الأربعاء: 08/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحسيني يطلع وفدا من حزب العمال البريطاني على مدينة القدس

نشر بتاريخ: 31/05/2014 ( آخر تحديث: 31/05/2014 الساعة: 17:23 )
القدس - معا- أكد وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ان المفاوضات التي جرت بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال الشهور التسعة الماضية اثبتت ان الحكومة الاسرائيلية غير معنية في التوصل الى حل شامل وعادل قائم على اساس حل الدولتين واستغلتها لمزيد من التوسع الاستيطاني ما يدفع المنطقة برمتها الى المجهول محملا حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية فشلها ، موضحا أهمية المصالحة الفلسطينية الجارية حاليا والتي ستتوج بحكومة توافق وما تعنيه بالنسبة لوحدة الوطن جغرافيا وسياسيا الامر الذي سيعزز من قوة الجانب الفلسطيني في مواصلة الضغط من اجل نيل حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على التراب والمياه والهواء وعاصمتها الابدية مدينة القدس.

واستعرض أمام وفد من حزب العمال البريطاني التقاه السبت في العاصمة المحتلة ويزور دولة فلسطين منذ يومين لمشاهدة ما يجري على ارض الواقع، أوضاع المدينة المقدسة وسكانها والمعاناة التي يكابدونها جراء الاجراءات الاسرائيلية الباطلة والتعسفية والمنافية لابسط المواثيق والاعراف الدولية والانسانية.

وقدم إحصائيات ومعطيات وأرقام حول سبل التهجير الممنهجة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من حيث مصادرة الاراضي وفرض القوانين العنصرية التي تسهل ذلك ومن أهمها قانون أملاك الغائبين وفرض الضرائب الباهظة والمخالفات والقيود التعجيزية لاستصدار رخص البناء ، وذلك بهدف دفع السكان الى ترك اراضيهم طوعا وبالتالي تسهل عملية السيطرة عليها والاستيطان بها ، موضحا ان التركيز الاسرائيلي الاستيطاني ينصب في مناطق سلوان وراس العامود والشيخ جراح ووادي الجوز والبلدة القديمة ، والتي تعرفها اسرائيل بمنطقة " الحوض المقدس " وهي تسمية عنصرية غريبة عجيبة ، لا تعني سوى ان قدسية هذة المدينة تعود فقط لليهود وتغفل الجذور العربية الاسلامية المسيحية ، والتركيز على المناطق المصنفة ( ج ) والتي تشكل ما نسبته 62 بالمئة من مساحة الضفة الغربية ومطاردة البدو فيها لاخلائها واستثمارها اقتصاديا واستيطانيا وبالتالي عزل مدينة القدس عن محيطها وتقطيع اوصال الدولة الفلسطينية المنشودة.

وأضاف :" ان اسرائيل غير آمنة على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة وغير راغبة بتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن أمن هذة الاماكن المقدسة بما يليق بمكانتها الفلسطينية والعربية والدولية والالهية ، مشيرا الى ان عدد المقدسيين لدى الاحتلال عام 1967 كان نحو سبعين ألف نسمة يعيشون في 9 كيلومتر مربع منهم نحو اربعين بالمئة من المسيحيين لم يتبق سوى ثلاثة بالمئة حيث اضطرت الغالبية الساحقة الى الهجرة جراء الضغوطات والممارسات الاحتلالية الاسرائيلية ، موضحا ان مدينة القدس تتحول في المناسبات الدينية المسيحية والاسلامية الى ساحة حرب تمارس فيها سلطات الاحتلال الاسرائيلي سيادتها في التلذذ بمنع المؤمنين من الجانبين من الوصول الى اماكن عباداتهم.

وأكد الحسيني ان القدس مفتاح السلام للعالم اجمع ، والشعب الفلسطيني كان ضحية مؤامرة منذ العام 1917 وما زال يدفع ثمنها حتى اللحظة ، محملا المجتمع الدولي مسؤولية تمادي اسرائيل في سياستها العنصرية المتغطرسة خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والتوسع ومواصلة مدها بالسلاح ودعمها وغض الطرف عن انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.

وقدم للوفد البريطاني عرضا شاملا لمسار عملية السلام منذ بدئها ، موضحا العثرات التي كان المفاوض الاسرائيلي يفتعلها بدعم من حكومته من اجل الوصول الى طريق مسدود يقطع الطريق على حل الدولتين ، مستعرضا الظروف والاوضاع الصعبة التي مر وما زال بها الشعب الفلسطيني والمقدسيين على وجة الخصوص بالرغم من التنازلات المؤلمة التي قدمتها القيادة الفلسطينية في قبولها بدولة مستقلة مترابطة الاطراف على ما نسبته 22 بالمئة من فلسطين التاريخية ، ما يدلل على النوايا الصادقة لدى الفلسطينيين نحو السلام وما يقابله من نوايا واطماع اسرائيلية في التوسع على حساب الارض الفلسطينية والعربية.

وتطرق الحسيني الى الحل المنطقي لقضية مدينة القدس والتي تشكل البوابة الرئيسية للسلام في المنطقة برمتها ومن دونها لن يتحقق السلام العادل والشامل ، حيث تكون مدينة مفتوحة وعاصمة للدولتين وفق حدود الرابع من حزيران عام 1967 ، منوها الى القوانين الاسرائيلية العنصرية التي تستهدف هذه المدينة المقدسة والتي تتيح وتشرع لليهود باستعادة ما يزعمون من أملاك في شطرها الشرقي ، فيما تحرم على الفلسطينيين المطالبة بحقوقهم واملاكهم في الجزء الغربي منها.

وكان مستشار دائرة شؤون المفاوضات أشرف الخطيب قد اصطحب الوفد البريطاني بجولة في مدينة القدس استعرض خلالها البؤر الاستيطانية واطلعهم على آليات الاحتلال في استهداف البدو ومطاردتهم في مضاربهم من اجل التوسع الاستيطاني.