويقول عصام يونس، مدير مجموعة ميزان »اما ان يكون هناك قانون، او لا يكون«.
ولكن اخرين يشيرون الى ان حماس لا يمكنها التقيد بعملية قانونية حتى لو ارادت ذلك النظام القانوني في غزة في حالة اهمال .
وكان الرئيس عباس قد امر القضاة والمدعين والشرطة بعدم التعاون مع حكام غزة الجدد، ولن يتلقى الذين يتجاهلون المنع رواتبهم.
وقد اشتكت حماس ايضا من حملة ضدها في الضفة الغربية، حيث تقول ان الاجهزة الامنية ومسلحين من فتح احتجزوا »336« من انصار حماس خلال الشهر الماضي وضربوا بعضهم في الحجز، وقتل احد نشطاء حماس وجرح اخر جراحا بالغة في هجوم لفتح.
وفي غزة، تؤكد حماس ان العفو قائم عموما، ولكنها تقر بان هناك استثناءات.
وقال اسلام شهوان المتحدث باسم القوة التنفيذية ان لدى القوة لائحة سرية باسماء موالين لحركة »فتح« سيتم قتلهم لضلوعهم المزعوم في قتل نشطاء من حماس، واضاف انهم لن ينالوا محاكمات اذا تم القبض عليهم.
وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري ان الحركة تراجع حاليا هذه الحالات وانهم ليس بالضرورة ان يتم اعدامهم، وعندما سئل عن الاعدامات التي جرت بعد العفو، اجاب ابو زهري ان الامر احتاج الى وقت ليبلغ وعد العفو الى القادة الميدانيين.
وقال ابو زهري : قرار العفو العام احتاج عدة ايام لتنفيذه، والان من الواضح تماما ان هناك هدوءا تاما، والتزاما من اعضاء حماس بهذا القرار«، ومن بين اولئك الذين قتلوا بعد العفو ادهم مصطفى، 19 عاما وهو مسؤول امن موال لفتح امسكت به حماس في اليوم الاخير من القتال واشار تقرير الطب الشرعي من مستشفى الشفاء في غزة الى ان مصطفى قتل مساء »15 حزيران« بعد ساعات من اعلان العفو.

وقال التقرير تعرض لسبع طلقات على الاقل، وظهر شريط فيديو لجثة مصطفى ان عينه اليسرى مفقودة اضافة الى قطعة كبيرة من لحمة تحت ذراعه اليمنى.
وكانت اسرته قد ظلت على اتصال مع حركة »حماس« اثناء كونه محتجزا وقد تلقت تطمينات بأنه سيتم الافراج عنه، وبدلا من ذلك، عثر اقاربه على جثته في المشرحة بعد يومين من القبض عليه. ورفض ابو زهري التعليق على الحادثة.
وفي اليوم الذي اعلن فيه العفو، حاول مقاتل فتح سلامة بربخ الفرار الى مصر، وعند الحدود امسك به مسلحون من حماس واطلقوا النار على ساقيه واخذوه الى مدينة خان يونس. ثم جرى نقله الى منزل وصفي شهوان، احد انصار حماس الذي يقال ان بربخ قتله قبل اكثر من عام.
وفي المنزل، تم قتل بربخ بوابل من الرصاص وجرى طعن جثته والدوس عليها بالاقدام، واعلنت حماس مسؤوليتها عن ذلك.وكانت هناك حادثة تعذيب مؤكدة واحدة على الاقل.
ففي قرية عبسان يرقد طارق عصفور الموالي لحركة »فتح« على سرير خارج منزله، وقد غطت جسده كدمات سوداء ووضعت ضمادات فوق »10« جروح في ساقيه كل منها بعمق نصف سنتميتر، وان تلك هي مواضع دق فيها محققوه من حماس مسامير في ساقيه.
وقال عصفور ان مسلحين من حماس امسكوا به في 29 حزيران واخذوه الى منزل مهجور.
واضاف ان محققي حماس ضربوه بعصا كبيرة ثم بمطرقة على مفاصله في الوقت الذي كانوا يطرحون عليه اسئلة حول مشاركته في القتال وحول المكان الذي اخفى فيه اسلحته وحول مكان تواجد شقيقه، وهو قيادي بارز في فتح.
وقال عصفور »يضربون ويسألون يضربون ويسألون واضاف »كنت اجيب كلا كلا واصرخ وابكي وكنت اخشى من ان اي اعتراف سيقتلني اعتقدت بأنني سأموت«
وقال عصفور »عندما لم يحصلوا على اجابه، سحبوا ساقي الى اعلى واخبروني انهم سيضعون مسامير في ساقي، وبعد »10« مسامير اعترف عصفور بمكان اسحلته.
ووثقت وكالة الاسوشييتدبرس ما لا يقل عن »4« حالات اخرى قال فيها موالون لفتح انهم احتجزوا وتعرضوا للضرب من قبل حماس.
وقال ابو زهري ان اشخاصا احتجزوا من اجل مصادره اسلحتهم وهو شرط العفو ونفى ان تكون اي اعمال ضرب قد وقعت.وفي بعض الحالات، كان قادة محليون من حماس يتوصلون الى اتفاقات عفو، لتجنب مزيد من سفك الدماء.
وفي بيت لاهيا، نظم قادة محليون من حماس مهرجان عفو لاربعة من اعضاء فتح حيث تم الاعلان امام الالاف عن العفو عن الاربعة.واشارت حماس ايضا الى انها تريد انعاش العملية القانونية.
وفي سجن غزة المركزي، قال سجناء ان حماس عاملتهم جيدا، في تحسن عن الوضع السابق، وقد ملئت شقوق للطعام في ابواب الزنازين بالخبر وعلب السردين.
وقال عبد الفتاح محمد 27 عاما والذي حكم بالاعدام بتهمة القتل قبل اربع سنوات »ان الظروف افضل بلا شك« ولكن قضيته تعكس ارتباك حماس بشكل ما ستفعله لاحقا، وقد تأجل اسئنافه الى اجل غير محدد لان النظام القانوني جمد من قبل الرئيس عباس.
وقال محمد »انا انتظر« واضاف »رئيس السجن قال انه سيشكل لجنة لاستجوابنا مرة اخرى، وانه سيتم الافراج عن الابرياء ولكن ذلك لم يحدث بعد .