الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

التحاق الفتاة بالسكن الجامعي تجربة تعزز الاعتماد على النفس وتحتشد بذكريات لا تنسى

نشر بتاريخ: 12/07/2007 ( آخر تحديث: 12/07/2007 الساعة: 11:38 )
عمان - الغد الاردنية - لبنى الرواشدة - تجد الفتاة نفسها مضطرة أحيانا أن تبتعد عن أسرتها للالتحاق بسكن داخلي لتكون قريبة من جامعتها ودراستها في حال كانت الجامعة بعيدة عن منطقة سكنها.

وفي أجواء لا تخلو من القلق يفارق الأهل ابنتهم لفترة مؤقتة لتواجه هي حياة جديدة تتحمل خلالها مسؤولية نفسها.

وفي هذه الظروف يصبح السكن هو منزل الفتاة المؤقت وتصبح زميلاتها هن أسرتها الجديدة. أحيانا ينسجمن وأحيانا أخرى يختلفن لكن يبقى المشهد وهو ذكريات السكن عالقا في مخيلتهن الى آخر العمر.

رنيم محمد (32 عاما) تقول إن ابتعاد الجامعة في إحدى المحافظات عن مقر سكنها أجبرها على الالتحاق في سكن, وتذكر رنيم تلك الأيام قائلة إنها لم تكن مثالية بسبب وجود بعض الفتيات السيئات والمشاغبات.

وتضيف أن تلك الأيام لم تكن تخلو من أوقات رائعة لا تنساها، مبينة أن بعض زميلاتها في السكن ما زالت علاقتها بهن قائمة الى الآن.

أما رندة (28 عاما) فتقول إن حياة السكن الداخلي تصقل شخصية الفتاة وتقويها لأنها تضطر لتحمل مسؤولية نفسها بعيدا عن أهلها.

وتشير إلى أن السكن يضم فتيات من بيئات ومناطق مختلفة, ووجودهن في منزل واحد يعطي الفرصة في تبادل الخبرات وإغنائها، وبخاصة إذا كانت هناك فتيات من جنسيات مختلفة.

وتقول إنها لا تستطيع أن تصف فترة تواجدها بالسكن بأنها كانت جيدة بالمطلق فأحيانا كانت تشعر بالانسجام والتكيف، وأحيانا أخرى كانت تتجنب التعامل مع زميلاتها، لا سيما المشاكسات منهن مع اشارتها إلى تضارب الأمزجة والأفكار للفتيات.

من جانبها، تقول أم أيمن إنها لا تفضل التحاق ابنتها بسكن داخلي مهما كانت الظروف بسبب قلقها من أجواء السكن.

وتتابع أن ابنتها عندما اجتازت التوجيهي وخولها معدلها لدخول إحدى الجامعات البعيدة في إحدى المحافظات فضلت هي وزوجها أن يدخلاها جامعة خاصة قريبة من منطقة سكنها لتجنب التحاق ابنتها بسكن داخلي.

ياسمين أحمد وهي ملتحقة منذ عام بسكن داخلي تقول إنها تفتقد أسرتها كثيرا وبخاصة عند أوقات تناول الوجبات، مشيرة إلى تناولها وجبات سريعة يتم طلبها من المطاعم في معظم الأوقات.

وتضيف أنها كانت تفضل لو أنها قريبة من أسرتها في العقبة لكن بعد المسافة يجعلها تبقى حوالي الأسبوعين من دون أن تراهم بسبب ضغط الدراسة.

وعن أجواء السكن تقول إن هناك زميلات لها أصبحت علاقتها بهن وطيدة وزميلات أخريات تتجنب التعامل معهن بسبب اختلاف الطباع والميول، مشيدة بمستوى السكن الذي تلتحق به بسبب توفير الخدمات كافة.

ويبقى السكن الجامعي محطة لا تنسى في حياة الفتيات اللواتي خضن هذه التجربة وهذا ما تؤكده زينات خصاونة نائبة المديرة في سكن بادان.

تقول خصاونة إن التعامل مع الفتيات أمر فيه متعة ومسؤولية في الوقت ذاته مع تواجد فتيات أجنبيات وعربيات الى جانب الأردنيات.

وعن جانب المسؤولية تقول خصاونة إن اجتماع عدد ليس بقليل في منزل واحد يشكل نوعا من المسؤولية الكبيرة على كاهل الإدارة بسبب اختلاف كل فتاة عن الثانية في طريقة حياتها وتفكيرها.

ويتم تنظيم الأمر بحسب خصاونة عن طريق قوانين معينة يتم إطلاع الفتاة عليها من خلال عقد وتعهد توقع عليه الفتاة وتوافق بموجبه على قوانين السكن.

وفي حال أقدمت الفتاة على أي فعل يخل بالعقد أو إذا أزعجت زميلاتها بأي أمر يتم توجيه إنذار لها وإذا تمادت يتم فصلها من السكن.

وتقول خصاونة إن الفتيات عموما هادئات ولديهن شعور عال بالمسؤولية ويعلمن أنهن ابتعدن عن أسرهن للعلم وليس لشيء آخر.

وتعتبر سائدة سليمان مسؤولة السكن الداخلي الذي يضم 200 طالبة في جامعة البترا الأهلية أن السكن الداخلي التابع للجامعة "أفضل" حسب رأيها بسبب قربه من الجامعة ولارتباط سمعته بسمعة الجامعة.

وتقول سليمان إن الأهل يجب أن يدققوا في اختيار السكن الذي تلتحق به ابنتهم وأن يراقبوا ويعرفوا مدى الضبط والالتزام الى جانب توفر الخدمات المقدمة.

ومن الخدمات التي ترى سليمان ضرورة توفرها في السكن وجود مرشدة اجتماعية وسيارة إسعاف على باب السكن للطوارئ وباص أو اثنين ليرافق الطالبات في الزيارات والذهاب للتسوق.

وتقول سليمان إن السكن يضم طالبات من جنسيات أجنبية وعربية من العراق وسورية ودول الخليج وعرب 48 الى جانب الفتيات اللائي يأتين من المحافظات كالكرك ووادي موسى والمفرق.

وتشير سليمان إلى نهج الجامعة في التعامل مع الطالبات قائلة إن المسؤولين في الجامعة يرفعون شعار "سمعة السكن من سمعة الجامعة"، لذلك يتم "التضحية" بأي فتاة لا تلتزم بالقوانين حتى لا تتم الإساءة لسمعة الجامعة.

وعن الإيجابيات التي قد تتوفر بجو السكن تقول سليمان إن منها اختلاف العادات والتقاليد الآتي من اختلاف الجنسيات, وتقول سليمان إن السكن الجامعي كأي مصلحة خدمية ينبني نجاحها على السمعة الجيدة فاذا كانت سمعته جيدة فهذا يوثق الثقة به ويعززها ويصبح الطلب والإقبال عليه من الفتيات أكثر.