الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة يشكل فرجا للحيوانات التي ضاقت بها المراعي والساحات
نشر بتاريخ: 01/09/2005 ( آخر تحديث: 01/09/2005 الساعة: 11:51 )
غزة- معا- من المضحك أن الحيوانات تنتظر ساعة الفرج أيضاً في قطاع غزة، فهي لا تعيش مع الاحتلال، كما لا يعيش الإنسان الطبيعي معه، ولو نطقت هذه الحيوانات بلغة يفهمها البشر لطالبت الاحتلال بالرحيل فوراً عن أرضها وسمائها وبحرها.
وفي قطاع غزة تمتاز الحيوانات بميزة عن مثيلاتها في البلاد المختلفة فهي هنا كما الإنسان معرضة للقصف والتفتت إلى أشلاء أو لردم المنازل فوق رؤوسها أو لاصطيادها عبر التسميم والغازات وإطلاق القوارض عليها وبالأغلب تشويه حياتها بكل الصور وخنقها ووقف نموها وخاصة "الديموغرافي" بمعنى " تكاثرها الطبيعي" كي لا ينفصل الاقتصاد الفلسطيني بهذا الجانب عن الاقتصاد الإسرائيلي الذي يغرق سوق القطاع بآلاف الرؤوس من كافة انواع الحيوانات والطيور.
وطرأت على حياة الحيوانات حالة جديدة من قطع الطريق أمامها، وكانت المستوطنات الإسرائيلية الإحدى والعشرون المتناثرة في قطاع غزة هي الفاعل، حتى أنها قطعت على هذه الحيوانات الوديان والأراضي المنبسطة، ولم يفرق جيش الاحتلال الإسرائيلي بين إنسان وحيوان في سياسة عقاب جماعي اتبعها منذ بداية احتلاله للأراضي الفلسطينية وخاصة في الأعوام الخمسة الأخيرة، حتى وصل الأمر إلى منع تدفق الأعلاف والأسمدة وطعام السمك إلى القطاع عبر المعابر الإسرائيلية الخانقة.
وتعتبر منطقة الملالحة القريبة من مستوطنة نتساريم وسط القطاع وبالتحديد بجانب قرية المغراقة الفلسطينية من أكثر المناطق تضرراً، كونها تجمع للعائلات البدوية من عائلة الملاحة التي تعتاش على تربية الأغنام والجمال والنوق التي انخفض عددها بشكل حاد نظراً لإقدام المستوطنين إما على سرقة ما تطاله أيديهم أو تسميمها أو إطلاق النار عليها بشكل مباشر خاصة تلك التي تضل طريقها وتعبر شارعاً يؤدي إلى المستوطنة.
وعدا عن ذلك فإن "نتساريم" وهي المستوطنة التي سلبت الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية أثرت بشكل حاد على رعي هذه الحيوانات المملوكة لهذه العائلات.
يقول الحاج حسان الملاحة :" نحن محبوسون في سجن صغير حبسا إداريا وقوات الاحتلال فرضت على فلسطين وعلى كل إنسان وحيوان هذا السجن....، كان عدد الجمال قبل الانتفاضة من 100-200 بسبب ضيق الأرض بعد الاحتلال، لكن الآن العدد قليل جداً وقوات الاحتلال كانت دائماً تطلق النار على الجمال والحيوانات بشكل مباشر".
ويحلم أبو محمد أن تتسع الأراضي الرعوية حوله بعد الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات غزة حتى ترعى الحيوانات بحرية وأمان ويستطيع الأهالي تربية الطيور المنزلية في منازلهم.
اما المواطن أبو محمد الأشهب ملالحة فيقول ان لديه ما يقارب 200- 300 رأس من الغنم ومن الحمام والدجاج، مؤكداً أنها تشكل الدخل الوحيد له ولعائلته وتوفر له على مدار العام ما يحتاجه هو وعائلته من شرب وأكل ولكن في ظل وجود المستوطنات التي انتشرت حوله فيقول ان نسبة الدخل من هذه الحيوانات انخفض بشكل ملحوظ فيما قلت اعداد رؤوس الغنم حيث قتل عدد كبير منها, وباع هو الباقي بسبب حاجته المادية، معرباً عن امله ان يعود الانسحاب الاسرائيلي بالمنفعة على رعاة الحيوانات المنزلية وان تتوفر أراض زراعية ورعوية للحيوانات والطيور بحيث يرتفع المستوى المعيشي لهذه العائلات.
وتقريباً تعد عائلة الملالحة هي العائلة الوحيدة التي تعنى بتربية الجمال والنوق ورفد قطاع غزة بهذه الحيوانات الأصيلة عدا عن رؤوس الأغنام والأبقار والدواجن بمختلف أنواعها وأشكالها، فيما تعد معاناتهم واحدة من صور المعاناة التي وقعت على الشعب الفلسطيني، حيث حرم الاحتلال أهالي هذه المنطقة من الأراضي والاعلاف والأسمدة وكثير من المحاصيل التي تتغذى عليها هذه الحيوانات.
وكان الاحتلال الإسرائيلي عبر السنوات الماضية قد عمد إلى استهداف القطاع الزراعي بشكل كبير حيث جرف ما يقارب 28031 دونماً من الأراضي الزراعية في قطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين أيلول/سبتمبر 2000 حتى نهاية آذار /مارس من هذا العام، وذلك حسب إحصاءات مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة العامة للاستعلامات.
وطبعاً يشمل القطاع الزراعي الفلسطيني المختلط بقطاع الرعي عدداً من رؤوس الأغنام والماعز والأبقار والدواجن اللاحم والبياض، وهذا بدوره نال حظاً من الخسائر التي بلغت 2808 رأسا من الأغنام والماعز و993 رأسا من الأبقار وحيوانات المزارع و 464282، من الدواجن اللاحم، و 197904 من الدواجن البياض.