عندما يبكي.. الرجال
نشر بتاريخ: 31/05/2014 ( آخر تحديث: 31/05/2014 الساعة: 19:05 )
بقلم : بدر مكي
الرجل الذي جاوز الستين من عمره المديد.. زرع الفرحة في نفوس ابناء شعبه.. وكان يبكي كما الطفل لان لديه قلب طفل.. بعد ان حقق الفدائي في المحيط الهندي.. الانجاز الاكبر في تاريخ الكرة الفلسطينية.. انه جبريل الرجوب مع حفظ الالقاب.. اختزل الجنرال عمر الرياضة.. بعد ست سنوات من العمل المضني والدؤوب.. وصل خلالها الليل بالنهار.. كان يؤمن بأهمية اللاعب.. يعامله كما ابنه.. ولهذا وفر له كل اسباب النجاح.. وفي مقدمة ذلك.. اطلق دوري المحترفين.. حتى يوفر لهذا اللاعب الحياة الكريمة.. القائمة على الاستقرار.. وقد خرجت معظم الكتيبة من رحم دوري المحترفين.. وهذا ينطبق ايضا على بطل النكبة.. الاولمبي.
من حقه ان يفرح.. وقد افرح.. اسرانا البواسل.. المضربين عن الطعام.. بعد ان وضع بلده.. على الخارطة العالمية وكأني به يقول «الفتح الفلسطيني قادم يا استراليا».. وقد اصبحنا رقما صعبا في كرة آسيا..
ماذا فعلت يا جبريل.. صاحب القيمة والقامة.. ابكيتنا يا رجل.. في ساحة من المدينة.. الساكنة فينا ليل نهار.. تفاعلت القدس.. مع صويحباتها.. في رام الله.. وغزة والخليل وجنين.. وجباليا الثورة والرشيدية في لبنان.. كانت فرحة ما بعدها فرحة اصبح لدينا ثقافة الفوز.
ايها العرفاتي.. يجب ان نعتذر منك.. كنا قصيري النظر وكان البعض فينا لا ينظر الى ابعد من انفه!! ويبدو ان الامبراطورية الرياضية بدأت تتجسد على الارض.. بل وجعلت من رياضتنا اسلوب حياة في مقارعة الاحتلال.. وقد اصبحت جزءا من نضالنا اليومي.. قتلنا الطارئين.. غيظا.. بهذا الانجاز التاريخي.. بانتظار المعركة الكبرى.. في كونغرس الفيفا.. ستكون قويا كعادتك.. بل واقوى مع هذا الانتصار في التحدي.. عندما تواجه العالم.. في البرازيل.. بانتظار كلماتك.. باللهجة الفلاحية لجبل الخليل.. «جئتكم.. والميثاق الاولمبي في يد.. ولوائح الفيفا في اليد الاخرى.. وارادة لا تلين.. لاحد عشر مليونا من ابناء شعبي.. حملوني الامانة بضرورة رفع الظلم عنهم.. عليكم ان ترفعوا الظلم عن حركتنا الرياضية.. يا عائلة الفيفا».
ابن القرية الاصغر في فلسطين اشرف نعمان.. والاكبر في الانتماء والعطاء.. واد النيص.. قدمت استحقاقها عن طيب خاطر.. والفتى الحبيب.. عبد الحميد.. والاسد رمزي صالح.. والمايسترو مراد اسماعيل.. وبقية العازفين.. في المستطيل والدكة.. كانوا ابطالا.. وضعوا ملحمة.. لبلادهم.. لارضهم.. وعليها ما يستحق الحياة.. لهم وحدهم الشعب الجبارين.. الذين هم فيها في رباط الى يوم الدين.
كانت عملية انزال.. من مجموعة من الفدائيين.. في المحيط.. وعادت تلك المجموعة من المغاوير بالكأس.. بعد ان قرعت جدران الخزان.. وضربت الحصار والجدار.. بزلزال التحدي.. في الطريق.. نحو المجد.. وقد وحد هؤلاء الكوماندوز الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ والسياسة والمشاعر.
لنرفع القبعة.. للواء جبريل الرجوب قائد سفيتنا التي تمخر عباب البحر.. متوجهة بهذه المؤسسة الرائعة.. اتحاد كرة القدم.. نحو العالمية..
بكى جبريل.. وبكينا معه.. وهذه المرة.. فرحا.. ومن حقنا ان نفرح.. وقد حلقت فلسطين حيث تجرؤ النسور.. مبروك.. لواء الرجوب.. اخ كريم..بل.. يا ابن اكثر من اخ.