الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

آلاف الأتراك يزورون الأقصى في وجه محاولات التهويد

نشر بتاريخ: 28/05/2014 ( آخر تحديث: 28/05/2014 الساعة: 18:50 )
القدس- معا - ايمانا منهم بقدسيته ورغبة في شد الرحال اليه يقوم آلاف الأتراك بزيارة المسجد الأقصى ومدينة القدس كل عام، وفي المناسبات الدينية بشكل خاص، فتركيا تعتبر البلد الإسلامي "غير العربي" الأقرب الى فلسطين، رغم تعرض العديد من الأتراك للتأخير والتفتيش في مطار اللد (بن غوريون) أو على جسر الملك حسين (اللنبي)، اضافة الى حرمان العديد منهم من تأشيرة الدخول.

وفي كل ناحية من أنحاء البلدة القديمة بالقدس يلاحظ أثر الحضارة التركية العثمانية في المباني والأسواق، كما أن أهالي مدينة القدس وبلاد الشام عموماً يستخدمون كلمات تركية عديدة وعادات وتقاليد توارثها العرب عن العثمانيين.

وفي ذكرى الاسراء والمعراج يحتضن المسجد الأقصى آلاف الأتراك الذين يأتون خصيصا من أجل احياء هذه المناسبة، المرتبطة بهذا المسجد، بتقاليد عريقة تحاكي مئات السنين من الحضارة العثمانية التركية.
|282347|
موسى حجازي عضو رابطة خريجي تركيا والذي يرافق المواطنين الأتراك الذين يأتون بصورة مستمرة الى مدينة القدس قال لوكالة معا :" لقد حضر 3 الاف تركي، للاحتفال بالاسراء والمعراج في المسجد الأقصى، وضم علماء وأئمة مساجد وطلبة مدارس وجامعات وعائلات، وهو ما يعكس مدى الحب الذي يكنه الشعب التركي للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مضيفا:" ان الأتراك حضروا الى المسجد بهذا العدد الكبير لارتباط الأقصى بمعجزة الاسراء والمعراج، حيث أُسري به من مكة المكرمة الى الأقصى ومنها عرج الى السماوات."

وأضاف حجازي :"يقوم الأتراك في هذه المناسبة الدينية بقراءة القرآن والتراتيل والأناشيد الدينية، وقد أدوا تلك الشعائر في المسجد الأقصى".

وأشار حجازي الى تزايد إقبال المواطنين الأتراك على زيارة المسجد الأقصى خلال السنوات القليلة الماضية، بعد ظهور دعوات من أئمة من القدس والداخل لزيارة القدس والأقصى للتأكيد على إسلامية المسجد أمام محاولة المتطرفين اليهود تهويده، مشيراً ان الأتراك لم يقوموا خلال السنوات الماضية بزيارة البلاد بهذا العدد الكبير، مستندين إلى فتوى صادرة عن الشيخ يوسف القرضاوي، تحرم زيارة القدس تحت الاحتلال باعتبارها زيارة "تطبيع".
|282352|
الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج..

وفي الأقصى وبهذه المناسبة العطرة قام أئمة مساجد أتراك الأحد الماضي ابرفع اذآن صلاتي المغرب والعشاء كما أدوا صلاة التسابيح (اكثر من 30 ركعة) لنيل الأجر والثواب حيث تعادل الركعة في الأقصى 500 ركعة في غيره من المساجد.

وعبر أهالي مدينة القدس الذين شاركوا في إحياء ذكرى الاسراء عن سعادتهم بوجود المواطنين الأتراك، حيث قام شبان في البلدة القديمة بتوزيع الحلويات عليهم تقديرا لحضورهم واحتراما لمواقفهم، كما قام المواطنون الاتراك بتوزيع "الحلقوم التركي" والالعاب على اطفال المقدسيين.

وأوضح حجازي أن احتفال الأتراك ومشاركتهم أهالي مدينة القدس في ليلة الإسراء عكست مدى حبهم للقدس وتعلقهم بالمسرى وشوقهم الدائم للصلاة والرباط فيه، واحترامهم لأهالي المدينة الذين يدافعون عن الأقصى وشرف الأمة الإسلامية، قائلين ان الله أعطى أهالي القدس شرف الرباط والدفاع عن
الاقصى، وهم يدافعون عنه لوحدهم وهم أقوى من الجيوش.

الأقصى بعيون الأتراك..

أما رئيس الوفد التركي مصطفى سراج فأوضح ان اهتمام المواطنين الاتراك بزيارة القدس زاد خلال السنوات الأخيرة خاصة بإحياء مناسبة الاسراء والمعراج في المسجد الأقصى المبارك، وهي بادرة طيبة لشعورهم بالمرابطة في الأقصى وفرحتهم بشد الرحال اليه.

وقال سراج لوكالة معا :" ان ذكرى الاسراء والمعراج تسمى في تركيا "ميراج قنديل" لأن الأتراك كانوا يزينون المآذن بالقناديل رمزا لأهمية هذه الليالي المباركة، وهو دليل على اهتمام الأتراك بهذه المناسبة."
|282350|
وعن الاحتفال الذي اقيم في المسجد الأقصى قال سراج :"أقمنا احتفالا ذا طابع تركي بليالي القناديل، يتميز بالأناشيد الدينية والمواعظ والنصيحة، كما شارك في الاحتفال أعضاء من رئاسة الشؤون الدينية التركية".

ووجه سراج كلمة للمسلمين بهذه المناسبة يدعوهم فيها لأن يشعروا بأهمية الأقصى والمرابطة فيه.
|282348|
وفي لقاء مع إحدى المشاركات التركيات تدعى "إيليف" قالت :"لقد أتينا من إسطنبول من أجل زيارة المسجد الأقصى المبارك، وكلنا أحاسيس ومشاعر للأقصى، ونحن سعداء في نفس الوقت نحزن، سعداء جدا لوجودنا داخل المسجد الأقصى بمناسبة الاسراء والمعراج وحزنا لأننا عندما أتينا لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى منعتنا الشرطة من الدخول للمسجد فبكينا".
|282353|
وعن تفضيل الأتراك لإحياء هذه المناسبة في المسجد الأقصى قالت :"لأن رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام للمسجد الأقصى ومنه إلى السماوات العلى، كما ذكر في سورة الإسراء، وهي مناسبة مباركة ومقدسة".