الثلاثاء: 07/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

بلدة سعير وعين مائها التاريخية

نشر بتاريخ: 28/05/2014 ( آخر تحديث: 28/05/2014 الساعة: 14:50 )
الخليل - معا - تقع بلدة سعير شمال شرق مدينة الخليل- وهي بلدة دائمة الخضرة من حيث البستنة وتنوع أشجارها، ويصل تعداد سكانها (28000) نسمة تقريبا وقد تعاقبت عليها عدة مسميات منها (سيور )- وتعني المنطقة الخشبية والشاهقة لوجود الجبال فيها (وصعبر ) – وتعني العين المتدفقة المياه.

فلا يمكننا الحديث عن بلدة سعير دون التطرق للحديث عن عين الماء التاريخية التي تقع وسط البلد.. فهي رمز من رموزها وشاهد من شواهدها التاريخية، فمنذ القدم وعين سعير تشكل عامل استقطاب للسكان على مر العصور.

وفي الزمن البعيد أقامت الملكة ( هيلانة ) مملكتها على أراضي سعير والتي امتد حكمها واتسعت مملكتها لتصل الى حوسان ببيت لحم مروراً بالمناطق الشمالية الغربية لمدينة الخليل مثل بلدة (صوريف) وما جاورها من القرى والبلدات.

وقد ارتبط وجود الملكة في البلدة بوجود نبع الماء العذب والغزير فيها وهذا أيضاً ما شجع ودفع قبائل سعير والمناطق المجاورة قديماً للعيش فيها لوفرة مائها ونقائه آنذاك.

والى فترة ليست ببعيدة ... ظل الكثير من سكان بلدتي سعير والشيوخ وجزء من سكان مدينة حلحول يردون الى عين الماء لسد حاجاتهم منها .

فالمحصلة ... أن بلدة سعير تقع على بحيرة من الماء بالإضافة الى وجود مجموعة من الآبار الجوفية التي تمتد عبر قنوات جوفية في منطقة وادي سعير ومنطقة التقوع الخاصة بأراضي سعير.

فالقنوات الجوفية هذه تغذي جزءا كبيرا من مدينة بيت لحم وتعد أيضاً الممول الرئيس لمحافظة الخليل، والجزء الأكبر منها يذهب لسلطات الاحتلال لإمداد المستوطنات بها.

وبالعودة إلى عين سعير وما تعانيه من مشاكل ولمعرفة المزيد من المعلومات حولها قابلت (د. كايد جرادات) رئيس بلدية سعير فبدأ القول:" بأن رأس النبعلعين سعير يبدأ أو موجود بمنطقة تسمى الحاجر وتنساب المياه منه في قنوات ومسارات جوفية بمسافة (1كم)إلى أن تصل وسط البلد وتستمر بالانسياب على مسافة (3كم) لتصل إلى وادي سعير ومن ثم تغوص في باطن الأرض ".

ولكن ما هي المشاكل التي تحول دون الاستفادة من مياه العين ؟

فرد (د. جرادات) قائلاً: "إن من أهم المعضلات التي تحد من استغلال مياه العين للشرب و الزراعة تلوثها بمياه الصرف الصحي وهي المشكلة الحقيقية والفعلية التي تواجهنا، فشبكة الصرف الصحي بالبلدة غير صالحة وتعاني من التلف الشديد لذلك تصب كل ملوثاتها بماء العين.

بالإضافة إلى مشكلة قيام بعض الأفراد بالدخول إلى المعد الرئيس للعين بوضع مواسير على مستوى أعلى من مستوى المياه الحقيقي لتجميع المياه ولكن تسبب هذا التعديل غير العلمي والصحيح بإغلاق مسارات عديدة لنبع العين الرئيس مما أفقدها حيويتها."

ورداً على سؤال آخر ما هي الجهات المسؤولة والمعنية بالحل ؟

فأجاب (جرادات):" أن سلطة المياه من الجهات المختصة وهي شريك رئيسي في حل الأزمة بالإضافة إلى سلطة البيئة و وزارة الصحة ونحن قدمنا أكثر من طلبومناشدة لتلك الجهات ولكن الجواب دائماً هو ضعف الإمكانيات وغياب التمويل الكامل وذلك لمضخات المياه أو لإعادة ترميم المجاري الداخلية للحد من وصولها لماء العين.

فنحن لا نمتلك الحد الأدنى من الإمكانيات لتجميع المياه للحفاظ على مخزونها الداخلي فنحن بحاجة إلى صيانة المسارب المائية وصولاً إلى البرك التجميعية على الأقل لاستعمالها للزراعة لحل أزمة المياه المتأزمة أصلاً."

وأنهى (جرادات)قوله بذكر ميزة عين سعير" إذ انها دائمة الانسياب والجريان وأن النبع لم ينضب ولم يتوقف للحظة."

اعدت هذا التقرير : فلسطين جردات ضمن مشروع الاعلام الريفي الذي تنفذه شبكة معا الاعلامية