الفدائي في عيون الوطن غالي
نشر بتاريخ: 31/05/2014 ( آخر تحديث: 31/05/2014 الساعة: 18:11 )
كتب : أسامة فلفل
الفدائي الكبير خاض المستحيل وكسر القيود بعد مخاض صعب وشرس حيث استنهض عزيمة شعب ,رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر والتحديات شكلت مخاض مصيريا عنوانه العريض الوصول إلى نهائيات كأس آسيا.
اصرار عجيب وإرادة تقهر الحديد أبداها الفدائيون وسطروا من خلالها ملحمة الانتصار والتتويج باللقب لبطولة كأس التحدي لتتوهج الأفراح في فلسطين والتفاعلات الجماهيرية تنطلق على امتداد مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج مع هذه الفرحة الفلسطينية العارمة.
حقيقة لقد واصل الفدائيون مشوار الكفاح والعطاء بوتيرة تميزت بالرقي والإبداع والثبات أهلتهم أن يكونوا أبطال لبطولة التحدي والوصول إلى نهائيات كأس آسيا في استراليا عام 2015 م.
إن مسيرة المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم (الفدائي) هي جزء أصيل من تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية وعنوان بارز من عناوين العطاء الموفور لمقاتلي هذه الكتيبة الذين استطاعوا بقوة الإرادة والعزيمة من تحويل التحديات إلى انجازات عظيمة سيحتفظ بها التاريخ في سجلاته لأنها أصبحت جزء مهم لاسيما في هذه المحطة الفارقة التي تتعاظم فيها حالة النهضة الرياضية في فلسطين.
إن مسيرة الفدائي في المباريات السابقة لبطولة كأس التحدي أعطتنا الثقة والأمل في القدرة على مقارعة أعتى وأقوى المنتخبات ودك حصونها مع ثبات وارتفاع المستوى الفني العام لاسيما أن الفدائي هو المنتخب الوحيد الذي لم تهتز شباكه وحافظ على عذريتها إضافة إلى تسجيل خمسة أهداف بنكهة فلسطينية الهوية كنعانية الجذور قبل الوصول إلى المباراة النهائية ونوعية اللاعبين والأسماء اللامعة والقامات الفارعة والبنية القوية للاعبين المخضرمين والمحترفين الذين تسابقوا جميعهم وانصهروا في بوتقة الوحدة وحملوا ثقافة الفوز وترجموها بشكيمة الأبطال وأعادوا لفلسطين والمنظومة الكروية مجدها وثبتوا اسم فلسطين على الخارطة الإقليمية والدولية هذا كله أعطانا الثقة بالظفر باللقب وعبور التاريخ من بوابة المالديف.
لاشك أن كتيبة الفدائي ومعها الجهاز الإداري والفني حملت شعارا واحدا لا يقبل القسمة وهو التتويج باللقب وإضافة انجاز جديد لكرة القدم الفلسطينية وهذا ما تحقق لولا الحضانة الدافئة والرعاية من القيادة الرياضية وصدق الانتماء لأعضاء كتيبة الفدائي الذين برعوا في عزف سمفونيات كروية أطربت كل عشاق المستديرة.
من حسن الطالع أن يأتي هذا الانجاز التاريخي بالتزامن مع أجواء المصالحة وإعلان حكومة التوافق الوطني وبكل تأكيد هذا الفوز والانتصار الكبير سيكون له صداه وأثرا طيبا على وحدة الصف وتعزيز التلاحم والمضي قدما على طريق الانجازات.
حقيقة هذا الانجاز الكبير وضعنا اليوم ضمن أفضل (16) منتخب في قارة آسيا ولأول مرة ودخولنا التصنيف واللعب مع الدول الأكثر تقدما على الصعيد الآسيوي وهذا في حد ذاته يعتبر نقلة نوعية وإضافة جديدة على الصعيد الوطني والدولي.
هذا الفوز الجديد والنوعي سوف يكون له انعكاساته على اللاعبين وسيصبح سوق كبير للعرض وهذا الحدث التاريخي سيغير المعادلة الرياضية الفلسطينية ويعطي قوة طرد مركزية لتحقيق انجازات أكبر وأشمل على صعيد المشاركات والاستحقاقات القادمة في كل الألعاب الرياضية.
اليوم وأمام هذه الحالة الفلسطينية الجديدة التي فرضت نفسها على الساحة وخصوصا بعد الانجاز التاريخي والتتويج بلقب بطولة كأس التحدي والعبور لأستراليا والمشاركة في كأس آسيا في يناير 2015 م القطاع الخاص بكل مكوناته سيقف بقوة للمساهمة في دعم وتطوير الرياضة الفلسطينية التي أصبحت عنونا يتصدر المشهد على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
ختاما...
رحلة المنتخب لم تكن سهلة بكل ظروفها وفصولها حيث تحولت أمام عزيمة الأبطال لبركان هادر جعل كتيبة الفدائي في أعلى درجات الجاهزية لخوض غمار ملحمة العبور فكان الوعد والعهد والقسم بالعودة من جذر المالديف ببطاقة التأهل للعرس الآسيوي وعبور استراليا والوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2015 م.
وأخيرا تحقق الحلم وأضحى حقيقة بإرادة وعزيمة الفدائيين.