المدخنون في قطاع غزة بين ارتفاع أسعار السجائر وانقطاع الدخل .. بارقة أمل للإقلاع عن التدخين ام طريق للاستغلال والاحتكار؟
نشر بتاريخ: 12/07/2007 ( آخر تحديث: 12/07/2007 الساعة: 20:47 )
غزة- تقرير معا- رغم ارتفاع اسعارها بشكل كبير وانقطاع رواتب بعض الموظفين لفترات طويلة الا ان المدخنين واصلوا رحلة البحث عن السجائر دون الالتفاف الى اسعارها او صعوبة الحصول عليها.
"معا" حاولت معرفة اسباب هذا الارتفاع المفاجئ في اسعار علب السجائر في قطاع غزة خاصة بعد سيطرة حماس على القطاع واغلاق المعابر .
رئيس رابطة مكافحة التدخين وليد القدوة راي في ارتفاع اسعار السجائر فائدة وقال" إن ارتفاع أسعار الدخان سيساعد المواطنين الراغبين بالإقلاع عن التدخين فهذه فرصة جيدة لهم للإقلاع عنه" .
وأشار القدوة إلى أن علبة الدخان التي كانت تباع بعشرة شواكل تباع الآن بخمسة عشرة شيكلا وذلك لقلة الدخان ناهيك عن احتكار الشركات المصنعة للتبغ وأيضا التجار الذين يستغلون إغلاق المعبر ويرفعون الأسعار .
ولفت وليد القدوة إلى أن عدد المدخنين في غزة والضفة الغربية بلغ 800 ألف مدخن وأن 450 مليون دولار تنفق سنويا على التدخين وهذا المبلغ لايشمل ما تنفقه وزارة الصحة على علاج أمراض المدخنين .
وأوضح القدوة أن شركات ومؤسسات خاصة هي من تقوم باستيراد الدخان والتبغ إلى القطاع لذلك لاتوجد إحصائية عن عدد الدخان الموجود في القطاع لافتا إلى أن هدف هذه الشركات هو الربح المادي فقط ولا يهمها صحة المواطن الفلسطيني.
وحذر القدوة من أمكانية ارتفاع سعر علبة الدخان إلى 100 شيكل إذا استمر إغلاق المعبر لمدة طويلة ,مشيرا إلى أن وجود مادة "النيكوتين" _وهي نوع من أنواع المخدرات _في الدخان هي السبب الرئيسي الذي يدفع المواطن لشراء علبة السجائر مهما كان ثمنها .
وقال إن السبب الرئيس خلف ارتفاع أسعار الدخان هو إغلاق معبر رفح البري معربا عن اعتقاده بأن غزة لن تفرغ من الدخان وذلك لوجود الأنفاق التي تقوم بتهريب الدخان إلى القطاع .
وأبدى القدوة تخوفه من أن يجأ المدخنون لطرق غير مشروعة وذلك لتأمين النقود لشراء علبة السجائر لافتا إلى أن ذلك سيشكل خطرا ولكن بنسبة بسيطة لاتتجاوز 1% من الموطنين في غزة.
وبين القدوة أن 80% من السجائر الموجودة غير مستوردة ومن 50 إلى 60 % هي سجائر مستوردة يتم تداولها في الأسواق في حين أن هناك 20% من السجائر المحلية والتي يتم إنتاجها من قبل شركة سجائر القدس المحدودة في مدينة القدس والتي من منتجاتها (وسام وجمال وامبريال ).
الموظف سهيل العابد قال " أنا لا أستطيع شراء علبة الدخان وذلك لعدم وجود الرواتب وأيضا لارتفاع أسعار الدخان " مشيرا إلى أن ارتفاع الدخان قد يدفع بعض المواطنين للسرقة وذلك للحصول علي علبة سجائر.
وأوضح عابد بأنه إذا استمر الغلاء في أسعار الدخان سوف يقلع عن التدخين وذلك لتأمين الغذاء لأطفاله في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن الفلسطيني .
ومن جانبه أشار التاجر ناصر لولو إلى ارتفاع سعر علبة الدخان من 10 شيكل إلى 15 شيكل لافتا إلى أنه في الفترة الحالية هناك إقبال كبير على علب السجائر وذلك خوفا من انقطاعه .
وفي لقاء لنا معه قال "إن دكاني خال من السجائر وذلك لأن المواطنين اشتروا كل مالدي من السجائر وأنا الآن أنتظر التجار حتى تأتي دفعة جديدة من السجائر ".